في إحصائية نشرت من المعهد القومي لبحوث السرطان بولاية الجزيرة، أن الولاية هي الأعلى نسبةً للسرطان في هذا العام، فجميع الولايات نسبتها «41%» وولاية الجزيرة وحدها .586%، هذا هو الخبر، وتعليق عليه نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله، مصيبة ابتلانا الله بها، لكن ما أصابتنا من مصيبة السبب فيها نحن معشر البشر، قال الله عز وجل:«وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم» والناظر أن هنالك أمراضاً لم تكن في أسلافنا الذين مضوا، وكما أن الأمراض تنزل على الأمم والشعوب بسبب الجرم والمعاصي، خاصة إذا انتهك حق الله عز وجل، وذلك لمن تدبر في القرآن والسنة، وكتب التاريخ، وقد ذكر ابن هشام في السيرة النبوية أن العرب كانت لا تعرف شجر العشر والحنظل، ولا الجدري والجذام، إلاّ في ذلك العام الذي أقبل فيه أبرهة الأشرم على بيت الله عز وجل، وأراد أن يجعل القبلة لكنيسة القليس باليمن، وبسبب الحسد والظلم في سبأ مزقهم الله. حيث قالوا كما أخبر الله عز وجل«فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور»، وقال تعالى: «فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل» بعد أن كانت هنالك الفواكه والخضروات. ويقول العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه إن البلاء لا ينزل إلا بمعصية، ولا يرفع إلا بتوبة، وعلينا جميعاً أن نحاسب أنفسنا على ما فرطنا في جنب لله عز وجل، فنتوب من الشعوذة والدجل والخرافة ودعاء غير الله واللجوء إلى غير الله عز وجل، ونردم برك الفساد والمفسدين والغش والرشوة، وهذه الأشياء نذكر بها لإنقاذ أهلنا في ولاية الجزيرة، والعقوبات تختلف من قوم لقوم، وأنا لا أقصد الانتشار والانتقال، ولكن السبب الأول لا بد أخذه في الاعتبار، ولعلها تكون وقفة محاسبة ومراجعة للنفس، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، أما الأخذ بالأسباب مسؤولية الحاكم والمحكومين، لأن المرض الآن في ازدياد مطَّرد، فحيث كان المرض في ولاية الجزيرة في إحصائية من مكتب الإعلام التابع لجامعة الجزيرة في عام 2000م «300» حالة، وفي 2002م «364»، وفي 2003م -«451»، وفي عام 2004م «520»، وفي عام 2005م «660»، و2007 م«850» و2008م«1028»، والجملة «5974» بولاية الجزيرة، وتبقى هنالك العديد من الأسئلة عن أسباب الإنتشار، وقد ذكر البروفيسور دفع الله إدريس عميد المعهد في حوار أجري معه، أن بعضاً منها بسبب هرمونات الفراخ اللاحم، والزيوت المرتجعة والخضروات التي تؤكل في غير موسمها، والمبيدات واللحوم المحفوظة والبيرقر والسجوك، وهنالك أيضا أسباب أخرى تؤدي لانتشار السرطان، منعتها الشريعة الإسلامية، مثل السجائر والتبغ، وظلت وزارة الصحة عبر الوسائل المرئية والمسموعة تحذر منهما، ولكن لا حياة لمن تنادي!! لأن محلات السجائر والتبغ في ازدياد وازدحام! ضاربين بعرض الحائط قول الله عز وجل: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» بل حتى الأطباء في دراسة أجريت على أطباء الإمتياز وجدوا فيها 50% يستخدمون التدخين 41 % يتعاطون التمباك، فكيف يستقيم الظل والعود أعوج. وهنا لا بد أن نقف على أداء المعهد القومي للسرطان بولاية الجزيرة من ناحية العناية والرعاية والنظافة التي تستحق التكريم للكادر الطبي الذي يقف عليه ذلك الصرح العظيم، ومساعيهم لتوطين العلاج بالولاية من البروفيسور المبارك محمد علي المجذوب والدكتور عوض السيد مصطفى إلى سعادة البروفيسور دفع الله إدريس والكادر العامل بالمعهد، لأن المركز يؤدي دوراً مهماً، ولمرض خطير، حيث ذكر مدير جامعة الجزيرة التي يتبع لها المعهد، في إحتفالية بمرور عشر سنوات على إنشاء المعهد، أن الوفاة بالسرطان تفوق الموت بمرض الملاريا والسل والإيدز مجتمعة، وكان هذا القول بتاريخ 26/4/2009م، وكيف يكون الحال بعد مرور ثلاث سنوات، وهذا القول يحتاج إلي نظر وتأمل، خاصة في رفع مستوى الوعي الصحي، وتكثيف الجهود من المنظمات العاملة التي تفوق 2600 منظمة، والعاملة منها أقل من القليل، في دعم السرطانات. وهنا لا بد من تكاتف وتعاون لنحاج مسيرة المعهد للقيام بأداء رسالته السامية، وفق أهدافه الموضوعة للمعهد واحتساب الأجر على الله عز وجل، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، خاصة أن المرض تكاليفه باهظة. فمثلاً سرطان الثدي كما بين الدكتور كمال حمد في حوار إذاعي أُجري معه، أن العلاج الكامل يحتاج إلى 52 فتيلاً للدواء وتكلفة الفتيل الواحد 13 ألف جنيه، ما يعادل «676000» أي أكثر من نصف مليار. سلم الله الجميع وعافاهم !!