تعلية خزان الروصيرص، مشروع تنموي متكامل ظل حلماً ينتظره أهل السودان «40» عاماً حتى أصبح هذا العام حقيقة ماثلة أمامهم الآن ببحيرة طولها «25» كيلو متراً مربعاً وارتفاع «78» متراً بسعة تخزينية تبلغ«4» مليارات متر مكعب، وتبعاً لذلك قفزت إنتاجية الكهرباء إلى «1800» ميقاواط/الساعة، أي بزيادة «50%» من الإنتاجية السابقة وارتفاع إنتاجية البحيرة من الأسماك إلى ألف طن فضلاً عن التحوُّلات العمرانية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة في مدن التوطين التي أُنشئت حول البحيرة.. وقد عبّر عنها الأهالي خلال احتفالية الافتتاح أنهم قد شهدوا نقلة كبرى من قراهم السابقة الخالية من الخدمات إلى مدن مكتملة الخدمات من صحة وتعليم ومياه وكهرباء، طارحين عدداً من المطالب لاستكمال النقلة الحضارية التي شهدتها قراهم. ووصف النائب الأول لرئيس الجمهورية مطالبهم بالمشروعة وقطع بوعده لهم بإنشاء جامعات في المنطقة بدلاً من جامعة واحدة، مطالباً إيّاهم بالاتصال بأبنائهم الذين يحملون السلاح وإقناعهم بالعودة لضمان استمرارية التنمية واستكمال مشروعاتها التي بدأت باكتمال التعلية، ملتزماً بإصدار عفو من رئاسة الجمهورية عن كل من يعود، وزاد بتشجيعهم بالانصراف إلى العمل الزراعي وزيادة الإنتاجية وعدم الالتفات للشائعات بعد وضوح الرؤية. من جانبه أبدى والي النيل الأزرق اللواء الهادي بشرى التزامه بإنفاذ المطالب الثلاثة عشر التي قدّمها عمد وأعيان المنطقة وفي مقدمتها استكمال التعويضات والمنشآت السكنية، مشيرًا إلى أن المساحة التي ستزرع هذا العام ستقفز إلى«3» ملايين فدان، مشيدًا بإنجازات وحدة تنفيذ السدود والتزامها بإنفاذ ما وعدت به وإنهاء العمل في التعلية في موعده. ووصف وزير الموارد المائية والكهرباء أسامة عبد الله العملية الفنية التي صاحبت تعلية السد بالمعقدة وأنها أول سابقة من نوعها تتم في العالم باستكمال بناء سد توقف العمل فيه منذ أربعين سنة ولم تتوقف عمليات تشغيل إنتاج الكهرباء خلال فترة العمل في التعلية مما يعني أنه إنجاز كبير وتغلب على تحدٍ واجهه العاملون وتخطوه بكل جدارة واقتدار، مؤكدًا التزامه بسداد المتبقي من تعويضات المتأثرين على قسطَين. وكانت لجنة فنية كونت بقرار جمهوري ضمت عدداً من الجهات ذات الاختصاص ممثلة في الجهاز القضائي والإحصاء المركزي وحكومة الولاية ووحدة تنفيذ السدود والإدارات الأهلية للمتأثرين بالسد لتقدير التعويضات للمتأثرين ومنحهم بيئة أفضل في المناطق المهجرين إليها من التي كانوا فيها حيث تم إنشاء «12» مدينة سكنية بسعة «22» ألف منزل وعشرة مراكز صحية ومستشفيَين بجانب مركزين للشرطة.. وتصميم مشاريع زراعية مطرية نموذجية بمساحة «112» ألف فدان تدار عبر «12» جمعية تعاونية.