{ و اليوم نهار الجمعة والأنس الممتع { والحكاية تقول إن أبليس يطرق باب فرعون وفرعون يقول : من الطارق وإبليس يقول : رب لا يعرف من يقف وراء بابه!! أي رب هذا.. افتح!! { ولجنة تجلس هذه الأيام بين الفرث والدم والقرون والجلود في المسلخ دون دعوة تحسب وتحسب وتطلب من الأرقام أن تعرف من يقف وراء باب زيادة أسعار اللحوم. { والمجموعة تنغمس في السوق.. وسوق الجزارين والرعاة ما يزال يستخدم لفظ «مليون» للألف { والحساب يجد أن الثور الذي يباع في المرعى بمليونين اثنين يذهب من خطاف المسلخ إلى الجزار ليباع بأربعة ملايين ويسأل : لماذا؟ { والوسيط الذي يشتري بمليونين اثنين ويبيع بأربعة يقول { الضرائب والمصاريف { والمجموعة تجد أن الضرائب والمنصرفات والزكاة وكل شيء أشياء لا تتجاوز ستمائة وخمسين جنيهاً مقابل كل ثور. { وأن الوسيط الذي يبيع عشرين ثوراً فقط في الصباح يخرج من المسلخ بأرباح لا تتجاوز ملايين قليلة في جيبه كل صباح!! { والسؤال عن ارتفاع السعر يعود.. لماذا { والجيوب تقول : الصادر { والحسابات تجد أن السودان كان يقوم بتصدير «129.229» رأسًا من البقر عام 2009 { وبتصدير «127.440» رأسًا من البقر عام 2010 { وبتصدير «69.706» من العجول عام 2010 وبينما وعند ارتفاع الأسعار المفاجئ يصبح الصادر كله شيئاً لا يتجاوز «5.130» رأساً فقط هذا العام بعد جنون الأسعار. {والسعودية تعلن أمس الأول أنها لن تستورد «الهدي» هذا العام من السودان نسبة لارتفاع الأسعار. { و... { لا الصادر إذن ولا النفقات الداخلية هو ما يرفع الأسعار والسؤال يظل يقول لماذا { وأغرب الإجابات تطل { ودولة مجاورة تتفق قبل عشرين يوماً على شراء أربعة آلاف طن لحوم من السودان بسعر أحد عشر جنيهاً سودانياً للكيلو. { وعند الاستلام الأسبوع الماضي جهات من المصدرين تطلب ثمانية عشر جنيهاً للكيلو { والدولة المشترية تطير إلى إسرائيل وتشتري من هناك. { ومكتب عالمي في الإسكندرية يديره مصري وآخر سوداني. { والمكتب يشرف على سلامة الماشية في إفريقيا ويصدر الشهادات الدولية { والناس العام الماضي كانوا يمتنعون عن شراء خروف الضحية وإشاعة مزلزلة تقول إن الماشية السودانية مصابة بحمى الوادي المتصدع. { والمكتب في الإسكندرية يتلقي «شهادة» من جهة سودانيةرسمية تقول إن الماشية السودانية مصابة. { والمدير المصري يتصل بزميله في إيطاليا ليصرخ. : ألم نكن أنا وأنت في السودان قبل أسبوعين نفحص كل شبر وكل الماشية؟ قال: نعم قال: هل وجدنا أي مرض؟ قال: لا { لكن لا أحد في السودان يحاسب أحداً { قبلها وبأسلوب مصنع الشفاء كان مصنع جياد يُتهم وسدود مروي وستيت تتهم.. والقمح السوداني يُضرب والصمغ والكركدي والأسماك والبرتقال والسمسم و.. ولا أحد يحاسب أحدًا «3» { وعن اللحوم .. الملفات التي تجلس على أرض المسلخ بين الفرث والجلود تجد أن الأمر هو. { جهة تطحن البلاد والعباد {والجهة هذه التي تحاول ضرب المصارف العام الأسبق.. وسوق المواسير بعده.. ونهب ثلاثة وعشرين مصرفاً العام الماضي و... الجهة هذه تمتطي شره بعض مصدري الماشية. { وتغريهم بالأرباح المذهلة { وبعض المصدرين يبتلع الطعم «ولا عسل أحلى من المال» { لكن المصدرين هؤلاء يفاجأون بأنهم لمسوا ما يجعل أخطر شئ يصرخ. { لمسوا طعام الناس { والناس يلتفتون بعنف {والمقاطعة مقاطعة اللحوم تكشف أغرب الأشياء { تكشف أن المجتمع ما يزال شديد الوعي وأنه متماسك جداً .. وأبواب أخرى تُفتح { وبعض المصارف يفتح الباب أمس لمصدرين جدد { والدولة تجد أن فتح الباب لمصدرين دون فحص نوع من إطفاء النيران بالبنزين. { والدولة تقرر فتح باب التصدير من هنا { لمصدرين جدد من هنا { ثم استعادة ملايين الدولارات المنهوبة من هنا { ثم إخضاع التعامل الخاص «تصدير واستيراد» لكلمة الدولة باعتبار أن التصدير مهما كان حراً هو شيء يمس أمن ومصالح الدولة. و.. أمس الأول نقترح تقديم ميدالية للمصدرين الذين وبشره عجيب.. يفتحون الباب للدولة حتى تقوم بعملية جراحية ممتازة.