استطلاع: عبدالرحمن دارالسلام هنادي زبيدة وصفاء «الغالي متروك» تحت هذا الشعار حثت الجمعية السودانية لحماية المستهلك المواطنين على مقاطعة اللحوم لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من أمس. قامت «تقاسيم» بجولة في سوق بحري للوقوف على ردود أفعال الحملة ومدى تضامن المواطنين معها، فكانت الآراء متباينة ما بين مؤيد للحملة ورافض لها بحجة أن الهيئة «بتطعن في ظل الفيل» وعليها البحث عن جذور المشكلة الأساسية وليس التحجج بأسباب واهية، فبعض المواطنين لم يكونوا على علم بالحملة ولكن عند معرفتهم بها أبدوا تأييدهم لها، وعند سؤالنا للمواطنة نعيمة خوجلي أول كلمة نطقت بها «المعيشة غلبتنا» فسألت بعدها «في شنو اللحوم ماله»!! وأردفت أن جميع السلع الاستهلاكية في ارتفاع دائم وأن «حلة الملاح» أصبحت مكلفة جداً وتحتاج إلى «20» جنيهاً، وذكرت أن الناس على هلع بارتفاع الأسعار والماهية أصبحت لا تكفي لأسبوع وختمت حديثها بأنها مجبورة على المقاطعة. فيما أكد فتحي العبيد صاحب محل لبيع الفراخ عدم ارتفاع الفراخ وتأثرها بمقاطعة اللحوم الحمراء وقال إن السوق بصورة عامة أصبح الإقبال عليه ضعيفاً وأن الوضع يحتاج لدراسة جدوى ودراسة الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار بصورة عامة، وقال «على الحكومة البحث عن أسباب المشكلة ومعالجتها». في سوق السجانة والسوق المركزي التقينا بالتاجر أنس الفاضل الذي قال إن حركة البيع في أول يوم للمقاطعة وجدت استجابة محدودة إلى حدٍ ما من قبل المواطنين وذلك ما لاحظناه منذ الصباح، فكانت حركة الشراء في الأيام العادية طبيعية ومن الصباح إلى نهاية اليوم نبيع أكثر من 100 كيلو ولكن اليوم حتى الآن لم نبع سوى 10 كليو وأستطيع أن أقول إن الحملة لم يستجب لها معظم المواطنين. إقبال ضعيف أحد المواطنين جاء إلى محل الجزارة للشراء وسألناه عن رأيه في الحملة والمقاطعة التي بدأت اليوم فقال لا أعتقد أنها ستنجح، فالعديد من المواطنين قاموا بشراء اللحوم حتى قبل انطلاق الحملة. أحد أصحاب الجزارة قال قبل انطلاق الحملة بيوم واحد أتى العديد من المواطنين وقاموا بشراء كميات كبيرة من اللحوم وذلك لتوفيرها لمدة ثلاثة الأيام التي حددت للمقاطعة، وتساءل مستغرباً: كيف ستنجح مثل هذه الحملة والمواطن نفسه لا يريد حلها ولايفهم ثقافة المقاطعة. ويقول أسامة محمد إنه من أكثر التجار ضررًا فمنذ الصباح المحل مغلق وذلك بعد معرفتنا بالمقاطعة لم أفتح المحل وذلك خوفاً من الخسارة، ويرى حسن صديق أنهم أصحاب الوجعة الأساسية وهم كغيرهم متضررون من الغلاء ففي السابق وقبل ارتفاع أسعار اللحوم وأصبحت القوة الشرائية ضعيفة وارتفاع الأسعار سببه الرعاة الذين يرفعون الأسعار نتيجة للتصدير. حركة البيع كما هي في جولة لمنطقة العمارات ش5 لم نلاحظ أي استجابة للمقاطعة فحركة البيع بالنسبة للحوم كما هي بالرغم أن كيلو العجالي يصل إلى 25 جنيهاً والضأن إلى 35 جنيهاً. وقال كمال عبد الباقي صاحب محل الشامي للحوم: القوة الشرائية ضعيفة إلى حد ما مقارنة بالأيام السابقة وأرجع أسباب الزيادة إلى التصدير فهو السبب وراء ارتفاع سعر اللحوم. ويقول الهادي عبد المجيد إن المدة التي حددتها جمعية حماية المستهلك بسيطة ولن تؤثر في السوق بشيء ولكن إذا استمرت أكثر من ذلك فقد تحرز نتيجة مرضية. إحدى المواطنات اسمها منى عابدين قالت إنها تسكن في الحلة الجديدة ولاحظت إغلاق جميع محلات الجزارة في منطقتها لذلك أتت إلى سوق أبو حمامة لشراء اللحمة ولم تدرِ بالحملة والمقاطعة إلا عندما حضورها إلى السوق الذي لفت نظرها بعدم إقبال المواطنين على شراء اللحمة ولكنها مضطرة أن تشتري بالرغم من ارتفاع أسعار اللحمة، وذلك نسبة لوالدتها المريضة. وخلال الجولة أجمع معظم المواطنين والتجار على أن التصدير هو السبب الأساسي وراء مشكلة ارتفاع الأسعار.