كانت عملية (فنقل) التي تمّ بموجبها تحرير مدينة (مصوّع)، هي بداية انهيار النظام الشيوعي الدموي في أثيوبيا. (فنقل) تعني اقتلع من الجذور. وذلك بالفعل ما نتج عن تلك العملية العسكرية. حيث أن تداعيات تحرير (مصوع)، حرًّرت العاصمة أسمرا بعد أن أسقطت النظام الشيوعي الديكتاتوري المحتل. أي أن عملية تحرير أسمرا في نهاية المطاف يمكن تسميتها عملية (تفنقلون)، على وزن عملية (تهتدون) الجيمس بوندية التي قام بها الإمام الحبيب الصادق المهدي عندما (هاجر) إلى أسمرا. السودان كذلك بحاجة إلى عملية (فنقل) لتحرير جنوب كردفان والنيل الأزرق من الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعة للجيش الشعبي. حيث تتبع الفرقتان لقيادة الجيش الشعبي في جوبا من حيث التسليح والأوامر والمرتبات. وحيث أصبحت الفرقتان التاسعة والعاشرة ورقة ضغط سياسي وأداة ابتزاز تستخدمها أمريكا ضد حكومة السودان، لكي تفرض عليها التفاوض مع عملاء قطاع الشمال. سفيرة أمريكا في الأممالمتحدة سوزان رايس لا تكف عن التصريح بأن واشنطن ستستخدم قرارات مجلس الأمن لتفرض على حكومة السودان الجلوس على طاولة التفاوض مع (قطاع الشمال). سوزان رايس تعلن مراراً وتكراراً بأن مجلس الأمن معني جداً بأن تتفاوض حكومة السودان مع قطاع الشمال. ومن بعد (سوزان رايس) جاء ببغاؤها أمبيكي يطالب حكومة السودان باسم الوساطة الأفريقية العليا للإتحاد الأفريقي، بالتفاوض، رضيت أم كرهت، مع قطاع الشمال. لولا وجود الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي في النيل الأزرق وجنوب كردفان، حتى أصبحت كادوقلي العاصمة التاريخية لجنوب كردفان في مرمى مدفعية قطاع الشمال ومرمى صواريخ الكاتيوشا والهاون، لولا وجود الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي في النيل الأزرق وجنوب كردفان، لما كان هناك أساس لمطالب سوزان رايس أو أمبيكي للضغط على السودان ليفاوض عملاء قطاع الشمال. يشار إلى أن سوزان رايس عند زيارتها جوبا قامت بالتأكيد على قيادة الحركة الشعبية بالحفاظ على الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي بالبقاء في مواقعها في النيل الأزرق وجنوب كردفان، أي الحفاظ على احتلال الأراضي السودانية. ذلك بينما كان يجب بحسب اتفاقية نيفاشا انسحاب الفرقتين التاسعة والعاشرة إلي جنوب السودان جنوب خط 1/ يناير 1956م، في تزامن مع انسحاب الجيش السوداني من جنوب السودان إلى شمال السودان شمال خط ترسيم حدود الشمال والجنوب في 1/ يناير 1956م. في عملية (فنقل) لتحرير مصوًّع انهارت القوات البحرية والبرية الأثيوبية. كان عدد تلك القوات (80) ألف جندي، كلهم سقطوا بين قتيل وجريح، نتيجة لعملية (فنقل) الجريئة الذكية التي قام بها الثوار. كانت القوات الأثيوبية المحتلة تتوقع الهجوم من مدينة (كرن) ففاجأها الثوار بعملية (فنقل) في (مصوًّع). فكان تحرير ميناء (مصوًّع). كتبت تلك العملية العسكرية بداية نهاية النظام الشيوعي الديكتاتوري في أثيوبيا. في »حرقيقو« علي ساحل البحر الأحمر، بالقرب من مصوًّع، توجد محطة الكهرباء الرئيسية التي تغطي كل أريتريا بالإمداد الكهربائي. »حرقيقو« هي بلد الزعيم الأريتري الراحل عثمان صالح سبّي. في الدمازين علي النيل الأزرق يوجد أكبر تخزين مائي في السودان يوفر الري الدائم لمساحة (2.5) مليون فدان. كما يوجد في الدمازين أحد أكبر محطات التوليد الكهربائي في السودان. كذلك جنوب كردفان قريب من مناطق إنتاج النفط السوداني، في غرب كردفان. مثلما كتبت عملية (فنقل) نهاية قوات الإحتلال الأثيوبي في مصوًّع ثم أسمرا، كذلك يجب أن تكتب عملية (فنقل) السودانية نهاية قوات الإحتلال التابعة للجيش الشعبي في النيل الأزرق وجنوب كردفان. (فنقل) كان اسم عملية تحرير (مصوًّع). (فنقل) تعني في لغة (التيجري) الخلع من الجذور. وهي أي (فنقل) تستخدم في العامية السودانية بنفس المعنى، أي أن تمسك بالخصم من أقدامه وتقلبه وتضرب به الأرض. يقولون في السودان فلان واقع اتفنقل. كذلك قوات احتلال الجيش الشعبي من الفرقتين التاسعة والعاشرة، بحاجة إلى عملية (فنقل) سودانية، لخلعهم من الجذور وتحرير الوطن وإغلاق باب التدخل الخارجي في الشأن السوداني، سواءً من سوزان رايس أو تابعها أمبيكي. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.