أنا على يقين راسخ ثابت وإيمان جازم لا ريب فيه أن كيان اليهود المقام على أرض فلسطين المسلمة كيان زائف وزائل شأنه شان كل كيان باطل فإنه لا محالة هالك. ستزول دولة الكيان الصهيوني كما زالت دولة جنوب إفريقيا العنصرية فكلا الدولتين استعمار استيطاني عنصري إبادي إحلالي كثيف. الجنس الأبيض جاء إلى جنوب إفريقيا قبل قرون واغتصب وطن السود السكان الأصليين مؤمناً بالتفوق العنصري ممارساً العزل الإثني والتصفية الجسدية وإحلال البيض مكان السود . ولكن بعد كفاح ونضال استمر زمناً طويلاً لقيت دولة البيض العنصرية مصيرها المحتوم وآلت مقاليد الأمور لأهل البلاد وإن كانت الأقلية البيضاء تمارس قذارة إهلاك النسل بإشاعة الفاحشة في السكان السود ونشر الرذيلة والأمراض المصاحبة حيث نسبة الإيدز في جنوب إفريقيا اكثر من «45%» والعياذ بالله!. مصير دولة اليهود الصهاينة في أرض فلسطين مصير محتوم ومختوم ومحكوم عليها تاريخياً وفي مدى قصير إن شاء الله. الوضع القانوني الذي تتمتع به إسرائيل بحبل من أمريكا وتوابعها في هيئة الأممالمتحدة وضع باطل لتقنين القوة والأمر الواقع وحبل أمريكا أصابه الوهن والأيام دول فستزول تلك القوة الباغية الباطشة بالقريب العاجل بإذن الله. الكيان اليهودي ممزق من داخله شر ممزق ومنقسم كل انقسام يعيش داخل هذا الكيان جنباً إلى جنب فئات أربع في تنافر وتشاحن وعداء متفاوت الدرجات. اليهود في فلسطين المغتصبة منقسمون على أنفسهم إلى أربع، فرق تعيش في عداوة وبغضاء. الفئة الأولى، السفارديم، وهم اليهود القادمون من العالم العربي والعالم الثالث، والفئة الثانية، هي التي هاجرت من جمهوريات الاتحاد السوفيتي المنهار، أما الفئة الثالثة فهي، فئة الأشكناز، وهم يهود أوروبا وأمريكا وأستراليا أي يهود الجنس الأبيض. الفئة الرابعة، هم أهل البلاد الأصليون من الفلسطينيين مسلمين ونصارى وهم يتعرضون لأبشع صنوف التفرقة العنصرية دينياً وسياسياً واقتصادياً، ويعانون من التمييز والحرمان والإهمال لإنهم مواطنون من الدرجة الثانية والثالثة لا فرق. هذه الدولة الباطلة تعاني من شروخ عميقة وتفكك بين الإثنيات اليهودية المهاجرة من دول شتى. مقاليد الأمور من سلطة وثروة في يد الجنس الأبيض الأشكناز منذ ولادة إسرائيل فهم أصحاب القرار والقول الفصل وما السفارديم إلا تبع لهم لأنهم مهمشون مهملون لا يملكون من الأمر شيئاً. نتيجة لهذه الشروخ ظهرت على السطح حركات احتجاجية من السفارديم المضطهدين حركة تامي بزعامة أهارون أبو حصيرة وحركة اليهود السود وحزب شاس الإرهابي المتعصب، كما تحررت المؤسسة الدينية لليهود السفارديم من المؤسسة الدينية الأشكناز. الكيان الممزق من داخله لا مستقبل له فهو كيان زُرع بالقوة كجسم غريب مريب في الجسم الإسلامي. علم زراعة الدول داخل الشعوب العريقة التي لها جذور حضارية متينة علم فاشل كله عبث وجهد بغير طائل. هذا الكيان الزائف سيحل به ما حل بالكيانات الصليبية الزائلة في المنطقة. لقد شهدت بلاد المسلمين كيانات سابقة للصليبيين حاولت أن تتمكن وتزرع نفسها بالقوة فلم تفلح بل ضل سعيهم فكان المصير المحتوم الهلاك والبوار وبادت تلك الكيانات بعد أن سادت زمناً ولم يكن هلاكها إلا بالجهاد الإسلامي ولا شيء غير الجهاد الإسلامي. سيحل بهذا الكيان ما حل بالكيانات الصليبية في المنطقة في نهاية المطاف سيصيبهم ما أصاب أولياءهم وشركاءهم في جرائمهم وماهم بمعجزين. إنهم يهود لم يتبدّلوا ولم يتغيّروا على مر الدهور وكل العصور جبلتهم معروفة من قديم أنبأنا الله بها في القرآن الكريم وهم بصفاتهم المعروفة المرذولة يديرون صراعهم معنا حتى يهلك أحد الفريقين «وما يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون» الكيان اليهودي يعرف ما يريد لا كما يقول دعاة الانكسار والتطبيع «لو اعترفنا سننعم بالسلام» اليهود يريدون كل فلسطين إنهم يا دعاة الاستسلام الذين أصابهم الوهن يريدون إقامة مملكة إسرائيل «مملكة الرب» من الفرات إلى النيل وقد تمكنوا من الفرات بفضل أمريكا والذين لا يعقلون من الشيعة حلفاء اليهود. وقد جاءوا إلى منابع النيل بعد انفصال الجنوب يشعلون نار الفتن ويوقدون نار الحرب ولكنهم ينفقون الوقت والجهد في طلب المستحيل. نحن نعيش عصر إفلاس القوة ونرى بأم أعيننا هزيمة الدول الطاغية الباغية أمام قوة العقيدة وإرادة الشعوب المؤمنة. حبل أمريكا سينقطع في يوم آتٍ قريب كما انقطع حبل السوفيت عن الرفاق في أفغانستان بالأمس القريب. الشعب اليهودي الذي تجمّع داخل فلسطين حاول تكوين مجتمع يهودي ككيان قومي يهودي متجانس في وجه المجتمع العربي المحيط به ولكن كان حليفهم الفشل الذريع والخيبة. الشعب اليهودي ليس وحدة واحدة ولا أمة متضامنة، فهم فرق كثيرة متناحرة ومذاهب شتى متضاربة وعقائد عديدة متنافرة لا يجمعها جامع ولا توحدها المطامع. إنه يتآكل من الداخل لا سيما وأنه كيان يتكون من أشتات وأجناس وأعراق يقتلها الصراع بين الأشكناز أصحاب السلطة والسطوة والسفارديم المغلوبين على أمرهم «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى». المستسلمون من العرب أصابهم المرض الخطير الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بالوهن وهو «حب الدنيا وكراهية الموت» ودعاة التطبيع من هذا الصنف لا يسألون أنفسهم متى كانت علاقات اليهود مع المسلمين منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيعية؟ الفئة المؤمنة الصابرة في فلسطين اتخذت الجهاد سبيلاً لتحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر وتبددت خرافة التفوق اليهودي أمام حجارة الأطفال والحجارة هي ما استطاعوا من قوة ولاحت في الأفق تباشير النصر المبين والفتح القريب فليستحِ دعاة الاستكانة والاستسلام. آخر زمان هذه الأمة سيكون جهادًا واقتحاماً وهزيمة ومضاءً ورواد هذا الجهاد هم الشباب الصغار الجرئ وسيتعلم الكبار من الصغار فقد جاء بالأثر في وصف هذه الأمة «إنها في أول الزمان يتعلم صغارها من كبارها فإذا كان آخر الزمان تعلم كبارهم من صغارهم».