نظمت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم بالتعاون مع محلية شرق النيل نفرة كبرى لمشروع تشييد مدرسة الشهيد أبوبكر الطيب مصطفى النموذجية بمحلية شرق وهو مشروع تنموي يُحيل المدرسة لمبنى متعدد الطوابق وقد جاء ت النفرة تحت شعار: (مدرسة متميزة.. طالبات متفوقات.. مجتمع مثالي) وقد شهدت قاعة الوزارة بالخرطوم بحري حضوراً نوعياً من كافة الفعاليات الرسمية والمجتمعية (الانتباهة) رصدت النفرة ووثقتها لتعم الفائدة وتنتقل إلى كافة محليات الولاية بإذن الله الدكتور خضر الزين مدير المرحلة الثانوية بمحلية شرق النيل قال إن هذه المدرسة تستحق هذا التميز لأنها تحمل اسم شهيد جاهد وبذل الروح والفداء للدين والعرض، مؤكدا أن المدرسة تحظى برعاية خاصة من قبل التعليم بالمحلية وقال إن أول الشهادة السودانية في العام 2007م كانت الطالبة شيماء والتي هي حضور بيننا الآن. وقال: (ستظل المدرسة في حدقات العيون وستظل شامخة ومتفوقة دوما وهذا هو عهدنا مع الله تعالى). الأستاذ/ حسن عثمان محمد خير مدير عام وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم قال: (إن هذه النفرة تعتبر أول بادرة برئاسة الوزارة وخصوصيتها إنها من رجال ونساء وطالبات شرق النيل ووالله لن يعجزهم بناء هذه المدرسة ونحن سعداء بهذه النفرة وسندعمها بقدر ما أوتينا من عزائم). وصية الشهيد أبوبكر المهندس الطيب مصطفى راعي المدرسة ووالد الشهيد بدأ حديثه مثمناً الدور الكبير الذي يقوم به معتمد محلية شرق النيل وقال: (إن د. عمار يعتبر رجل المهام الصعبة) وقال: (إن مدرسة الشهيد أبوبكر أنشئت عقب استشهاده مباشرة وقد علمت بذلك خلال عرس الشهيد عندما أتى أهل المنطقة يتقدمهم أول مدير للمدرسة الأستاذ/ بشير حاج حسين، وأخبروني عن رغبتهم في تسمية المدرسة المقرر إنشاؤها باسم الشهيد أبوبكر الطيب مصطفى وظلت المدرسة تتفوق عاماً بعد عام واستطاعت أن تحقق الكثير من النجاحات). وقال والد الشهيد: (عندما طُلِب مني الحديث فضلت أن أتناول معاني الشهادة ولماذا لا أتحدث عن الشهيد أبوبكر خاصة وإن القوم هم القوم واخوة الشهيد ما زالوا يقاتلون). وقال: (إن اخوة أبوبكر ما زالوا على العهد يواصلون جهادهم في دولة الفونج المسلمة «النيل الأزرق» وفي دولة تقلي الإسلامية «جنوب كردفان». كما تناول المهندس الطيب مصطفى سيرة ابنه الشهيد الذي كان لقبه بالجامعة (جبل الصدق) وتلى مقتطفات من وصيته الأخيرة والتي كتبها قبل أسبوع من استشهاده في اليوم 20/9/1998م وجاء فيها أنه وصى بأن كل ما يخصه داخل حقيبته يوزع للمجاهدين ومبلغ (150) جنيهاً تؤول للتوجيه المعنوي، بعض الأقلام و(جوز حجر بطارية) تسلم للتوجيه المعنوي، وختم وصيته برسالة لصديقه الشهيد معاوية وقال فيها: (الشهيد معاوية حتماً سنلتقي يوم الجمْع) ثم تناول عبقريته في التأثير على أقرانه وتعريفهم معاني الشهادة، وقال: (إن مهددات البلاد لن تزول إلا بالجهاد). واعتبر الطيب مصطفى هذه النفرة تكريماً للشهيد ولأسرته. خاتم شيماء تخللت النفرة عدد من الأعمال الأدبية والمشاركات الثقافية لطالبات مدرسة الشهيد أبوبكر الطيب مصطفى وأعلنت المنصة عن فتح باب التبرع لإكمال مشروع المدرسة فتدافع أبناء منطقة شرق النيل ونساؤهم بمختلف نشاطاتهم وتكويناتهم المدنية وفي أقل من نصف ساعة أعلنت المنصة أن التبرعات تجاوزت المليون جنيه، وقد تقدم عدد كبير من الطالبات للتبرع بمصروفاتهن اليومية في مشهد اهتزت له القاعة. ومن بين أولئك الكريمات المتفوقات خرجت الطالبة شيماء، عوض أول الشهادة السودانية في العام 2007م، لترد الجميل لمدرستها وتساهم مع أخواتها الفضليات لتخلع خاتمها الذهبي وتضعه دون تردد ليكون سهما لها في دفع مسيرة المدرسة للمرحلة القادمة. معاني الشهادة د. عمار حامد سليمان معتمد شرق النيل خاطب الحضور وقال: (أسأل الله تعالى أن يبارك لنا في هذه المدرسة ويبارك في بناتنا والتحية لقيادات التعليم وهم يحركون هذه النفرة والتحية للأخ الوزير ولوالد وأسرة الشهيد التي آتت أكل ثمارها عندما خرج الشهيد من قاعات الدراسة إلى منقلا ليلتقي بالحبيب صلى الله عليه وسلم هناك ويكتب وصيته ليحرك هذه النفوس المشرئبة إلى الله تعالى عبر الشهادة وعبر الجهاد في سبيل الله وليعلمنا وهو يوزع جنيهاته وأقلامه وحجار بطاريته وكل ما يملك للتوجيه المعنوي وفي ذلك نقول لأهل الدثور من أبناء شرق النيل ماذا قدمتم لهذه المدرسة العملاقة؟). وأضاف أن هذه النفرة تعتبر تكريماً لكل شهداء البلاد وأسرهم متناولاً مفاهيم الشهادة والوفاء للشهداء بحقهم وأهمية التعليم، معلنا عن التزامه برعاية المدرسة وتزويدها بكل وسائل التعليم التقنية حتى تكون أكثر تميزا. بذرة الشهداء في الختام تحدث الدكتور معتصم عبد الرحيم وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم وبدأ حديثه ب:(لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان). ثم تناول سيرة الشهداء ومسيرة الجهاد في السودان وقال: (عندما يستشهد الشهيد يتشرف أهله بذلك ويعرف به وآله ووالدته وإخوانه وكل أسرته) وقال إنه بدأ حديثه بهذا الهتاف لأن أمثال الشهيد أبوبكر جاهدوا وواجهوا الأهوال وذهبوا لله تعالى شهداء وبعد استشهادهم نعمنا بالسلام والطمأنينة. وأضاف أن الشهيد الآن تمثل في آلاف الخريجات المتفوقات اللائي تشربن معاني الشهادة وفي المستقبل سيُرضِعن صغارهن هذه المعاني، موضحاً أن البذور الطيبة من الشهداء والتي تحتضنها ما يسمى بدولة الجنوب ستقطع جذور باقان وعرمان وبني علمان وقال إن الباطل سيزهق بالحق إذا لم نك (منبطحين) أو قاعدين ها هنا، معلناً عن رعايته ودعمه المباشر للمدرسة حتى تكتمل وقال: (سيتواصل البناء ويكتمل بإذن الله تعالى ولن تتوقف النفرة). معربا عن أمله في أن تكون المرحلة القادمة بعد استكمال مشروع المدرسة الجديد، أن يكون لها فرع آخر للبنين وقال: (لو تبقى لنا مال نأمل أن تكون مؤسسة تعليمية كبرى متعددة الأغراض). لمحات من سيرة الشهيد أبوبكر الطيب مصطفى من مواليد المتمة 25/6/1977م درس المرحلة الابتدائية بأبوظبي دولة الإمارات العربية، المتوسطة مدرسة حلة كوكو والثانوية مدرسة الخرطوم القديمة الثانوية. مكان الاستشهاد منقلا في الثاني من أكتوبر 1998م . تقلد الشهيد، رغم صغر سنه، العديد من المسؤوليات، منها:- - أمانة التنظيم بحلة كوكو. سكرتارية التنظيم بجامعة النيلين. المسؤول عن العمل التربوي بكتيبة الكرار. شارك في المرة الأولى ضمن مجاهدي الشرق في تحرير عدد من المناطق أبرزها حصار الكرمك وقيسان وذلك خلال الفترة من يناير 1997 وحتى نوفمبر 1997م. نفر الشهيد للمرة الثانية في العام 1998م عندما تم الاعتداء على توريت حتى كتب الله تعالى له الشهادة بجبل الملح في اليوم الثاني من أكتوبر 1998م. تربى على يديه عدد من المجاهدين الذين شاركوا في مناطق العمليات وشارك في تحرير عدد من المدن السودانية.