قد نتعرض لمواقف نضطر فيها الى الكذب، احيانًا تكون الكذبة بيضاء، واحيانًا اخرى تكون غير ذلك، فالبعض يرى أن الكذب يخرجه من مأزق وقد يرد ضررًا كبيرًا كاد ان يقع، وقد يضطر للكذب على انسان متجنبًا جرح مشاعره أو بغرض الظهور أمامه بصورة أفضل وكذلك من دواعي الكذب محاولة اخفاء فعل مخجل ومحرج وكما يقال حبل الكذب قصير جدًا ولا بد ان الكذبة ستنكشف.. «البيت الكبير» توقف مع بعض الاعترافات في هذا الجانب: في البداية تحدث «ه. س.» عن الكذب حيث قال ان الكذب من اساسيات اي حياة زوجية فان لم تكذب تقع في مشكلات انت في غنى عنها، انا اكذب احيانًا على زوجتي اذا سألتني عن اغراض اشترتها من السوق فأقول لها هي جميلة اوعندما تعد لنا وجبة غير شهية نتناولها بصعوبة واقول لها هي شهية جدًا جدًا فأكون قد تجنبت صدامًا انا في غنى عنه. اما عن «ي.م.» فتقول ان الحقيقة دائمًا ما تكون صعبة فأنا ان سألتني احدى صديقاتي لا اخبرها الحقيقة سواء كان سؤالها عن شيء يخصني او يخصها لأن في مجتمع البنات الذي يقول الحقيقة او يواجه البنت بعيوبها مهما كانت صحيحة تعتبر في نظرهن حاسدة أوحاقدة لذلك اكذب واعرف اني أقوم بأمر خاطئ ولكن للضرورة احكامًا. وايضا «أ.ع.» وهو موظف قال ان الكذب عادة ذميمة ولكن في سبيل الحفاظ على منصبي اكذب احياناً فإن لم اكذب قد يأتي غيري يكذب ويأخذ مكاني على سبيل المثال اذا سألك المدير عن مهمة ارادك ان تقوم بها ولم تنتهي منها تكذب لتتقي العقوبة واحيانًا تكذب من اجل زميل لك بالتستر عليه اذا خرج ولم يخبر احدًا او اذا غاب عن العمل تخلق له عذرًا وهكذا قالت روضة انا كأم استخدم الكذب كثيراً على اولادي وخاصة الصغار عندما يمتنعون عن الأكل ويقومون بالشقاوة فاضطر ان اكذب بغرض تخويفهم مثلاً اذا رفض احدهم الطعام اقول له سوف انادي الدكتور يعطيك حقنة او لو قام بالشقاوة اخيفه بالبوليس وهكذا من انواع الكذب اما «ن» طالب في احدى الجامعات فقال: عندما اكون في علاقة عاطفية مع احديى زميلاتي اكذب عليها في بعض الاحيان لانه اذا لم أكذب عليها ستتركني وتذهب لآخر وغالب العلاقات العاطفية مبنية على الكذب لأن البنت تريد ان توصفها بأجمل الصفات وان تعيشها في عالم آخر من نسج خيالها تكون بطلتة هي. استاذ علم النفس «عمر» ذكر ان الكذب حالة من الاضطراب النفسي تجتاح العقل عندما يشعر بخطر وهو امر طبيعي في غالب الوقت، فتجد الكذبة خرجت لا شعوريًا من شخص ليستدرك ذلك بعد فترة وهو عادي اذا كان في حدود معينة، اما اذا تجاوزها يصبح الوضع اخطر على الشخص لانه سوف يغير من سلوكه وتصرفاته بسبب العزلة الاجتماعية ورفض الناس له لكذبه الكثير وهو بالتالي يقوده للانحراف او الانطوائية. قال الشيخ رجب ان الكذب محرم في ديننا الحنيف الا في مسألة واحدة وهي الإصلاح بين الزوجين، وخلاف ذلك يكون محرمًا على الجميع لأن الخداع والتزييف يصلح المرء مؤقتًا لكن في المستقبل قد يسبب الضرر الذي يخاف ان يقع عليه فبدلاً من ان تخسر مرة تكون قد خسرت مرتين إضافة لأنك قد تكون ارتكبت اثماً تعاقب عليه في الآخرة اذا لم تتب منه.