هيئة علماء السودان تُعتبر امتداداً لمشيخة علماء السودان التي ورثت جهود العلماء منذ السلطنة الزرقاء، واستمرت في معهد أم درمان العلمي إبان فترة الاحتلال الإنجليزي قبل أكثر من قرن من الزمان، وتجددت الهيئة في عام 1985م باسمها الراهن ثم تجددت أخيراً في عام 1999م بشكلها الحالي.. جلسنا إلى فضيلة الشيخ البروفيسور محمد عثمان صالح الأمين العام للهيئة نناقش معه قضايا هيئة علماء السودان، وبعض القضايا الإسلامية الراهنة ورؤية الهيئة حولها.. فخرجنا بهذه الحصيلة. ٭ فضيلة الشيخ البروفيسور نرجو أن تحدثنا أولاً عن هيئة علماء السودان من حيث النشأة والتأسيس والعضوية والبرامج. هيئة علماء السودان لم تكن معروفة بهذا الاسم في السابق، وكان اسمها مشيخة علماء السودان، وورثت نشاطات العلماء منذ السلطنة الزرقاء، وتبلورت في معهد أم درمان العلمي بأم درمان برئاسة الشيخ محمد البدوي، ثم بعده جاء الشيخ أبو القاسم هاشم، ثم جاء بعدهما علماء متعددون. وفي أواخر العقد الأخير من القرن الماضي وتحديداً في عام 1999م أعدنا تكوين هيئة علماء السودان باسمها الحالي وبرامجها المعروفة المعلومة، وكان ذلك تجديداً لمحاولة سبقتها في عام 1985م حيث تجمع العلماء ورفعوا شعار الدستور الإسلامي. وبفضل الله تعالى انعقد المؤتمر التأسيسي لهذه الدورة في ديسمبر 1999م، ووزعنا الدعوة على أكثر من خمسمائة عالم، وحضر المؤتمر التأسيسي حوالى ثلثي هذا العدد، وأقرَّ النظام الأساسي الذي حدد تعريف العالم بما يشمل التخصصات الشرعية وكل التخصصات العلمية النافعة، شريطة أن يكون المتخصص ملماً بقدر وافر من العلم الشرعي والثقافة الإسلامية الدعوية. وأيضاً حدد النظام الأساسي أهداف الهيئة ووسائل عملها وهيكلها التنظيمي الذي يتكون من المؤتمر العام الذي ينعقد كل أربع سنوات، ثم مجلس العلماء الذي يتكون من ستين إلى مائة وعشرين عضواً، ثم الأمانة العامة التي تتكون من عشرة إلى عشرين عضواً. ٭ كيف تمارس الهيئة نشاطها العلمي والدعوي؟ الهيئة اتخذت وسيلة النشر العلمي في مجلتها الدورية، وسلسلة الدراسات الفقهية، وسلسلة الدراسات الفكرية، إلى جانب الرسائل والنشرات والمنشورات التي تعالج القضايا المهمة الواقعة في دائرة أهداف الهيئة، وإضافة للنشر العلمي اتخذت الهيئة وسيلة الفتوى المباشرة سواء أكان ذلك عبر وسائل الاتصال المختلفة ومنها الهاتف السيار، أو عبر وسائل الإعلام من إذاعة وتلفاز وغيرها. كما خصصت الهيئة بعض العلماء للجلوس في مقرها للإجابة على استفسارات السائلين من طالبي الفتوى في كل الشؤون، ومنها قضايا الأحوال الشخصية والمعاملات الاقتصادية وغير ذلك. أيضاً الهيئة تقدم عدداً من الندوات والمحاضرات في مقرها أو في المواقع العلمية أو المنابر المختلفة. وأهم ما تمتاز به الهيئة دعوتها لوحدة أهل القبلة وتعاونهم في القضايا الأساسية الكلية، ودعوتهم لحضور مناسبات واحتفالات ونشاطات الهيئة. في جانب العلاقات الخارجية الهيئة لها اتصالات مع الكيانات العلمية المشابهة في العالم الإسلامي، كما هي عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ٭ ما هي علاقة الهيئة بالحكومة؟ الهيئة هيئة مستقلة بوصفها منظمة من منظمات المجتمع المدني، ولا تدخل في أي من المؤسسات الحكومية، فقط هي مسجلة كسائر المنظمات باعتبارها منظمة مجتمع مدني، ومن ناحية العلاقة مع الدولة ولا أقول الحكومة فإنها تقدم النصح للراعي والرعية، حيث أن الدولة تتكون من هذين الشقين، ونحمد الله تعالى أن علاقة الهيئة لمرونتها ووسطيتها وعدم تطرفها تجد القبول لدى الراعي والرعية. ٭ ما هي علاقة الهيئة بالمؤسسات المشابهة كالمجمع الفقهي والرابطة الشرعية؟ أما علاقتنا بالمجمع الفقهي فإن جل أعضاء المجمع الفقهي أعضاء في الهيئة بصفاتهم الشخصية، كما أن عدداً من العلماء في الهيئة أعضاء في مجلس المجمع الفقهي أو في دوائره المختلفة، وإذا كان المجمع الفقهي هو مجمع سلطان، فإن الهيئة هيئة مستقلة تتصدى لشؤون المجتمع كله. أما الرابطة الشرعية فتضم بعض أهل التخصص الشرعي فقط، ولا تتسع للتخصصات كلها، كما أن الهيئة تتعاون مع أفراد الرابطة ويحضر بعضهم مناشطنا.