«لغم ما ترد، ماسورة، المزعج، مرض،الزفت»! جميعها مسميات لأشخاص على الهواتف المحمولة لا يرغب الكثيرون في اتصالهم او مجرد الرد عليهم فيدخلون تحت القائمة السوداء بالحظر او الرفض المباشر.. انتشار ثقافة عدم الرد على الأرقام المجهولة وتلهف البعض للاستجابة للمميزة منها.. انها قضية حاول «البيت الكبير» عبر هذه المساحة التعرف على ما وراءها... أجرته: منى النور وضع صامت ويروي الأستاذ علي محمد «صحفي» تجربته ضاحكًا.. الكثير من القراء لهم العتبى لا يتخيرون الوقت المناسب للاتصال، وعن نفسي لديّ قارئ كان يصر على الاتصال في أي لحظة غير مبالٍ بانشغالي، فقد يتصل ليقرأ عليّ عمودي الذي كتبته بيدي فقررت عدم الرد عليه، وقمت بحفظ اسمه باسم «لغم ما ترد» وصرت لا ارد على اتصاله، وشاءت الأقدار أن يقابلني في المكتب صدفة وحاولت تبرير عدم الرد بالانشغال ووضع الهاتف في الصامت باستمرار فطلب مني هاتفي لعمل رنة لهاتفه الذي لا يعرف مكانه وكانت المفأجاة ان وجد اسمه «لغم ما ترد» فكانت تلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وفارقني الى الأبد وأصبح لا يبادلني حتى السلام. مضايقات وتؤكد احلام عبد الهادي «موظفة» انها لا ترد على اي رقم غير محفوظ لديها مهما أصر وألح عليها في الاتصال، وذلك بسبب المضايقات التي تعرضت لها وتقول: لكن الأرقام المميزة تجبرني على التعامل معها والرد دون تردد كذلك عادة ما ادخل الأشخاص المزعجين في القائمة السوداء لذلك أقوم بتغيير شريحتي كل فترة بسبب ضغوط العمل وكثرة المتصلين والمطالب التي لا تنتهي منهم. سلوك غير حميد ويقول عامر محمود «طالب» أرفض الرد على هاتفي عندما يكون هناك شخص ادين له بمبلغ من المال ويطالبني برده وكذلك هروبًا من مقابلة شخص لا أريد رؤيته ويكون مبرري دائمًا بأنني في محاضرة وتلفوني في الصامت مع علمي التام ان هذا السلوك غير حميد ولكن هناك من يضطرك الى سلك هذا الطريق لذلك لا أرد على الأرقام المحفوظة عندي فكيف أرد على الأرقام الغريبة والمجهولة فقد تجلب لي ما لا يحمد عقباه. شركات الاتصال هي السبب هنالك العديد من الناس لا يرد على جواله إما بسبب الانشغال بالعمل أو بغيره من الأمور الأخرى او لأن الشخص الذي يطلب محادثته شخص غير مرغوب فيه هكذا ابتدرت هالة عثمان حديثها قائلة: بالنسبة لي غالباً ما أرد على الجوال، لكن هنالك نوعًا من الناس يجبرك على عدم الاستجابة لاتصاله وهذا النوع اما ان يكون إنسانًا لحوحًا ويتصل عليك لتقضي له مصلحة وتكون في داخلك تريد ان تقضي له هذه المصلحة لكنه يكرر اتصاله عليك حتى تسأم منه ولا ترد على اتصاله او يكون من النوع الفارغ الذي يتصل عليك لأتفه الأسباب أو يكون من النوع الذي لا يعرف الوقت المناسب للاتصال كأن يتصل عليك بعد العاشرة مساءً ليسألك عن موضوع يخص العمل، وشيء آخر هو أحد مساوئ شركات الاتصال وهو توفير خدمات الاتصال المجانية حيث يتصل عليك البعض ويتحدث بالساعات الطوال دون الأخذ في الاعتبار أن الشخص المتصل عليه يمكن ان يكون متعبًا او لديه بعض الأشغال التي يجب عليه قضاؤها ويتم شغله بهذه المحادثات الطويلة دون مراعاة لاحتمال ان يكون لديه أمور أهم من هذه المحادثة، لذلك أنصح الناس بتخير أوقات الاتصال حتى لا يسأمهم البعض. الجوكية ويجزم السر سليمان «موظف» بان الكثير من الجوكية يستخدمون الهواتف في خداع البشر، وقال إن بعض الاستخدامات الخاطئة قادت إلى مشكلات لا يستهان بها خاصة بعد ظهور بعض المحتالين، كذلك أدت إلى بروز ظاهرة الإزعاج خاصة من خدمة الرصيد المجاني والساعات المجانية فهناك من يحب الحديث في ما لا ينفع المسلمين، لذلك كثيرًا ما ارفض أي رقم غير محفوظ في سجل الهاتف وأميل الى التعامل مع الأرقام المعروفة والمميزة. زوجتي مزعجة ويقول التجاني «موظف» ضاحكًا من المستحيلات أن تتصل زوجتي دون ان تكون لديها قائمة من الطلبات، فبالرغم من أنني أكون خرجت وفي يدي قائمة طويلة ولكنها تظل تلاحقني بالتلفون لذلك كثيرًا ما يكون هاتفي في وضع الصامت عندما أصل المكتب حتى لا تشغلني واعرف احد أصدقائي يحفظ اسم زوجته بالحكومة وآخر بالشاويش وكلها اسماء بها نوع من المزاح.