هناك كثير من الأمور تسللت إلي حياتنا ونفوسنا حتى صدقها الكبار والصغار إنها مسألة التنجيم ومطالعة أبراج الحظ التي تخصص لها الصفحات في الجرائد.. وأبراج الحظ ليست سوى سراب من الأمنيات يتعلق به مدمنو هذه العادة ويلهثون كثيرًا وراء ما تقوله لهم الأبراج وفي النهاية لا يحصدون شيئاً.. إنهم متعطشون ويهرولون نحو السراب يظنونه ماء ولكنهم يواجهون الموت عطشاً، وكثيرًا ما تواجههم مرارة الفكرة التي اعتنقوها فيعودون إلى رشدهم لا يعرفون تسليم إرادتهم لأبراج الحظ تلك، عصام وهناء تعوَّدا أن يبتدرا يومهما بالاطلاع على الأبراج مع فنجان قهوة الصباح وصارا لا يبتدران يومهما إلا بها فعشعشت فكرتها في دماغيهما وسيطرت عليهما وصارت هي التي تتحكم في تحركاتهما وتصرفاتهما وأدمنا هذا الوهم وصارت أحلامهما وأهدافهما تسيطر عليها تخمينات الأبراج، حتى مشروعاتهما لا يتحركان فيها عن الأبراج وفي ذات جلسة مع النفس اكتشفا أنهما ذهبا وراء سراب من الأمنيات والأحلام فوقفا مع النفس قليلاً وصارا يخططان لنفسيها ويجتهدان ولا يلتفتان لما تقوله الأبراج، وتيقنا أنها سراب كبير تجعل الإنسان يعيش في وهم كبير، فحققا نجاحات كبيرة وصارا حينما يقرآن الصحف لا يلتفتان لتلك الصفحة ويتخطيانها بسرعة.. و... كذب المنجمون ولو صدقوا.. «البيت الكبير» التقى بعض الأشخاص وخرج منهم بالحصيلة التالية: عمر التوم خريج قال: أنا ضد الاستسلام لوهم الأبراج وان ندعه يقودنا ويتحكم فينا، ولكن يمكن متابعتها من قبيل التسلية فقط، لكنني لا أؤمن بها أبداً، لكنني اعرف الكثيرين الذين يتحركون بما تقوله «ماغي فرح» وغيرها، وهي عبارة عن وهم لا يحصدون منه إلا سرابًا من الأمنيات ولكن قد يكون هذا من قبيل الجهل والاستخفاف بالعقل البشري. هتون احمد طالبة قالت إنها من المهتمين بمتابعة برجها اليومي، وأضافت أن الأبراج لها حساباتها ودومًا ما تصدق معها تنبؤات الأبراج وأنها حريصة على متابعتها بصورة دائمة. احمد محجوب خريج كلية هندسة جامعة السودان ابتدر لنا حديثه بان الأبراج لا تمثل نفعًا ولا ضررًا للأشخاص الذين يداومون على مطالعتها، وأضاف انه لا يعلم الغيب إلا الخالق وحده، وكل ما يذكر عن أن الأبراج تستطيع التنبؤ بما يحدث معنا في المستقبل هو كذب وباطل، وانأ شخصيًا ضد مجرد التفكير في مطالعة الأبراج والنظر إلى هذا الوهم حتى لو كان من باب التسلية. مصعب عثمان طالب بجامعة السودان قال إن ظاهرة الاطلاع على الأبراج انتشرت بصورة كبيرة في السنوات الماضية، بشكل غير طبيعي في أواسط الشباب، وأضاف انه في تصوري يرجع ذلك إلى ضعف الإيمان وحالة الفراغ الشديد وسط الشباب، وأشار إلى الانهزام الشخصي وسط شباب الأمة، وأنهم يجرون وراء سراب من الأمنيات لا يتحقق منها شيء، وتدخلهم في الذنب. أما رأي الدين في هذه الظاهرة فقد قال الشيح الفاضل انه سم زعاف وتحطيم لأخلاق الأمة من البنين والبنات وقد يصدق من يقرأها ماذا سيحصل كما كتب الكاهن أو العراف في تلك الزوايا المتكاثرة يومًا بعد يوم وغزت عقولنا وأنفسنا بعد أن غزت جرائدنا وهي تنافي التوحيد وضارة، ولا يجوز لنا إبداء أي اهتمام لما يقال عن أي تنبؤ بالمستقبل عن طريق الأبراج، ولا يجوز حتى قراءة الحظ اليومي للأبراج بهدف التسلية لأن التصديق بها يُعتبر شركًا والعياذ بالله.