جاهل وأعمى من يظن أن الرجال هم الذين يتحرشون بالنساء!! حقائق الواقع تقول خلاف ذلك، حقائق التاريخ تقول غير ذلك الفطرة السوية والتكوين الجسدي والنفسي والروحي يقول خلاف ذلك. الوحي نفسه يصدق هذه المقولة الواضحة البينة!! النساء هن اللائي يتحرشن بالرجال!! إن حقيقة الحياة الأساسية واستمرارية الوجود الإنساني على ظهر الأرض مبنية على هذه الحقيقة البسيطة البدهية. القوانين نفسها قائمة لتمنع هذا التحرش الذي يقع من النساء على الرجال. هناك حوادث تحرُّش تقع من الرجال على النساء.. ولكن هذه لا تساوي 1% من تحرش النساء بالرجال!! وأول هذه الحقائق أن التحرش له آلة!! إن التحرش لا يقع إلا بالجسد وبوظائف الجسد!! أليس كذلك. جسد المرأة كله عدا وجهها وكفيها هو آلة تحرش واضحة وبينة وفعّالة وفتّاكة.. إن المرأة إذا أرادت أن تتحرش بالرجل فليس عليها عمل شيء سوى أن تتعرض للرجل.. وأن تعرض عليه آلة التحرش الذي هو جسدها ووظائفه.. دون أن تقوم بعمل مباشر!! الرجل لا يستطيع أن يتحرش بالمرأة إلا إذا أقدم على قول أو فعل فيه تعرض أو تحرش.. إن الرجل لا يكفي أن يعرض آلة التحرش عنده المقابلة للمرأة. إن العورة هي آلة التحرش والتعرض وهي كذلك لأنها مصدر إثارة. وعورة المرأة جسدها كله إلا وجهها وكفيها.. وعورة الرجل ما فوق الركبة ودون السرة.. وباقي جسد الرجل ليس فيه أي قدر من الإثارة وليس آلة للتحرش ولا التعرض.. إن المرأة عندما تسعى لإثارة الزوج مستخدمة هذه الآلة فإن ذلك يسمى تعرضًا.. وعندما تسعى لإثارة الغريب وغير الزوج مستخدمة ذات الآلة يسمى ذلك تحرشاً.. إذن فالتبرج.. هو أسلوب في التحرش تقوم به المرأة تجاه الرجل.. مستخدمة الآلة المتوفِّرة.. الجسد ووظائفه. وفيما يتعلق بأمر الرجل والمرأة فإن الأحكام الشرعية صبت اهتمامها على منع تحرش المرأة بالرجل.. وليس العكس!! وأوضحت الآيات أن تحرش الرجل بالمرأة لا يزيد على كونه رد فعل لتحرش المرأة بالرجل قال تعالى «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا» ذلك أدنى أن يعرفن أي بالستر والصوت والحجاب فلا يتعرض لهن أحد بالأذى.. لأن تعرض الرجل هو ردة فعل على تحرش المرأة ودعوتها له واستثارته. بل إن الله سبحانه وتعالى يقول في ذات السورة، سورة الأحزاب. ُ«فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ». والخضوع بالقول هو وظيفة من وظائف الجسد يمكن أن تستخدمها المرأة للتحرش بالرجل. وهي إشارة مرور تصدر من المرأة للرجل. فالتبرج إشارة مرور خضراء.. والحجاب والنقاب إشارة مرور حمراء.. الأمر إذن لا يحتاج إلى ذكاء خارق ولا إلى عبقرية ليعلم أن مجموع التحرش الذي يقع من الرجل على المرأة لا يساوي 1% من مجموع الذي يقع من المرأة على الرجل بل إن القرآن حكى لنا أشهر حادثة تحرش في تاريخ البشرية وذلك عندما تحرشت امرأة العزيز بنبي من الأنبياء هو سيدنا يوسف «وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ..» وهذه لم تقف عند مجرد التعرض لأنه كان في بيتها والتعرض أمر عادي وطبيعي وقائم.. إلا أنها لم تجد شيئاً مع سيدنا يوسف عليه السلام كما يبدو.. فاحتاجت إلى الانتقال إلى درجة أعلى من التحرش.. إلى قولها هيت لك وتغليق الأبواب.. بل إلى محاولة اغتصابه حتى قُد قميصه من دبر . إن المرأة إذا أرادت أن تسترضي زوجها بعد أن أغضبته فليس عليها إلا أن تتعرض له.. وأظن أن النساء يعرفن ماذا أقصد!! وهذا ضرب من ضروب التحرش ولكنه تحرش حميد ولكن الذي يحدث الآن من التعرض في الطرقات.. وفي المكاتب.. وفي الإذاعات وفي القنوات الفضائية هذا كله تعرض غير حميد أي أنه تحرش.. والمرأة هي المرأة.. مهما كانت ومهما بلغت حتى ولو كانت سفيرة أو وزيرة فإذا تزينت الفقيرة أو الوزيرة.. فالأمر سيان وإذا تخضبت الفقيرة أو الوزيرة فالأمر سيان.. بل إن تخضب وتزيُّن السفيرة والوزيرة أشد نكاية وأخطر أثرًا من تخضب وتزيُّن الفقيرة. وكون أن التحرش هو فعل أنثوي غير منضبط بضوابط الخلق والدين والتمدن الإنساني.. فإن ذلك ظاهر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فآية الحجاب تخص المرأة دون الرجل فأنت تقرأ في كتاب الله «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ» أمران لا ثالث لهما ولكن هلم إلى آية الحجاب وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن.. واحدة ويحفظن فروجهن.. اثنتان ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.. ثلاثة وليضربن بخمرهن على جيوبهن.. أربعة ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن .. خمسة أو آبائهن.. ستة أو آباء بعولتهن.. سبعة أو أبنائهن.. ثمانية أو أبناء بعولتهن.. تسعة أو أخواتهن .. عشرة أو بني اخواتهن.. أحد عشر أو بني إخوانهن.. اثنا عشر أو نسائهن.. ثلاثة عشر أو ما ملكت ايمانهن.. أربعة عشر أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال.. خمسة عشرة أوالطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء.. ست عشرة ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن.. سبعة عشرة فتأمل انه لم تقم الحاجة إلى كل هذا التفصيل بالنسبة للرجل لأن آلة التحرش عنده ليست في فعالية وخطورة آلة التحرش عند المرأة!! شهدت حلقة عن العنف ضد المرأة والتحرش الذي وقع على المرأة من الرجل.. كانت عنفًا ضد الرجل.. والمذيعات والمشاركات كن يتحرَّشن بالمشاهدين بالأجساد وبوظائف الأجساد.. هذا ما يقوله القرآن. التزين تحرش.. والخضوع بالقول تحرش وكل ذلك كان في الحلقة. إن الخطيئة التي يرتكبها الرجال ليست هي التحرش.. بل هي استمراء تحرش النساء بهم.. وتحريضهن والسكوت على تحرشهن. نحن لا نبرئ الرجال من العنف والتحرش ولكن نريد أن نبين أن العنف الواقع على الرجال هو أضعاف أضعاف العنف الواقع على النساء. وأن عنف الرجل وتحرشه هو ردة فعل على عنف المرأة وتحرشها. وإن العنف الذي يقع من الرجل ابتداءً قليل جداً. ويقع من الذي في قلبه مرض كما بينت الآية.. إن سياسة توظيف المرأة عنف ضد الرجل وعنف ضد المجتمع.. وشعار تمكين المرأة عنف ضد الرجل وضد المجتمع وسياسة تعليم المرأة.. عنف ضد الرجل وضد المجتمع. ودور المرأة في الإعلام عنف ضد المرأة وضد المجتمع. والفن الهابط.. والفن الآن كله هابط.. عنف ضد الرجل وضد المجتمع. هذه كلها عنف لأنها تخالف الأحكام الشرعية المحكمة والراسخة والثابتة.. إن أقصى ما أباحه الإسلام من العنف ضد المرأة هو ضربها بالسواك.. والضرب بالسواك هو عند الأسوياء وعند العقلاء مداعبة وغزل وتهيئة ورسالة منه إليها أنه لا يستطيع ايذاءها وهي عنده أعز وأكرم من أن يتسبب في إيلامها.. أين أنتم من هذه القيمة الرفيعة يا ناس سيداو والعادات الضارة والأحفاد.