إليكِ أَحِنُّ يا طابتْ وفي نفسي لواعِجُ شوقيَ المسعورِ لا ابتلت ولا غابتْ إليكِ أعودُ يا أغرودة الصبحِ إلى ساحاتكِ النشوى وساعاتِ اللقاء السمحِ ونسماتٍ تهب مع قدوم الفجر ترقصُ من طلاوتها حقولُ القطنِ والقمحِ إليكِ أعودُ يا طابتْ ولي قلبٌ يرَى في كلِ أغنية ملامحَ ليلك الأخضرْ أَحِنُّ إليكِ يا طابت لحلقاتِ وقيت العصر ينظمها سعيد صاحب المتجرْ سعيد ذلك الأسمرْ يقال أتى قديماً من شمال القطر يرافق زوجهُ عرفة ويحملُ من بلادِ التمرِ حفنة صبرْ وقلباً يرفضُ الأحزانَ والآلام سعيد رجلٌ طيب كطيبةِ حَيكِ الغربي يا طابتْ كطيبةِ تيفرا الشاعر ومندامتْ كطيبة شيخُنا المادح محمد زينْ ضريرٌ شيخُنا المادح محمد زينْ كفيفٌ غيرَ أن الله قد خصّاهُ إحساساً يفوقُ العينْ يقيمُ الظهرَ في الموعدْ يُصلي الفجرَ في المسجدْ ويعزف مشية الصافي ويُدركُ فرضَ حاج ياسينْ يلاعبُ شلة الصبيانِ تدورُ تقيم طوالَ الليلْ تدورُ تفتشُ الساعاتُ عظمَ شليلْ أَحِنُّ إليكِ يا طابتْ لعَمِ حسنْ أَحِنُّ إلى إشارتِه وقد أضحى كجزء من عُمامتهِ أَحِنُّ إليهِ يطردُ من حقولِ القمحِ ألفَ وألفَ عصفور تطير تدور شقشاقةْ أَحِنُّ لأرجُلِ الأغنام فوقَ الأرض صفاقةْ أَحِنُّ لدفقة الأمطار تغسلُ بالمنى قدمي ثم تسيل رقراقةْ لأمي كل ثانية وصورتها على الليل طراقةْ تحن لصوتها أذني تفتش بنتها الصغرى تصيح تقول إشراقةْ فكم نفسي أنا يا حبي الأول والآخر مُشتاقةْ إليكِ أَحِنُّ يا طابتْ إلي أبتي سلاماتي أنا في كلِ أغنية أَحِنُّ إليكِ تدفعني اشتياقاتي أنا في كل أمسية أَحِنُّ إليكِ ملتفحاً جراحاتي أنا في كل أغنية أَحِنُّ إليكِ منتعلاً عذاباتي أنا في كل أغنية إليكِ عزيزتي آتي إليكِ عزيزتي آتي