قال الرئيس المصري محمد مرسي فى حوار تلفزيوني أمس إنه ليس دكتاتورًا يسعى عبر المراسيم الدستورية لحكم مصر.. وإنه رئيس منتخب جاء من قلب ميدان التحرير ومن صلب الثورة المصرية وإن المرسوم الدستوري الذي أصدره وصار لقمة سائغة على لسان بعض المحسوبين على فلول النظام السابق القصد منه ممارسة سلطة التشريع حتى اكتمال بناء الدستور واستفتاء الشعب عليه لتسقط كل المراسم التي صدرت عن المجلس العسكري والتي صدرت عنه لأنه في غياب مجلس الشعب المنتخب الذي أعلنت المحكمة الدستورية حله وحق السلطة التشريعية الدستورية المعنية بالتشريع. وحقيقة فإن مطالبة المعارضة بإسقاط حق أصيل لرئيس الجمهورية المنتخب فى ممارسة مهام منصبه هو ايجاد فراغ دستورى يخلق اجواء من الفوضى وعدم الاستقرار والتعويل على سلطات الرئيس التشريعية بموجب نتيجة الانتخابات العامة والتفويض الشعبى الممنوح له.. وهى السلطة التى تجعل المؤسسات جميعها فى الدولة تعمل فى اطار القانون وتحقيق اهداف الثورة فى ملاحقة الذين افسدوا الحياة السياسية والاقتصادية وتلاعبوا بمقدرات شعب مصر. وقد لاحظت ان قوى المعارضة المتجمعة فى ميدان التحرير والتى تدعى الوصاية على الثورة تضم فى اوساطها العديد من رموز النظام السابق ويعملون على فرملة برنامج الرئيس مرسي عن مواصلة الإصلاح السياسي والقانوني والدستوري والاقتصادي وفى ذات الوقت يرفعون اصواتهم بان حكمه قد فشل فى تحقيق شعارات الثورة واهدافها فى محاكمة رموز النظام السابق فهم يعرقلون بالقوانين السابقة اعمال السيادة للرئيس المنتخب وينادون بتكبيل خطاه باتخاذ التدابير اللازمة للمضي قدمًا فى تحقيق شعارات الثورة بتجريده من ممارسة السيادة وتعطيل المحاكمات والتحقيقات مع من ينبغي محاكمتهم ومعاقبتهم. وهم فى هذه الحالة كمثل من يقول : ألقاه فى اليم مكتوفًا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء. واللجنة التأسيسية التى قامت لأجل وضع الدستور فرغت من اعمالها وكادت تجيز مواد الدستور بينما ترابض قوى المعارضة فى ميدان التحرير ترفع الشعارات العاطفية وتنادى باسقاط حق اصيل من حقوق السيادة للرئيس مرسي وهذا يقودنا الى التساؤل لماذا جاءت هذه الهجمة على الرئيس مرسي المنتخب: الآن الأهداف كادت تبلغ حد النضج والاستواء ,ولا يريدون للإسلاميين ان تتحقق مثل هذه الإنجازات فى عهدهم، اليست هذه الدولة مدنية وليست عسكرية، اليس من حق الإسلاميين ان يصعدوا بعد هذا الجهاد الطويل فى سبيل ابراز فكرتهم ابتداء من الشهيد حسن البنا والهضيبي وسيد قطب والعشرات من الشهداء والمعزبين فى سجون الانظمة السابقة، اليس هؤلاء هم الذين كانوا الوقود الاول للثورة ضد الدكتاتورية والقهر والتبعية والانهزام امام الاجنده الصهيونية والغربية؟ اليست الأجندة الغربية هى التى اجهضت ثورة الإسلاميين فى الجزائر عام 1990 وهى ذاتها التى تحاصر حركة المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة ولبنان وإيران والسودان. ينبغي لنا ان نقف وندقق النظر والفكر فى هذا الذى يجري ونأخذ العظات والعبر .. فالقوم هم القوم فى كل مكان وزمان وكأنهم قريش في بداية الدعوة الإسلامية.. فلتمضِ المسيرة إلى تحقيق أهدافها وليذهب الغرب بأجندته وعناصره وعملائه إلى الجحيم... والله أكبر