لا تزال تداعيات القصف الإسرائيلى لمصنع اليرموك للتصنيع الحربي تُبرز تساؤلات عديدة لم تجد الإجابة حتى الآن، «الاعتداءات الإسرائيلية على مصنع اليرموك وكيفية المواجهة»، كانت عنوان الندوة التى نظمها الاتحاد العام للطلاب السودانيين، وابتدر الحديث العميد «م» حسن بيومي متناولاً عدة محاور خلال حديثه فى الندوة أهمها السودان فى العقل الإسرائيلي، مستشهداً بحادثة الفلاشا الإثيوبيين الذين عبروا إلى إسرائيل، مروراً بالسودان فى عهد الرئيس نميري، حتى تؤكد إسرائيل أن السودان يساعدها ضد الفلسطينيين على الرغم من أن مواقف السودان ظلت ثابتة تجاه القضية الفلسطينية كبقية الدول، لذلك أعلنت إسرائيل صراحة سياستها العدائية تجاه السودان، والحديث لبيومي، الذى مضى بالحديث عن أن إسرائيل دولة قائمة على إستراتيجية، وطبيعة الدولة العدوانية قائمة على النظرية الأمنية القائمة على توجيه الضربة القاضية لأية دولة تهدد أمن وسلامة إسرائيل، لذلك فإن عملية قصف المصنع كما وصفها هى استخباراتية فى غاية الدقة تجسد فيها القرار السياسي والاستخباراتى الفني التقني الذى لا يعلمه غير المنفذ ورئيس الدولة. ونفى بيومى أن تكون هنالك دولاً على علم بهذه العملية، وقال بيومي إن الطريق الذى سلكته هذه الطائرات ابتدأ من إيلات مروراً بالبحر الأحمر ومن ثم إلى الهدف، واستبعد أن تكون الرادارات فى السودان تعمل فى الأساس. البحث عن حليف إستراتيجي وعن آثار هذه الضربة على مصنع الأسلحة فى الخرطوم، اعتبر العميد بيومي أن الضربة كشفت أن السودان ليست له دول صديقة وحليف إستراتيجي، لذلك يجب أن يخلق ويبحث عن حليف إستراتيجى. وأضاف بيومي أن عملية قصف مصنع اليرموك قسمت عصب العمق الإستراتيجي فى الأمن القومي السوداني وأن هذه طريقة سقوط الأنظمة وهو ضرب العواصم، لذلك لابد من وضع حلول لتفادي هذه العملية وآثارها، وتوقع بيومي بعد استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التى تكررت على السودان بهذه الكيفية، فإن البلاد ستشهد حالة من الارتباك، كذلك التصريحات المتضاربة من قبل المسؤولين. وحذر بيومي وتوقع أن تكون المحطة القادمة بعد مصنع اليرموك فى الخرطوم، هي مدينة بورتسودان باعتبارها القصبة الهوائية التى يتنفس بها السودان، كذلك لم يستبعد احتمال أن تقوم إسرائيل بضرب السياسيين والقيادات العليا خاصة خلال تجمعهم فى أية مناسبة لإحداث فراغ سياسي وبلبلة فى البلاد، لذلك فالمطلوب التفكير بعقلية مختلفة لتقوية الجبهة الداخلية وأهمية دور الإعلام الذى يعتبر الجهاز الأيسر لجهاز الأمن، مطالباً الدولة بإنشاء مركز بحثي متخصص يهتم فقط بإسرائيل، وكذلك مركز بحثي متخصص لأمريكا. تساؤلات من غير إجابة عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطى قال إن عملية قصف مصنع اليرموك هى امتداد لكل العمليات التى بدأت منذ العام 2009 فى بورتسودان، ووصل هذا العدوان إلى الخرطوم، ليؤكد أن إسرائيل قد استعدت وتعاونت مع دول كجنوب السودان. وانتقد ربيع موقف وردود الفعل على المستويين المحلي والاقليمي التى لم تكن على المستوى المطلوب، ربيع الذى كان معظم حديثه عبارة عن تساؤلات لم يفلح فى الإجابة عنها، فبدأ بالتساؤل، لماذا كان الاستهداف على السودان، وما هي آثار هذا العدوان، ولماذا لم نقم بحملة للتنديد على هذا الاعتداء؟ جملة تساؤلات بدأ بها ربيع حديثه دون أن يجد إجابة عليها، واكتفى بالتنديد وإلقاء اللوم على المجتمع الدولي الذى لم يدن العملية بالصورة المتوقعة، فقد جاءت الإدانة والشجب من بعض الجهات، وصمت من كل الدول العربية، ولم تتحرك أية دولة واحدة للتعبير عن موقفها الجاد والحاسم مع السودان، وتساءل ربيع، ماذا فعلت الأممالمتحدة التى اكتفت بتحليل العملية ولم تحدد الجهة المنفذة، إضافة إلى المخابرات الأمريكية التى نفت علمها حتى بالعملية، ستستمر هذه الاعتداءات إذا لم نستيقظ ويستيقظ الشعب، فالذى ينتظرنا ليس سهلاً، ولم يجب ربيع عن السؤال حول ما هي الخطوات الجادة والعملية التى ستتخذها الحكومة بعد هذا العدوان؟ فى الوقت نفسه أقرَّ ربيع بوجود ضعف جراء هذه العملية، لكن فى الوقت نفسه أكد أنهم مقبلون على نسخة جديدة من الإنقاذ التى تعددت نسخاتها منذ بدايتها العام 89 حتى 95 إلى اتفاقية نيفاشا فى العام 2005 وصولاً إلى ما بعد الانفصال 2011، إذاً تبقى التساؤلات مطروحة عن كيفية مواجهة آثار قصف مصنع الأسلحة بالخرطوم من قبل دولة إسرائيل، وكما أنهى ربيع حديثه، علينا معرفة نوعية الاستعدادات التى يجب أن نعدها حتى لا يتمدد العدوان ويصبح الرد مستحيلاً.! يبقى السؤال مطروحاً، كيف سيكون الرد العملي الفعلي الذي لم يستطع ربيع الإجابة عنه.