تعتبر الولاية الشمالية واحدة من ولايات السودان التي يعول عليها المركز كثيرًا في النهوض بالاقتصاد السوداني بالإضافة إلى رفد خزينة الدولة بالأموال ذلك لما تمتلكه الولاية من موارد متنوعة زراعيه كانت أو معدنية أو ثروة سمكية وغيرها غير أن الناظر لحال الولاية يجد أنها لم تتعد مرحلة (الإقلاع) دع عنك التحليق في سماوات التخطيط السليم وإزالة العقبات الزراعية ومن ثم الإنتاج الوفير، ويرى مراقبون أن السياسة التي تتبعها الحكومة (المركزية والولائية) حاليًا تجاه الزراعة بالشمالية هي سياسة منفرة وغير جاذبة للمزارع ذلك لأن جميع مدخلات الزراعة تباع للمزارع بطريقة ربحية صرفه علاوة على أن من يقومون بتوفير هذه المدخلات هم تجار وسماسرة لا علاقة لهم بالجانب الزراعي ولتذهب مؤسسات مثل (المدخلات الزراعية) ولتذهب مشروعات مثل (النهضة الزراعية) إلى الجحيم غير مأسوف عليها بالرغم ما يُصرف عليها من أموال وليجلس (اتحاد المزارعين بالولاية) في مقعده الوثير ويأخذ موقع المتفرجين من داخل مكاتبهم الفخمة (المفخمة) ويتفرجوا من تلك البروج الواهية على حال المزارعين وهم يكتوون بنيران عديدة تبدأ ب (ارتفاع أسعار الجازولين خرمجة مشروعات كهربة المشروعات الزراعية ذهاب آليات التحضير إلى مواقع التعدين عن الذهب، ارتفاع أسعار السماد عامًا بعد عام، انعدام المبيدات وإذا وجدت لا يمكن الاقتراب منها، إدخال سياسة التمويل عبر البنوك التي أرهقت المزارعين وأصحاب المشروعات بالديون، عدم وجود سياسة واضحة لأسعار التركيز لتشجيع الإنتاج، تذبذب الكهرباء في مناطق المشروعات الصغيرة التي تم توصيلها بالكهرباء إهمال برامج الإرشاد الزراعي وجلوس معظم المرشدين داخل مكاتبهم طوال اليوم علاوة على أن معظمهم من العنصر النسائي، تفضيل أصحاب المشروعات الكبيرة استئجار المشروعات الزراعية لمنتجي (الطماطم والبطاطس) ليصبح المزارع (فاعل خير) و(تمامة جرتق في العملية الزراعية) عدم وجود جهات تهتم بقضايا الزراعة وتقف إلى جانب المزارعين وغيرها من الأسباب التي جعلت من المزارع واحد من أصحاب طالبي الهجرة إلى الخارج مثل الأستاذ الجامعي والعامل المشترك بينهما هو (تحسين الوضع الاقتصادي). وإذا كانت تلك مشكلات تتداخل في أسبابها جهات عديدة فإن المشكلات الطبيعية تعتبر من الهواجس الكبيرة لدى المزارع أيضًا والتي تتمثل في (انحسار مياه النيل خاصة بعد إنشاء سد مروي، تقلبات الطقس وعدم ملائمته لمحاصيل معينة في العديد من الأحيان، انتشار الآفات الزراعية في العديد من مناطق الولاية، وغيرها من الأسباب، وإذا كانت هذه جملة من التحديات تواجه مزارع الولاية الشمالية مع بداية انطلاقة الموسم الشتوي فما هي المخرجات التي يمكن أن تساهم في وضع المعالجات لبعض هذه المشكلات؟ يرى وزير الزراعية بالولاية الشمالية المهندس عادل جعفر أن الزراعة بالشمالية عمومًا زراعة (صعبة) وهي تحتاج إلى مجهودات كبيرة واصفًا مزارع الشمالية بالجاد والمثابر لذلك نجتهد كمسؤولين في الولاية لإعانته، مضيفًا أن الوزارة بذلت مجهودات مقدرة فيما يتعلق بكهربة المشروعات الزراعية والتي أسفرت عن تحرك وطواف لفرق عمل على مدن الولاية المختلفة والتي وفرت معلومات كبيرة مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة الكهرباء والسدود والمالية لتنفيذ مشروع كهربة المشروعات الزراعية كما تم توقيع على العقودات وبدأت العديد من المواد تنساب نحو الولاية، ووصف وزير الزراعة في حديثه ل (الإنتباهة) وصف تجربة زراعة محصول (القوار) بعدد من مشروعات الولاية بالجيدة مشيرًا إلى أن المحصول يعتبر من المحاصيل الواعدة، مضيفًا أن طوافه على محليات الولاية المختلفة يهدف إلى الاطمئنان على موقف المدخلات الزراعية وموقف مديونيات المزارعين من البنوك والتعرف على المشكلات الإدارية من حيث توفير الكوادر وتوفير المعينات لدى إدارة الزراعة بالمحليات المختلفة.