لم يثن «س» نظرات أطفالها الممتلئة بالدموع والرجاء بالتوقف عن الحديث عن الأسباب التي قادت إلى انفصالها من والدهما الذي ظلت تصفه بأبشع الصفات كلما سنحت لها الفرصة ووقع نظري على ابنتها الكبرى وهي تطيل النظر بانكسار لوالدتها علّها تتوقف عن تشويه أجمل الصور التي تختزنها مخيلتها الصغيرة مع والدها.. هذا السيناريو المتكرر قد يلجأ إليه أحد الوالدين بعد وقوع الطلاق إلى تشويه صورة طليقه معتمداً في ذلك على مبررات من شأنها إقناع الأبناء بأنه هو الطرف الأضعف ليفضح شريك حياته السابق بلا تردُّد وينشر ما لا يجوز البوح به متى ما أراد أمام الأبناء.. «الملف الاجتماعي» ناقش القضية مع عدد من المكتوين بنار الطلاق وخرج بالآتي: أجرته: منى النور صور على النت تؤكد سلمى السيد «موظفة» أن النساء بطبعهنَّ يحببن الفضفضة والثرثرة ولكن ما فعله شباب اليوم من نشر للغسيل اعتبره تشويهًا لسمعة المرأة خاصة في المجتمعات التقليدية التي لا ترحم المرأة، وأذكر أن أحد الأزواج قام بنشر صور فاضحة لزوجته على الإنترنت بعد الطلاق في محاولة منه للانتقام مما أثار الرأي العام وحرَّك ثورة من الغضب في داخل حواء، وهذا السلوك بالطبع لا يشبه الرجل السوداني الذي يُعرف بصونه للمرأة والمحافظة عليها حتى إذا حدث الطلاق، ولذلك أنصح الطرفين بضرورة التزام الصمت عن الأسباب التي قادت إلى انفصالهما مراعاة للعشرة وللأطفال الذين يدفعون دائمًا ضريبة الطلاق. النساء السبب فيما أكد عثمان آدم «موظف» أن مثل هذه الأشياء تحدث من النساء بغرض الانتقام من الزوج وتنغيص حياته وتشويه صورته أمام أطفاله بشتى السبل غير مبالية للعواقب أو النتائج، فهن ضعيفات وناقصات دين وعقل، ولكن يجب على الرجال أن يديروا قضية الطلاق بحكمة وروية، ومن الضروري أن يتعاون الآباء مع الأمهات بعد الطلاق وأن يبتعدوا عن الخلافات حتى يكون الأبناء أسوياء مثل بقية أقرانهم، ويؤكد أن أغلب حالات الطلاق الموجودة في ساحات المحاكم اليوم لا تحدث في هدوء وسكينة تضمن مصلحة الأولاد ولكن يشوبه جو من الحقد والكراهية والانتقام مما يؤثر على مصلحة الأبناء في المقام الأول، فنجد المرأة مثلاً تعمل على البحث عن أخبار طليقها، من هنا تبدأ المشكلات ونشر الغسيل القذر. ثرثرة المرأة وتقول سعاد الحاج «موظفة» إن الزوجة يجب ألّا تُلام على نشر غسيل زوجها بعد الطلاق، فما تفعله يُعد محاولة لتبرئة نفسها من أي اتهام وهي تعمل على أن تُشعر الآخرين بأنها ضحية هذا الزوج وأنها مغلوبة على أمرها ولا يد لها في هذا الطلاق الذي حصل لها، فمن المستحيل أن تهدم زوجة بيتها بنفسها، فالشخص الكتوم لا يمكن أن يفضح أسرار الآخر بينما الشخص الثرثار بطبعه لن يقوم بإخفاء شيء، ولذلك فالحديث مجرد فضفضة لا غير، والرجل بطبعه لا يميل إلى الثرثرة لذلك من النادر وجود رجل يتحدَّث عن أسباب انفصاله من زوجته وسط مجموعة من الناس. استمالة للأطفال وتخالفه في الرأي التومة العوض «ربة منزل» قائلة إن الزوج غالبًا ما يلاحق طليقته ويعمل على تشويه صورتها خاصة إذا كانت هي الطرف الطالب للطلاق، مبينة أن الطلاق وطول العشرة تكشف للطرفين معدن الزوج وتربيته وأخلاقه، وأبانت التومة أن نشر الغسيل يحدث في حال وجود أطفال، فتعمل الأم على استمالتهم، وتؤكد أن مسألة نشر الغسيل بعد الانفصال تحدث كثيرًا بين الأصدقاء متى ما انتهت علاقتهم فيقومون بفضح أسرار الصديق أمام الآخرين من أجل كسب مزيد من التعاطف معه، وهذا ما يحدث بعد انتهاء العلاقات الزوجية، فيقوم أحد الطرفين بنشر خبايا الطرف الآخر، بل إن هناك من يتحدث عن السلوك المشين وعن الأشياء التي لا يعلم عنها سوى شريك حياته المنفصل عنه. تسميم الأفكار إنّ نشر الغسيل غير المرغوب فيه بعد الطلاق بدون المراعاة للأطفال أو العشرة به خسارة للطرفين، هكذا جزمت الأستاذة نادية محمد المتخصصة في علم النفس مبينة أنّ النساء في الغالب هنّ الأكثر سلوكًا في نشر الغسيل، فهنَّ يعملن على تغذية وتسميم أفكار ومشاعر الطفل بأشياء سلبية تجاه الأب في محاولة منها للانتقام والثأر خاصة إذا لم تكن راغبة في الطلاق متناسية أو متجاهلة أنها تخرِّج للمجتمع أجيالاً مضطربة، مكتئبة، عدوانية، فاقدة للأمان النفسي، فمن المعروف أن التصورات الذهنية والوجدانية تنمو مع الأطفال منذ الصغر فتنعكس سلباً على سلوكياتهم وحياتهم ومستقبلهم، وقد يميل الأبناء إلى الانعزال خوفًا من مواجهة الألم فيعيشون في انعزال نفسي، وقد يمتد ذلك الخوف وعدم الثقة بالآخر في العلاقات الاجتماعية المحيطة ببيئة الأبناء، فنجدهم يعيشون في عزلة عن الناس بسبب ذلك الظلم والسخط الذي تربّى عليه الأبناء، كذلك قد ينشأ الطفل عدوانيًا يعبِّر عن غضبه بصورة عدوانية محاولين بذلك معاقبة الطرف المذنب محاولة منهم لإخراج الشعور المكبوت.