أقام الاتحاد العام للطلاب السودانيين بمركز الشهيد الزبير ظهر الاول من أمس ندوة تناولت تداعيات الاعتداء على اليرموك وكيفية المواجهة حيث ابتدر الحديث الخبير الإستراتيجي العميد»م» حسن بيومى و الذى قال :أن طبيعة إسرائيل أنها ولدت فى منطقة عربية ومحاطة بأعداء وهذا ما جعلها معزولة وبدأت بالتفكير فى كيفية فك عزلتها بعد فشلها فى حضور مؤتمر «باندونق «وبعدها حصلت في منطقة البحر الاحمر على ميناء إيلات الإسرائيلي حالياً، وذكر بيومى ان اسرائيل دولة عدوانية توسعية والسودان فى العقل الاسرائيلى عبارة عن ممر لمياه النيل من المنبع الى المصب، وأشار الى ان السودان ويوغندا كانا إحدى خيارات إسرائيل فى الماضى عند قيامها كدولة، وساعدها فى ذلك المرتزقة بقيادة «شنايدر» والحزام الكنسي (تنزانيا، يوغندا ، الجنوب السودانى، كينيا وأثيوبيا)، أضاف «أن موقف السودان تجاه القضية الفلسطينية ثابت ويعود فى تاريخه «الى اللاءات الثلاثة»وأشار الى أن خوف إسرائيل من السودان ناتج عن الموارد الضخمة التى يمتلكها ، والتى اذا وظفها سيكون له شأنه بين دول المنطقة، وهذا ما ترفضه إسرائيل، ونوه بيومي الى ان التاريخ يتحكم فى كثير من الأحيان فى مستقبل الامم ، وزاد»الخطأ الذى ندفع ثمنه الآن هو السماح بدخول الفلاشا عبر تهجير التقراى فى مناطق (قندلا) والشوك وغيرها من المناطق الحدودية مع اثيوبيا، والذين استخدمهم الموساد الإسرائيلي فيما بعد كجواسيس فى إفريقيا والعالم العربى لانهم يعاملوا «كأثيوبيين» فى هذه المناطق، ولا يستطيع السودان أن يعتمد على الدول الإفريقية، للوجود الإسرائيلي بداخلها» وعن تداعيات الإعتداء على اليرموك ذكر بيومى بأن العملية الإستخباراتية دقيقه جداً وتضمنت عناصر إستخباراتية سرية وسياسية مطلقة، ونفذت عن طريق خط الطيران المدنى انطلاقا من البحر الاحمر، وأستبعد بيومى وجود رادارات سودانية يمكن أن تكون قد رصدت حركة الإعتداء، كما قال ان اختيار التوقيت جعل الاعتداء لا يجد استجابة من داخل الشعب السودانى، وعن إستراتيجية الأمن القومى وإستهدافه ذكر بأن الاعتداء تم فى داخل العاصمة القومية والتى هى بمثابة العمود الفقرى للأمن القومي السودانى وفسر ذلك بأن الأنظمة والدول تسقط من العواصم، وبعد هذه الحادثة أصبح السودان مكشوفاً وأصبحنا فى خطر، على حد تعبيره. وعن تاريخ الصراع العربى الاسرائيلى قال بيومي أن إسرائيل اعتدت فى السابق على مفاعل تموز العراقى والمفاعل النووى السورى واستهدفت قيادات فلسطينية (أحمد يس والرنتيسي والمبحوح) وهى دولة لا تخشى الأممالمتحدة أو مجلس الأمن ، كما ذكر أن حادثة اليرموك أثبتت أن هنالك ضعفاً فى التنسيق وأداء مربك فى أجهزة الدولة وأن وزير الخارجية عضو أساسي فى مسألة الأمن القومى ولا يمكن تغييبه، وعن التحالفات الإقليمية أشار الى أن إصرار إيران على دخول السودان له عواقبه ويجعل توجيه ضربة ثانية للسودان واردا ولكن هذه المرة سيكون موقعها «بورتسودان»وهى القصبة الهوائية التى يتنفس من خلالها الإقتصاد السودانى، واستنكر بيومى سلوك بعض القيادات فى التجمعات والمناسبات العامة والتحرك الجماعى أو عبر عربة واحدة والذى قال إنه سلوك خطر جدا بالنسبة لأمنهم فى الوقت التى تستطيع اسرائيل الوصول بسهولة الى قيادات الدول أو إستهدافهم، وفى علاقة الإعلام وأهميته فى الجانب الأمنى قال إنه فى حادثة «اليرموك» لم يكن حاضرا وفاعلاً، وأشار الى ضرورة إستيعاب الكفاءات والقدرات فى اجهزة الاعلام والابتعاد عن الجهوية والقبلية فى العمل ،وكذلك ضرورة إنشاء مراكز بحثية متخصصة فى الشأن الإسرائيلى وكذلك الأمريكى باعتبارهما الدولتين الاعداء للسودان، حتى تساعد فى تحديد السياسة التى يجب ان يتعامل بها السودان ، كماذكر بان السودان لا يمكنه أن يعتمد على مجلس الأمن الدولي أو المبعوث الإفريقى»امبيكى» بأعتبارهما الى الآن لم يدينا الاعتداء، واشار بيومي الى ان السودان غنى باليورانيوم والمياه العذبة وهذا ما يجعله محل إستهداف من قبل إسرائيل ،وفى نفس الوقت يمكنه أن يستقطب من خلالهما أصدقاء وحلفاء الذين كشف الإعتداء على اليرموك أن لا وجود لهما. وفى حديثه قال القيادى بالمؤتمر الوطنى د.ربيع عبد العاطى أنه فى الوقت الذى تشهد المنطقة ثورات ربيع عربى متصلة بجانب تاريخى وآخر إفريقى وحزام كنسي ومركب العلاقات الإسرائيلية السودانية لا يمكن لوم أحد ما ،وقال ان السؤال الذى يجب أن يطرح هل السودان المستهدف أم هو وسيلة وهدف مراد به الضغط على إيران؟، وأضاف «ان العداء من قبل اليهود تاريخي ومستحكم منذ عقود بعيده ترد الى عهد صدر الإسلام ومقصود به الإقليم والعقيده، والمراد به التخويف والفزع ولا يجب أن ننظر للحدث دون الرجوع الى التاريخ .واشار ربيع الى أن الاستهداف بدأ فى عام 2009 وتوالت بعده عدة إعتداءات كان اعتداء»اليرموك» آخرها ولا حياة لمن تنادى؟ وأضاف «أن منطقة البحر الاحمر ليست ملك للسودان وحده بل هنالك السعودية واليمن ومصر، وان اسرائيل الآن تقيم علاقات جيدة مع الجنوب التى ساهمت فى تدريب وبناء جيشه، وقال ربيع عندما ننظر الى ردود الأفعال ونطلع عليها يجب أن نعرف ماهى العواقب مستقبلاً؟ وما هو نوع الاستعدادات والترتيبات لمواجهة هذا العدوان؟، واستنكر ربيع ردة فعل الشعب السوداني والكيانات السياسية وقال بأنها لم تكن بالمستوى المطلوب، وأضاف»كنا على درجة عالية من الإندهاش والذعر «وتساءل لماذا يأتى الإستيقاظ متأخراً بعد فوات الأوان؟ ولماذا لم تنعقد المؤتمرات ولم تهب المؤسسات المختلفة للتعبير عن رفضها للعدوان ؟كما ذكر أن اسرائيل لا تستهدف الضعفاء والسودان ليس ضعيفاً! وأكد على أن التصريحات المتضاربة والمتفرقة أدت الى الإرباك ،والدليل أن الاستجابة للاعتداء على «هجليج»كانت أكبر بالرغم من معرفة أنها راجعة الى حضن الوطن، وأشار الى أن الإعلام العام والخاص لم يقم بدوره ولابد من تمليك المعلومة للمواطن السودانى لان الإعتداء تاريخي ولم يبدأ من الأمس ! وقطع ربيع بان ردة الفعل الإقليمي والدولي كانت ضعيفة الا منظمة العالم الإسلامي التى أدانت الاعتداء واعتبرته عملاً إرهابياً بجانب إيران وجامعة الدول العربية والخارجية التركية والبرلمان العربى ولم تكن هنالك جهات رسمية لدول عربية أدانت الهجوم الا تمثيل شعبى لبعض الدول، ونوه الى ان هنالك صمت تام للدول العربية ولم تكن حريصة على سلامة السودان أو العالم العربي أو الإسلامي ولم تعبرعن رغبتها ووقفتها تجاه السودان الا بالعبارات وإسرائيل لا تعرف ذلك وانما تقوم بعمل فعلى، واشار ربيع الى ان الأممالمتحدة ذكرت أن هناك جهة متورطة فى ضرب مصنع سودانى، وقال ان إسرائيل لا تستهدف فقط الدول وإنما أيضاً الأشخاص. أما الناطق الرسمى باسم الشرطة اللواء السر أحمد عمر فقال إن الحالة الأمنية والجنائية فى العاصمة القومية ممتازة وهنالك إنخفاض فى مستوى جرائم وقطع الطرق والنهب التى تقلق المواطن وبخاصة الموجود فى ولايات دارفور والذى ذكر أيضاً أن السودان الى الآن لا توجد به جرائم منظمة وهذه محمدة له. واشار الى ان هنالك خططاً أمنية إطارية وليست سرية لدى رئاسة الشرطة ويحق لاى ولاية ترتيب خططها حسب طبيعة تكوينها وظروفها الأمنية ولكن تظل الشرطة المركزية هى من تتحكم فى مقاليد الإمور،وبالحديث عن «اليرموك»أكد بأن الشرطة كانت فى أتم الإستعداد ووصلت فى الوقت المناسب واستطاعت تأمين الشوارع والمداخل المؤدية الى منطقة الإعتداء وعملت على إطفاء الحريق بعدد كبير من قوات الدفاع المدنى صاحبتها قوات من أجهزة الشرطة المختلفة، الا أنه لم ينفِ بأن هنالك شائعات بسبب غياب المعلومة الصحيحة أدت الى زعزعة المواطن وأن كل الذين فقدوا ذويهم فى ذلك الوقت تم إرجاعهم.