نبذة عن الدفعة (12) كلية حربية بمناسبة اليوبيل الذهبي نبذة عن الدفعة (12) بقلم اللواء الركن: «م» بابكر عبد الرحيم استقبلت الكلية الحربية الدفعة في صباح يوم أغر ولكنه كان بداية مشوار امتد لعامين نهلت فيها الدفعة من معين قادة رائعين ومعلمين أكفاء وتعلمجية من الصف الأول في الجيش السوداني آنذاك ومن بين هؤلاء القادة العظام والمعلمين الكرام كان القائد القائم مقام أحمد مختار أبو الدفعة وحادي ركبها ومنير طريقها في سلك الجندية الوعر. كانت الكلية الحربية عالمًا زاخرًا بكل شيء، حافلاً بالتجارب الإنسانية والتجارب الشخصية والدروس المستفادة. حقاً كانت الكلية الحربية مصنعاً للرجال والأبطال، وكان التخرج بدار الرياضة أم درمان حيث كنا آخر دفعة تتخرج فيها وتنال ذلك الشرف. تخرجنا فيها وانخرطنا في وحداتنا الأم وكان التخريج حيث المحك الرئيس في ممارسة الحياة الحقيقية لعمل الضباط حيث المسؤولية والقيادة والنوبتجية والمأموريات والعمل التناوبي ثم المأموريات والدورات التدريبية واجتياز الكورسات الحتمية كقادة فصائل وقادة سرايا مشاة للوحدات المشاة والتي كانت نلتقي فيها بعد فراق سنتين من الكلية الحربية. أما التأهيل الخارجي للدفعة فلقد كان ثراً ومتنوعاً من حيث التخصصات والأقطار التي تم فيها ذلك التأهيل الذي شمل العلوم العسكرية المتخصصة كالإشارة والاستخبارات والأسلحة والتكتيك وواجبات الأركان حرب والمدفعية والطوبغرافيا والهندسة العسكرية والتربية البدنية والتفتيش العام والأكاديمية العسكرية والتخطيط الإستراتيجي والعلوم والفنون العسكرية بكل أنواعها، ولقد تم في كثير من دول العالم كبريطانيا ومصر وأمريكا وروسيا وألمانيا والهند ودول شرق آسيا والعراق وإيران والسعودية والأردن وسوريا وباكستان. شاركت الدفعة في جميع مناطق النشاط العسكري الذي شاركت فيه القوات المسلحة في تلك الفترة كالكنغو والكويت ومصر ولبنان والانتداب لدول الخليج للمساعدة في تدريب جيوشها وتأهيل ضباطها. حصل عدد كبير من الدفعة على مناصب قيادية كمنصب القائد العام ورئيس الأركان ونوابه وعلى مناصب دستورية ووزارية وقيادية عليا في مرافق الدول المختلفة. واكتسبت الدفعة سمعة طيبة في قيادة المعاهد والكليات العسكرية والقيادة العسكرية والوحدات الفنية، كما شاركت في شتى أنحاء القطر وفي كل نواحي الحياة المدنية بما اكتسبوه من تأهيل فني وتخصصي وإداري رفيع أثناء خدمتهم بالقوات المسلحة. ولقد ختمت الدفعة خدمة استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً في خدمة القوات المسلحة والوطن. لواء ركن «م» بابكر عبد الرحيم زميل أكاديمية نميري العسكرية العليا دورة الدفاع الوطني تحية للدفعة (21) بقلم: العميد الركن محمد عجيب في الثانية الثانية عشرة من الدقيقة الثانية عشرة من اليوم الثاني عشر من الشهر الثاني عشر للعام الثاني عشر بعد الألفين للميلاد تتوقف عقارب الزمن.. وتشرع الأنظار إلى قاعة بعينها.. إلى حديقةٍ بعينها في نادي ضباط القوات المسلحة.. يلتئم عندها شمل الدفعة الثانية عشرة من طلاب الأمس البعيد بالكلية الحربية.. قادة الأمس القريب بالقوات المسلحة.. رصيد اليوم من خبرات السنين المتراكمة بمؤسسة المحاربين القدماء.. الأقدام التي تتقاطر في الزمان والمكان المحددين كانت تتقدم قبل عقودٍ طويلة بين التردد والدهشة.. بين الرجاء والأمل وهي تلج أبواب الكلية الحربية للمرة الأولى.. والقلب بين مهابةٍ ورجاء.. وشمس العمر في شفقٍ يسيل نضارةً فوق العقيق على ذرى شمّاء.. دخلت الأقدام الغضة الطريّة أبواب الكلية الحربية يسبقها عنفوان الصبا وريعانه وقلوبٌ تنبض بالحياة والصخب.. دخلوها والأيام مقبلةٌ والأحزان مدبرة لا يشتكي قصرٌ منها ولا طول.. ثم مشوا في درب الجندية والفداء خطىً كتبت عليهم ومن كتبت عليه خطىً مشاها.. ودفعوا ثمن السير في درب الجندية والفداء.. تعباً.. ونصباً.. وفداء.. فكان منهم من قضى نحبه وكان منهم من ينتظر.. دفعوا ثمن المسير والمصير المشترك.. وقبضوا المجد المؤثل وسطروا على هام الزمان أسمى آيات الخلود.. وأثبتوا أسماءهم في قوائم الشرف وأسفار التاريخ.. وغداً تلملم الدفعة (21) أطرافها وتزمع احتشاداً.. غداً تحتشد الدفعة (21) وتجمع في نادي الضباط في الزمان المحدد بكل دلالات الرقم (اثني عشر).. وبعض ما يجعل في الحلقة غصة ويجعل القلب يحزن والعين تدمع إن الدفعة تجمع.. تجمع فقط ولا تستطيع أن تجمع بأعظم قوة.. وبعض ما يستنزل الحزن ويستقطر الدمع أن الدفعة لن تجمع بأعظم قوة لأن هناك توزيعات.. فمنهم غيبه الموت.. ومنهم شهداء.. لكن في التلاقي عزاء.. وفي اجترار الذكرى صبر وسلوان.. يبقى أن ما بقي من الأقدام والخطى التي دخلت أم الكلالي يوماً ما في زمانٍ قد تولى وفيها من الفضول شيء.. ومن الدهشة شيء وفيها من الهمم العالية والعزائم الماضية كل شيء.. ذات الأقدام التي دخلت وليس بينها من الأرحام شيء.. تدخل غداً بكل (إطناشراتها) نادي الضباط وفيها من علوّ الهمة وماضي العزيمة ووشائج القربى والأرحام كل شيء.. كيف وقد دخلوا أم الكلالي يافعين.. وخرجوا من رحم القوات المسلحة الأم الرؤوم وبينهم كل صلات الرحم واللحم والدم.. إنها القوات المسلحة.. تعرف شيء عن كل شيء.. وكل شيء عن شيء.. تعرف كيف تجمع الناس وتصهرهم في بوتقة واحدة.. سلوكًا وأخلاقاً وفداءً.. وتعرف كيف توحد القلوب وتجسد المعاني والقيم.. وكيف تغرس في أبنائها عراقة المبدأ وعمق الانتماء.. وكيف تجمعهم في الثانية (21) من الدقيقة (21) من يوم (21) من شهر (21) عام (2102).. و.. التحية والتجلة للدفعة (21).