فى إحدى إجازاتى للسودان .. شاهدت انتشار الحجاب بين السودانيات بصورة مذهلة حتى أنه ظهرت بيوت خاصة لازياء المحجبات تفننت فى تقديم الجديد والمواكب لأحدث خطوط الموضة العالمية لملابس وأغطية الرأس للمرأة .. ولذلك نجد الملابس بألوان مختلفة زاهية ومع كل زى غطاء للرأس متناسب معه فى اللون والموديل، وبالاضافة الى كل هذا نجد فتيات يستخدمن مساحيق التجميل المختلفة على وجوههن وأخريات يرتدين الجلباب الطويل والطرحة التى تغطى الرأس. وهنا يشير البعض الى أن الدور الذى يلعبه الحجاب فى حياة المرأة السودانية الآن يشبه الى حد كبير الدور الذى يلعبه «الجينز» فى حياة المرأة الاوروبية .. فالجينز لم تنشئه الموضة وإنما أنشأته ظروف المجتمع الغربى الاقتصادية التى أخرجت المرأة من إطارها الانثوى البحت الى إطار العمل فى مجال من مجالات الحياة جنبا الى جنب مع الرجل، ولذلك يتيح لها «الجينز» حرية الحركة وبساطتها دون تقييد.. كما أنه لباس اقتصادى تستطيع أن ترديه طوال الشهر دون تغيير.. وكذلك الحجاب للمرأة السودانية، ونعنى بالحجاب الملابس المتمثلة فى اللباس الطويل وغطاء الرأس والعنق، فهذه الملابس تتيح لصاحبتها من حرية الحركة وما يتيحه «الجينز» للمرأة الاوروبية.. كما أنه لبس اقتصادى غير مكلف تستطيع ارتداءه فترة طويلة دون تغيير ودونما أى انتقاد يوجه اليها، وبفضل غطاء الرأس والعنق فهى تستغنى عن الزيارة الاسبوعية أو الشهرية الى الكوافير التى باتت تكلف مبالغ طائلة. ولكن هل أصبح الحجاب اليوم يمثل زياً اقتصادياً للفتاة السودانية بعد أن زاد اهتمامها بأناقته؟ الاجابة العملية لا شك ستكون بالنفى خاصة أنها تضع فى اعتبارها تعدد ما ترتديه واختلاف كل واحد منها عن الآخر فى الشكل واللون والموديل.. وهنا أسمحوا لى وعبر عمودى المتواضع أن أسال عن شروط ومواصفات الزى الاسلامى كما جاءت فى القرآن الكريم والسنة النبوية، وعن مدى صحة الحجاب بصورته الحالية؟ البعض يقول إن ظاهرة الحجاب بين فتياتنا جاءت من خلال سورة الأحزاب التى نزلت عقب الفتنة التى أثارها المنافقون عند زواج الرسول «ص» بالسيدة زينب بنت جحش، واكتملت من خلال سورة النور التى جاءت عقب حادثة الإفك التى أثيرت حول السيدة عائشة رضى الله عنها، حيث تزود المسلمون من هاتين السورتين بمجموعة من التعليمات المتعلقة بصلاحهم الاجتماعى لمواجهة فترة طغيان المنافقين، بهدف توجيه ضربة قاضية للدعامة الأساسية القائم عليها هذا الدين. وهنالك تباين فى الرأي لمدلول لفظ الحجاب، ومن خلال هذه الآراء سنجد أن الثوب الذى تنطبق عليه شروط الحجاب يشمل استيعاب جميع البدن إلا ما استثني.. ألا يكون الثوب زينة .. ألا يكون مجسداً لهيئة الجسم.. ألا يكون معطراً.. وهكذا هذا هو الحجاب يا بنات بلدى .. وعليكن التمسك به، وليس ما وصلت اليه الموضة من مجموعة أغطية الرأس والعنق ذات ألوان مختلفة بعضها سادة وبعضها مطبوع عليه رسومات من قطعتين وبعضها أكثر من ذلك .. وبعد كل هذا تسميه حجاباً .. عجبى.