حرصت «الإنتباهة» خلال وجودها بالمملكة العربية السعودية على إجراء لقاءات مع عدد من السودانيين بمختلف تخصصاتهم ومهنهم فكان لنا هذا اللقاء مع المهندس والشاعر والفنان أسامة كمال زكريا والذي يعمل بشركة النماص نيسان بقسم الصيانة والضمان وخدمات ما بعد البيع بالمملكة العربية السعودية المنطقة الجنوبية، فوجدناه موسوعة فنية مثقف وشاعر وفنان ومهندس. كتب وغنى للوطن بالداخل مع مبدعي بلادي في الجزيرة الخضراء منهم عبد الله محمد وخالد العوض والجابري وأبو بكر عبد الرحمن أبو ولكنه كي لا يغترب الإبداع أيضًا أحياه خارج وطنه فالتقيناه وكان لنا معه هذا الحوار: * من أي منطقة أنت في السودان؟ أنا اعتبر نفسي من كل شبر في السودان لكن أصولي تذهب الى مدينتي الغالية كوستي.. * متى كان اغترابك؟ بدأ منذ 1999م حينما درجت الى الغربة من مكان سكني واقامتي في السودان رفاعة الخضراء التي درست فيها كل مراحلي التعليمية والجامعة كانت بالقاهرة.. * مهنتك الحالية في المملكة؟ حاليًا أعمل مهندس بشركة نيسان مدير قسم الصيانة وخدمات ما بعد البيع بالمنطقة الجنوبية النماص، تأثرني الكلمات الجميلة فأحاول ان استخدمها كالألوان جاهدًا بقدر الإمكان جعلها زاهية وكثيرا ما تأثرني الأنغام الموسيقية وما جعلني اعشق آلة الكمان موقعها بين الاذن والقلب حببها لي فشاركت في العزف مع مبدعي بلادي في اتحاد فناني الجزيرة الخضراء مع عمر جعفر وياسر عبد الوهاب وعز الدين الجابري وغيرهم.. * أنت تغني وتكتب الشعر.. ما نصيب الغربة في ذلك؟ الغربة هي الجانب المحزن في تحريك الدواخل من شوق للوطن لي فاطمة السمحة ومواصلة البحث عن شليل ضحية العولمة واتهامنا الباطل لتمساح بانه تسبب في اختفائه.. * ماذا كتبت في الغربة؟ الغربة كتبت فيها الكثير وفي رفاعة بالذات لأنها تعني لي ذكريات الطفولة ومواقف متباينة لا تنسى. * ما هي دوافع اغترابك؟ الدوافع كثيرة ومن ضمنها بالتأكيد تحسين الوضع الاقتصادي وتهيئة جيل المستقبل هم أمانة في أعناقنا الأمل في مستقبل مزدهر ومتطور.. * ماذا عن جهاز المغتربين؟ والله جهاز متطور يسعى لتسهيل خدمات المغتربين بأسهل الطرق.. * رأيك في سفاراتنا بالخارج؟ أعتقد أن أي سوداني وفي أي موقع ينفذ ما يكلف به بكفاءة عالية إذا وجد الإمكانات وسفارتنا بالخارج تعكس وجهًا أكثر إشراقًا عن السودان.. * ماذا عن الجاليات السودانية ونشاطها بالمملكة؟ هناك مشكلة تواجهها وهي أن الجاليات السودانية ناشطة بوضوح في جدة والرياض والدمام بينما يقل نشاطها في المناطق الصغيرة ولكني أؤكد لك أنه بداخل كل سوداني جالية كاملة عاداتنا وتقاليدنا وتكافلنا الاجتماعي وكيف نكون جالية تلقائية متكافئة. * كيف ترى تفاعل السودانيين مع القضايا الوطنية؟ الوطن رغم معاناته وواجباته إلا أنه في حدقات العيون واعتقد ان السودانيين ينتسبون لسيدنا أيوب في الصبر في مصر وأنا طالب وانا بشرتي تماثل بشرة المصريين وحضرت طالبة سودانية وسلمت على كل الطلبة السودانيين وتخطتني باعتباري غير سوداني فكتبت: أنا سوداني ود عازة أريد عازة وأعز عازة وأفديها وذي ما قال عليها خليل يمين في هواها نحنا رجال يمين لعدوها نحنا نبال. وشوقنا البقى ليها دليل.. أنا سوداني كان بتعرفي أكلت الكسرة والويكاب وشربت الموية من الزير وبين أهلي حمدته الله وشكرته كثيرًا وجيت أناجي في دمياط عشان من أهلي جاي علينا راسة عديل يا دمياط سليل ماك جيت بي ناس سمر بالحيل ناس علي عبد اللطيف والماظ وبعانخي والكان بعز الخيل ود حبوبة والمهدي ما التاريخ كفيل وشهود وعرفته أجدادي يا دمياط عرفت مهيرة بت عبود بس ما يصح لي بت بلدي تشك في إني سوداني حكمتي على بالحرمان ومن وطن سكن جوايا وشوقة يزيد حكمك ما بلومك فيه ماك قاصداه يا بنية بس جواي حرك شوقي لي السودان وحنية حكمتي على بالتقدي ولون البشرة ما هو دليل وجنسية.. * أجمل ما غنيت للوطن؟ الاكتوبريات لأنها عبرت عن تنفس الشعب الصعداء من احتمال التسلط.. * تأثير الغربة عليك؟ هي محرك داخلي يتغلل في دواخل مسكونة قابلة للانفجار ليتسلل باروده بنكهة المسك.. * إلى أي مدى انتشر الغناء السوداني بالخارج؟ الغناء السوداني هو سلوة وعكس لثقافتنا فقط احيانا نكون مقيدين باحترام تقاليد المستضيف.. * نصيحة لمن يريد الاغتراب؟ رغم وضع الوطن الاقتصادى المتردي إنما عليّ الاجابة على السؤال الاجباري في امتحان الوضع الراهن واقول إن استطاع شبابنا التأقلم مع الوضع الاقتصادي الراهن والمستعصي فليس هنالك أجمل منك يا وطن وان فكروا في الاغتراب عليهم تحمل المسؤولية ووضع أهدافهم.. * علاقة السودانيين مع بعض في الغربة؟ السودانيون على مستوى العالم هم الفئة الأكثر ترابطًا وتداخلاً وهي بشهادة الجميع.. * ما هو الشيء الذي أضافته لك الغربة؟ أضافت لي الغربة الصبر والتحدي ومواجهة المواقف الصعبة المستعصية بابتسامة ساخرة، وهي أيضًا مكسب خاسر ثمنه العمر في بيئة لا تنبت فصيلتنا.. * حلم العودة إلى الوطن.. هل يراودك؟ هو حلم نترقبه ولكنه يرتبط بأحلام أخرى إلى أن تتحقق إنشاء الله.. * ما هي الأشياء التي خصمتها منك الغربة وأضافتها لك كمبدع؟ الغربة تخصم وتجمد رصيد المبدع في مناخه وتضاريسه بالاعتماد عليها ويصنع من الغربة إبداع آخر حينما تكتب خاطرة عن الوطن والغربة وحينما ينعكس الغناء السوداني بالخارج.. * الصفات التي يتسم بها السودانيون بالخارج هل ما زالت موجودة؟ الأمانة سمة السودانيين وهي صفة حميدة وبدات تضمحل تدريجيًا بكل أسف.. الامانة موجودة في السودانيين لكن ليس بالمستوى الأول.. * قراءتك للوضع الاقتصادي الراهن بالبلاد؟ لا أدري، فالشعب السوداني تحدى الصبر وتحمّل ما فيه الكفاية أتمنى أن ينقشع الظلم ويتحسن الوضع الاقتصادي للأفضل.. * كلمة أخيرة؟ أشكرك وأشكر صحيفتكم العامرة وأتمنى لوطننا ولكم كل الخير والتوفيق.