مشاجرات، تراشق بالألفاظ، تنافس لنيل رضا الوالدين، وغيرها من السلوكيات التي تأتي نتاجًا طبيعيًا للغيرة بين الإخوان والتي تعد في رأي علماء النفس إحساس فطري لمشاعر نفسية لا تعرف صلة قرابة وقد أثبتت دراسة أنه انطلاقاً من سن الثانية يبدأ الأطفال في تلقي الإشارات من إخوانهم الأكبر منهم ومن ثم تبدأ الغيرة في النمو في داخلهم «الملف الإجتماعي» تناول القضية مع عدد من جهات الاختصاص حول الغيرة في رأي علم النفس؟ وكيف يمكن توجهيها في الاتجاه الصحيح؟ فماذا قالوا .. أجرته: منى النور أبعاد سلبية أكد متوكل عبد الوهاب «موظف» أن الدراسات الحديثة كشفت أن المساواة بين الإخوان هي من أفضل الأساليب لتحقيق الصحة النفسية للأطفال فالغيرة في الغالب يكون الوالدين هما السبب فالتفرقة سواء من جانب الأب أو الأم أو كليهما يترتب عليه تكوين شخصية مملوءة بالغيرة والأنانية ورغبة في الحصول على ما في يد الغير ومن مظاهر هذه التفرقة خاصة في مجتمعاتنا خدمة البنت لأخيها حتى لو كان يصغرها سنًا وإعطائه حق الأمر والنهي والطلب كذلك نجد في بعض الأسر يتميز الطفل الأكبر عن الأصغر أو العكس مما يولد شعور الغيرة فهناك من يقوم بترجمة ذلك الشعور إلى مشاجرات مستمرة بين الأشقاء كما أن هناك الشجار المتوازن بين الأشقاء وهو يعتبر شيئًا طبيعيًا في الأسر وهناك من يفضل الصمت وفي كل الحالات هنالك أبعاد سلبية للقضية لا بد للوالدين من الانتباه إليها والابتعاد عنها. عدم ثقة وتوافقه في الرأي سلمى التجاني «طالبة»، تقول: التفرقة بين الإخوان من أخطر الأساليب التربوية السلبية التي تؤثر على شخصية الإخوان خاصة بين البنات فهي تؤدي إلى نثر بذور الغيرة بينهن وتولد الإحساس بعدم الثقة بالذات فالآباء قد يفضلون طفلاً على الآخر لذكائه أو لجماله أو لحسن خلقه فيزرع ذلك إحساسًا بالغيرة لدى الشقيق الآخر ويتولد لديه سلوك عدواني تجاه شقيقه وفي اعتقادي انه يجب أن يدرك الوالدان أن التعامل مع الأبناء بالمساواة بينهم يخلق أبناء أسوياء نفسيًا. نسبة ضئيلة للوالدين وكان لإنصاف العوض رأي آخر حيث أبانت انه اذا وجدت غيرة بين الأشقاء فان للوالدين نسبة ضئيلة فيها وعزت ذلك للدور الكبير الذي يلعبه المجتمع فإذا كان الطفل متفوقًا وجد من يشيد به أمام إخوته وتحفيزه والقول للآخر «أبقه شاطر ذي أخوك» كذلك أسهمت القنوات الفضائية في ترسيخ الغيرة عبر تشجيع أشياء تستفز المراهقين بالإعلان عن طريقة الجلوس والألوان وغيرها فيبدأ تلمس تلك الأمور في داخله فتنمي في داخله الغيرة وعن نفسي فدائمًا ما اجلس مع أبنائي وتعريفهم بأن هذه الأشياء أقسام فمن يهبه الله الجمال قد لا يحظى بالمال والعلم وهكذا فيتعلمون أن الأدوار مقسمة وافرغ من داخلهم الغيرة السلبية التي يمكن ان تؤثر على حياتهم ولكن الغيرة الطبيعية فهي موجودة وبكثرة. تلبية للرغبات د. نجدة الاختصاصية في علم النفس تناولت القضية من تخصصها وعرفت الغيرة بأنها شعور فطري موجود يظهر في شكل سلوكيات وهي عند الأطفال مزيج بين الإحساس بعدم الاهتمام وتلبية الرغبات وانفعاله ومن ايجابياتها التحفيز على التفوق والمنافسة عند الأطفال أما السلبيات فقد تأخذ شكلاً عدائيًا وتظهر الأنانية وعدم الثقة في النفس والغضب وفي شكل سلوك مكبوت وهي تظهر في الغالب عند الأطفال من عمر الأربع سنين ولكن اذا تم التعامل معها بشكل صحيح تتلاشى ويمكن للطفل التعلم من الغير والانتماء الى المجتمع وتؤكد د. نجدة انه في حال إذا لم توجه التوجيه الصحيح ولم يحدث له إشباع تكبر مع الطفل وتتحول الى مشكلة حقيقية، وفي فترة المراهقة تكون في شكل عناد وعدم مبالاة، منطوٍ، حساس. وتؤكد أن الوالدين يلعبان دورًا كبيرًا في إشعال نار الغيرة داخل قلوب أطفالهما واستمرارها بشكل مقصود أو العكس فإنجاب طفل جديد دون التمهيد له من الأم مثلاً يولد الغيرة لدى شقيقه بجانب التمييز بين الأبناء وهي من اكبر الأشياء التي تهدد الأسر كذلك اذا كان الطفل مدللاً بسبب المرض او انه الولد الوحيد في وسط بنات وغيرها من الأسباب التي تحتاج الى الاهتمام وتنصح د. نجدة الآباء والأمهات بضرورة إشعار طفلهم بأهميته وبث روح التعاون فيه وزرع الثقة في نفسه مشيرة الى ضرورة حزم الآباء بتقليل مشاعر الغيرة وعدم إظهار القلق والمشاعر السلبية كنوع من الاهتمام الزائد لطفل دون الأخر ونصحت الأمهات بضرورة التمهيد لأطفالها في حال قدوم مولود جديد وإشراكهم لأن التعامل الدافئ يجعل الطفل قادرًا على تجاوز كل المشكلات.