مع تقديرنا للدور الكبير الذي تلعبه المستشارية الطبية بالقاهرة بقيادة الدكتور الصادق الجعلي في توفير تكلفة العلاج من المؤسسات العلاجية هناك ومد القومسيون الطبي هنا بها والتنسيق للمريض مع إحدى تلك المؤسسات بعد وصوله للقاهرة إلا أن المستشارية تقوم على الرجل الواحد فإذا غاب الدكتور الصادق لأي ظروف فإن مكتبه يظل مغلقاً وليس ثمة من يقوم مقامه رغم أن الوافدين للعلاج تكون أيامهم عادة محسوبة وكل يوم يمر دون القيام بخطوة علاجية يصيب المريض ومرافقه بالإحباط وهذا آخر ما يحتاجه الاثنان .المريض عندما يستلم الشيك من الإدارة المالية بالسفارة مطالب بالرجوع للدكتور الصادق ليوجهه للوجهة التي يتطلبها مرضه وإلا فإن المستشارية غير مسؤولة عن أي محاولات لاستغلاله بأي شكل من أشكال الاستغلال ولكن، ماذا يفعل المريض ومرافقه عندما يجدا مكتب الشؤون الصحية مغلقاً وهاتف د. الجعلي مغلقاً، فهل «يربع يديهو» وينتظر ريثما يظهر الدكتور في الأجواء ويدفع ضريبة الانتظار زيادة في تكاليف الإيجار والعلاج والمعيشة؟ أم «يتصرف ويجعل نفسه عرضة للخديعة والاحتيال؟ المريض مطالب كذلك من قبل القمسيون الطبي بالداخل بإحضار تقرير من الطبيب المعالج بالخارج موثق من السفارة ممثلة في مستشاريتها وقد صادفتنا شخصياً مشكلة الحصول على التقرير من المستشفى الدولي لأمراض الكلى والمسالك البولية الذي وجهنا إليه د. الصادق بحكم الاتفاق المبرم بين السفارة والمستشفى وأرهقنا في سبيل الحصول على التقرير بما يفوق ال«20%» قيمة التخفيض الذي خصصه المستشفى للقادمين للعلاج عبر السفارة السودانية، وأخطرنا د. الصادق بذلك ووعد بحل الإشكال ولكن يبدو أنه أخذ إجازته للحج ولكنه لم يحج ولم يفتح هاتفه كذلك حتى تاريخ مغادرتنا للقاهرة والحمد لله أن ألهمنا فكرة اللجوء لطبيب آخر أجرينا عنده التحاليل اللازمة وحصلنا على التقرير بأسهل ما يكون رغم أن رسوم مقابلة الطبيب الآخر وقيمة التحاليل أقل من المستشفى الدولي ذي التكلفة المخفضة التي يبدو أنها رفعت حتى لا تتأثر بالتخفيض، وكما قالت لي أخت يمنية قدمت مع زوجها للعلاج فلم تجد الرعاية المطلوبة فقالت لي «تغور الفلوس». نقدِّر أن سفارة السودان بالقاهرة تختلف عن غيرها من السفارات بحكم وجود الجامعة العربية هناك وكبر حجم الجالية نفسه، وهذا يجعل المسؤولين في السفارة من «أصحاب البالين» ولا نريد أن نقول كاذبين كما يقول المثل «صاحب بالين كضاب» ولكن نقول مشغولين ومن ثم شعرنا ببعض الدفءالسوداني في مكتب القنصل صالح الكرنكي والمستشار عبد الرحمن إبراهيم ولم نتمكن على غير العادة من محاورة السفير كمال علي عن الأوضاع والعلاقة بين الشقيقتين بعد الثورة رغم أهمية الحوار في هذه المرحلة أو ربما لعدم اجتهاد إدارة الإعلام في ترتيب الحوار رغم أننا طلبنا ذلك منذ ثاني أيام قدومنا. لا أريد أن أقول السفارة «باردة» ولكن الدفء الحقيقي شعرنا به في بيت الوزير المفوض بالجامعة العربية ورئيس المجلس الأعلى للجالية الدكتور حسين عثمان وزوجته الزميلة مراسلة «الإنتباهة» بالقاهرة ست البنات حسن عندما لبينا دعوتهما لتناول وجبة الغداء بصحبتنا المستشار القانوني ل«الإنتباهة» الأستاذ مأمون محمد عباس وكان الوزير «يخدمنا» بنفسه وقد أعطانا كرته وهو يستحلفنا أن نعطيه لكل من قصد قاهرة المعز ودعوته لزيارته. نرجو أن تجتهد وزارتا الخارجية والصحة في تعيين معاون للدكتور الصادق ليقوم مقامه في متابعة ملفات المرضى مع المؤسسات العلاجية هناك خاصة إذا أصابه ما يمنعه من الحضور لمكتبه حتى لا يصيب المرضى القلق الذي يصيبهم عندما يجدون مكتبه مغلقاً ونرجو أن يصيبه كل خير.