*الذي يطالع تصريحات أبو عيسى الهوائية باسم قوى الإجماع الوطني يعتقد أن الرجل يقف في أرضية سياسية قوية يمكنها أن تشكل قوة فاعلة تطرح نفسها بديلاً للحكومة ذات القاعدة العريضة التي تجمع أربعة عشر حزباً سياسياً حيّاً... وليته أعلن في البدء فك ارتباطه بالحركة الشعبية التي صارت دولة وحكومة.. لأن هذا الارتباط الوثيق مع الحركة الشعبية والحركات المسلحة وقطاع الشمال الذي ما يزال مرتبطاً برتب عسكرية بالجيش الشعبي ورواتب وأفكار.. ثم يأتي عقب ذلك ليطلُّ علينا من أجهزة إعلام حكومة السودان التي تحاصرها أمريكا وتتآمر مع الحركة الشعبية بإلحاق أكبر قدر من الأضرار بالشعب السوداني واستهداف الوحدة الوطنية والسلام والتخطيط لإسقاط الحكومة المنتخبة بأي شكل ومهما كلّف ذلك حتى ولو بتحريض بعض أبنائه وإغرائهم بمختلف الوسائل للانقلاب عليها. * أبو عيسى، جرّبناه في حكومة مايو عندما جاء حزبه على ظهر دبابات الجيش من خور عمر عام 69، وجرّبناه وزيرًا في ذلك الوقت.. وجرّبنا أجندة حزبه الذي لم يفصح عنه للشعب ليتحدث باسم القوى الثورية، حينا والتجمُّع الوطني أحياناً.. وقوى الإجماع الوطني أحياناً ثالثة.. نحن نعرف انتماءه ونعرفه جيدًا عندما أقام بالقاهرة لسنوات حرم خلالها نقابة المحامين السودانيين من عضوية اتحاد المحامين العرب.. ونعرفه تماماً عندما وقف أمام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي احتل حلايب في إطار المخطط الصهيوني الذي استهدف وحدة السودان وتم خلاله شن هجوم عبر كل حدودنا الجنوبية من يوغندا والشرقيه من إريتريا.. والغربية من تشاد والشمالية من مصر لشل قدراتنا وسقوط الدولة.. حينها صرّح الأمين العام لاتحاد المحامين العرب فاروق أبو عيسى بأن حلايب مصرية.. فأين كان انتماؤك أيُّها المناضل وأين كان انتماؤك لمهنة المحاماة في السودان عندما عزلت نقابة المحامين السودانيين؟ وهل يجول بخاطرك أن خلافات الإسلاميين يمكن أن تكون سبباً لانضمام بعض الذين اختلفوا مع مخرجات المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية إلى تجمعك الخاسر للدنيا والآخرة.. وهل يدور بخلدك أن ما تقوم به من عمل ضد التوجه العام لأهل السودان يمكن أن يجعل لك مكاناً في قلوب أهل السودان المؤمنين الصادقين العابدين المتوجهين إلى الله جل وعلا.. إذا كان يظن أو يعتقد بذلك فهو واهم تماماً، وعليه أن يراجع نفسه ويكفينا شرور وأذى تصريحاته المضحكة. * وإذا كان أبو عيسى الذي يطلق على نفسه زعيم قوى الإجماع الوطني فليري الشعب الذي يخاطبه ماحزبه الحقيقي الذي يتحدث باسمه.. وممن يتكون تجمُّع قوى الإجماع هذا.. وما هي برامجه السياسية والاقتصادية وعلاقة هذه القوى بالحركة الشعبية وأمريكا وأجندتها الرامية لنهب موارد بلادنا وتقسيم السودان إلى عدة دويلات... انتهى عصر الشعارات الجوفاء ونحن اليوم في عصر ثورات الربيع .. لا ناصرية..لا قومية.. ولا شيوعية ولا إمبريالية بغيضة...إن مؤتمر الحركة الإسلامية السودان أعطى دروساً حيّة وتجاربَ قوية للديموقراطية والتداول للسلطة والشورى الواسعة خاصة وقد جرت كل فعالياته تحت الشمس وأمام الأعين .. وخابت تنبوءات الكثيرين في مَن سيخلف الشيخ علي عثمان في قيادة الحركة... وقد كتبتُ قبل المؤتمر إن الاهتمام لا ينبغي أن ينصرف إلى البشر بقدر ما ينبغي أن ينصرف للقضايا.. فالقيادة أمر مقدور عليه ولكن مواجهة الواقع الراهن ومواجهة المستعمر الغربي واللوبي الصهيوني لبلادنا سواء أكانت محكومة بزيد أو عبيد هو الأمر الأكثر أهمية.. فو الله لو جئنا بأكبر حزب علماني بعيدًا عن الإسلام وحكمه وفلسفته فلن يتغير موقف الغرب الصهيوني من استهدافنا بلدًا وشعباً... وهذا هو الأمر الأكثر أهمية ليجد الأولوية من أبناء السودان جميعاً.