الشجار بين الإخوة أصبح من الأمور التي تحدث يومياً، لذلك البعض يعتبره من الأشياء الطبيعية التي تحدث بين الأشقاء، بل تعمل على تقوية الروابط بينهم. وآخرون يرون أنه عدم احترام لبعضهم البعض.«الأهرام اليوم» طافت حول أسباب تلك الخلافات مع بعض المهتمين فماذا قالوا؟ يقول عوض محمد إن الخلافات بين الإخوة تكون دائماً بصورة مستمرة خاصة في مراحل عمرية محددة وهي عادة ما تكون في أشياء بسيطة وتافهة. وأضاف أنها طبيعية. كل الإخوة تتولّد بينهم الخلافات لكن سرعان ما ترجع الأمور إلى حالتها الطبيعية ويتلاشى الخلاف وهذا لا يعني أن الإخوة لا يحترمون ولا يحبون بعضهم، بل على العكس. فالمثل يقول (المصارين في البطن بيتخانقو). واتفق معه في الرأي خالد حسن بقوله إن الخلاف بين الإخوة هو من الأمور الطبيعية التي تحصل بين الأشقاء. وذكر أن هنالك أسباباً عديدة تُنمّي وتزيد هذه الخلافات، وهي تفضيل أحد الأبوين أو كليهما لأحد الأبناء. وهنالك الغيرة من حيث الجمال الشكلي أو أي ميزة أخرى. وكذلك حب السيطرة والامتلاك وأيضاً التفرقة في المعاملة بين الذكر والأنثى. وأضاف أن هنالك أبناءً يعتمدون على الشجار من أجل التعرُّف على شخصياتهم والتعبير عن الغضب. ونجد القسوة في تربية الأبناء هي من الأسباب الرئيسة التي تقود لمثل هذه الظواهر. وأبانت إيمان مبارك أن العراك بين الإخوة هو من الأمور البديهية وهو تحصل عادةً لكسر الروتين اليومي ووجود الفراغ والملل أو نتيجة لاختلاف الفهم والإدراك بين الأشقاء. وغالباً ما يكون النقاش بغرض السيطرة وإظهار جانب الأفضلية والقوة. وترى أسراء النور أن الاختلاف في الطباع الذي بدوره ينتج عنه الاختلاف في الأداء يقود الإخوة إلى مشادات الكلامية، وأحياناً تنتج من الغيرة إذا كان أحد الأبناء مُفضّل على الآخرين أو يكون نتيجة لحب السيطرة والأنانية من الأخ الأكبر لأنه يرى أن الأخ الأصغر سناً منه دائماً ما يكون على خطأ. فالمشكلة أحياناً تكون في أشياء بسيطة مثل الاختلاف في نوع أوكمية شيء. وأضافت لابد من للوالدين من الاهتمام بمثل هذه الاختلافات حتى لو كانت بسيطة وأن يعملوا على حلها وفضّها مباشرةً وتوعية الأبناء بها. وتوضح طبيبة الطب النفسي الدكتورة هند أن الخلافات بين الإخوة يمكن تقسيمها إلى أسباب بيئية، أو الأشياء المحيطة بالأبناء وهي تشمل الضغوط الأسرية التي تقابلها ثورة وعقوق من جانب الأطفال وينتج عنها سوء توافق أسري. ومن الممكن أن تكون بين الطفل ووالديه. وأيضاً هنالك سوء التوافق الدراسي والاجتماعي. فالابن يصبح عدوانياً ويرفض أفراد المجتمع ومن ضمنهم إخوته. وأضافت إن نقص التوجيه وقلة الرعاية ورغبة الطفل في الارتباط بأصدقاء من الخارج يكون أقوى من إخوته. وثانياً أسباب نفسية، وتدخل فيها أن الأبناء في مرحلة المراهقة يتعرضون لتغيرات جسمية ويكونون في مرحلة نمو جمسي كامل والانتقال من مرحلة إلى أخرى يكون لديهم نقص في الامكانيات مثل الحرمان العاطفي ونقص في التوازن الانفعالي بحيث يصبح الطفل عدوانياً ويتغير بسرعة وتكون روحه المعنوية متذبذبة وغالباً ما يكون مكبوتاً ولا يتخلص من هذا الكبت إلا بالشجار مع إخوته. ثالثاً أسباب فسيولوجية: وهي تكون نتيجة للأمراض وتشوهات خلقية أو يكون لدى الطفل نقص في داخله. رابعاً أسباب أسرية: وتكون من خلال العقاب الشديد والمعاملة السيئة وتفضيل أحد أو كلا الوالدين لأحد الأبناء، وأيضاً عندما تكون الأم متسلِّطة والأب قاسٍ وحدوث الطلاق بينهما أو موت أحدهما أو التمييز بين الذكر والأنثى وتوبيخ الابن أمام إخوته وأصدقائه يجعله عدواني السلوك.