نظم مركز الدراسات الإئتمانية والبحوث التابع لجامعة الخرطوم ندوة علمية بعنوان «رؤية تنموية لكرة القدم في السودان نموذجاً» بقاعة الشارقة حظيت بمشاركة العديد من الخبراء الفنيين والإداريين العاملين في إدارات الأندية والاتحادات العامة والمحلية، وصاحب الندوة زخم جيد في مداولة النقاش بين الحاضرين، وابتدرت أعمال الندوة بكلمة مقتضبة من الدكتور إبراهيم محمد حسن مدير المركز محيياً الحضور ومشيداً بالمبادرة، وقدم مدرب الهلال المستر غارزيتو كأول المتحدثين، والذي بدأ متهيباً الحديث وقال سعيد بالمشاركة وهذا يدل بأن هناك وعياً كبيراً لدى العامة بتطوير كرة القدم. بمعنى أن الهم مشترك بين الفنيين والمراكز العلمية. وأضاف بأن كرة القدم أصبحت في الوقت الراهن »صناعة« تتوفر فيها كل المعينات لنجاحها، ونبه إلى أن الدولة رأس الرمح في نجاح الصناعة بالدراسات والتخطيط السليم بالتضامن مع الاتحاد العام المنظم للنشاط. وضرب مثالاً بوطنه فرنسا وقال عندما فكرت الدولة جادة بإحراز كأس العالم »1998م« صاحب ذلك تخطيط استمر عدة سنوات وفق دراسة علمية ساهم فيها عباقرة كرة القدم الفرنسية ومن لهم خبرة في ذات المجال، وكان الخيار تكوين مراكز الأجيال من عمر »13 - 15 إلى 17« على أن تخضع للدراسة والتمحيص كل ثلاث سنوات، وبعدها استطاعت فرنسا جني الثمار. وأشار الى أن السودان بلد يتميز بوجود المواهب ولكنها تحتاج الى صقل عن طريق المدارس السنية. وطالب الاتحاد العام بتأهيل المدربين، وقال خلال وجودي في السودان الذي امتد لقرابة العام لم أشاهد لاعبين ينشطون في المدارس السنية وهنا أعني لاعبين صغاراً وليس لاعباً عمره »40« عاماً. أعقبه مدرب المريخ البرازيلي ريكاردو وقال في العام »2007« عندما كنت مدرباً للهلال طرح عليّ أحد الصحافيين سؤالاً عن كيفية تطوير كرة القدم في السودان وأجبته بكل بساطة لا مستقبل لها، وقال كنت واثقاً لأن هذا البلد لا يهتم بالمراحل السنية لأنها الركيزة الأساسية لنجاح اللعبة. وضرب مثالاً بأنه خلال التدريبات العادية يأخذ وقتاً طويلاً لتلقين لاعبين في نظر البعض كبارا أسس وقواعد كرة القدم، وهذا إهدار لوقت المدرب لأنه في قرارة نفسه عندما يدرب لاعبين لأندية كبرى يحصر وقته في تنفيذ الجمل التكتيكية وليس قواعد المهارات الأولية. وأشار الى أن له واحداً من أحفاده تعلق بالحضور للسودان معه ولكنه حرمه حتى لا يفوت على نفسه دراسة كرة السلة في إحدى المدارس السنية بالبرازيل. وقال للأسف في السودان متوسط أعمار اللاعبين أكثر من »25« عاماً واستدرك قائلاً عندما كنت مدرباً للهلال السعودي وجدت لاعباً سودانياً اسمه ماجد عبد الله وكان نجماً من ذهب وفكرت لو كان اللاعب في السودان هل يتوهج اسمه بهذا المستوى؟ وفي ختام الندوة تحدث مدرب نادي الأهلي الخرطوم التونسي لطفي السليمي وقال لكي تتطور كرة القدم في السودان لا بد من المراحل السنية، وأشار الى أن في السودان الهرم مقلوب واللاعب يصبح عمره »35« عاماً ويتنقل بين ثلاثة إلى أربعة أندية وهذا يدل على عدم تفريخ الموارد السنية للاعبين والدراسة.