منذ الإعلان عن المحاولة التخريبية أو الانقلابية، وندرة المعلومات حولها، صمت الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» عن الكلام المباح، لكنه استدرك بعد أيام، فعقد نائب الرئيس لشؤون الحزب الدكتور نافع علي نافع لقاءً تنويرياً مطولاً مع بعض قيادات العمل الصحفي والإعلامي ، لكن أهمّ ما خرج عن الحزب حتى الآن هو قيام قطاع الاتصال التنظيمي الاتحادي بإصدار نشرة تفصيلية تحتوي على معلومات حول حقيقة ما جرى، وتشرح أبعاد المحاولة وأهدافها وتدعو قواعد الحزب وقياداته في المركز والولايات إلى إشاعة الاستقرار السياسي ورفع الحس الأمني وتنظيم برامج خاصة بالشباب والطلاب والمرأة والعاملين وتبصيرهم بقيم الجماعة والشورى وطاعة ولي الأمر وتوحيد الصف ودرء الفتنة والتذكير بخطورة الخروج على ولي الأمر. وسارعت هذه الأمانة لتحصين عضوية الحزب، إلى إصدار كُتِّيب صغير بعنوان: «الموقف من الحكام ومحاذير فتنة الخروج.. قراءة على ضوء السياسة الشرعية» ألّف الكتيب الدكتور إبراهيم أحمد محمد الصادق الكاروري، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة أمدرمان الإسلامية، والكتاب موضح لنفسه من عنوانه، اهتم بالجوانب الشرعية والفقهية في مسألة التعامل من الإمام أو الحاكم والأحكام الشرعية في الخروج عليه ومحاذير الفتنة وما يتوجّب في حال ما وقع من الحاكم ما ينكر وكيفية الخروج عليه.. واحتوى الكتيب على نصوص محددة وآيات وأحاديث أحكام في هذا الجانب. المهم في هذا الأمر أن المبادرة في حد ذاتها لا غبار عليها ومحمودة، وينبغي للحزب وأي جماعة أخرى الإسراع والمبادرة في تحديد مواقف وإصدار بيانات ومذكرات وكتيبات تفسيرية وتوضيحية حول الأحداث المفصلية التي تحدث وتحتاج لإزالة التغبيش والتلبيس والتدليس. وليت الجدل تحوّل بعد ذلك في مضمون الفكرة نفسها وتحرر نقاش فقهي عميق حول السياسة الشرعية ومقايسة وضعها الحالي بالنصوص ذاتها الواردة في كتيب قطاع الاتصال التنظيمي واستنباط أحكام ومناهج تضبط الولاء التنظيمي والحركي. إعلان الدولة الفلسطينية.. قبلت الأممالمتحدة أمس بعد فوز ساحق «138» صوتاً مقابل «9» أصوات، بترفيع فلسطين إلى دولة عضو في الأممالمتحدة بصفة مراقب، وهو قرار تاريخي للمنظمة الدولية بعد عقود طويلة من قرار قيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948، ونال السودان شرفاً كبيراً بتقديمه للمقترح أمس للجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم تلا ذلك اعتلاء المنصة وقدّم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن كلمة ضافية وطويلة لخصت القضية الفلسطينية وتاريخها ومسارات النضال الفلسطيني ومحاولات البحث عن سلام مع العدو، وعمّت الأفراح كل شبر من فلسطينالمحتلة بأن صارت للفلسطينيين دولة معترف بها ذات سيادة ولو كانت منقوصة حتى الآن. وقيمة هذا القرار أنه يعترف بالدولة الفلسطينية ويتيح لها التعامل مع المجتمع الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة وكل المؤسسات الدولة. تقديم السودان للمقترح باسم العالم الحر والبلدان العربية والإسلامية والمجموعة الدولية الساحقة التي تؤيد الحق الفلسطيني، يضيف جديداً لرصيد هذه البلاد في دعم القضية الفلسطينية ومواقفنا المشرقة السابقة ومَن غير السودان تبزُغ شمسه في هذه المواقف الكبيرة؟ ولو ترك بلدنا يمضي في مسيرته دون تعويق وحصار وعقوبات وعدوان وحروب لكان له شأن كبير في محيطه القاري والعربي والإسلامي والدولي. مرحباً بفلسطين التي ولدت من رحم المعاناة والحروب الطويلة روت شجرتها دماء آلاف الشهداء في مسيرة طويلة لأكثر من ثمانين عاماً من الصراع في أرض فلسطين منذ عهد الانتداب البريطاني مروراً بالنكبة وقيام إسرائيل ومحاولاتها محو الشعب الفلسطيني وإبادته وشطبه من الوجود، لكن الشعب الصابر الصامد المجاهد ظل باقياً وشامخاً وقوياً وستكون له كامل السيادة على بلده في كل أراضيه وعاصمته القدس طال الزمن أو قصر. الروتاري مرة أخرى .. في عهد الأحزاب الديمقراطية الثالثة، كنا في صحيفة «ألوان» في بداية تجربتنا الصحفية، وشنّت الصحيفة يومها وكل صحف التيّار الإسلامي يومئذ هجوماً عنيفاً على الدولة ممثلة في السيد إدريس البنا، عضو مجلس رأس الدولة يومها، لحضوره حفلاً لنادي الروتاري في الخرطوم، والروتاري مؤسسة ماسونية مشبوهة معروفة تتسلل للمجتمع بالعمل الاجتماعي والثقافي والإنساني وتستقطب رموز المجتمع ومن راء ذلك تقوم بنشاطاتها المشبوهة في التأثير على السلطة ومناطق صنع القرار.. بالأمس نشرنا خطاب المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط، لوزير الصحة الاتحادي حول دعم مؤسسة الروتاري وهوعبارة عن منحة بمبلغ «3,807,614» دولاراً لتوفير الدعم المالي لاستئصال شلل الأطفال في السودان، والهدف يبدو نبيلاً في ظاهره، لكنه هو الأسلوب المفضّل لهذه المؤسسات المشبوهة للتغلغل مرة أخرى لبلدنا بعد أن أُوقف هذا النشاط في أوائل عهد الإنقاذ.. لكم تراجعنا وتقهقرنا وانتكسنا .!!