ترد للخدمات في طوكر وانعدام للخدمات في القنب وهيا ودرديب وغيرها من المناطق في ولاية البحر الأحمر، وأهل النيل الأبيض يشتكون أيضًا من تردي الخدمات، أما في نهر النيل فحدث ولا حرج وكذلك الجزيرة و...و... وحتى أرياف الخرطوم أهلها يصرخون.. أين التعليم؟متى ننعم بالخدمات الصحية؟ المياه؟ الكهرباء؟ و... و... وأيضًا قائمة طويلة من الإهمال والتردي والفشل الفظيع في توفر ادنى مقومات الحياة الكريمة. مسؤول في احدى المؤسسات الاقتصادية الكبرى تساءل في اجتماع حصري ماذا يفعل الولاة والمواطن يشتكي من شح الخدمات وأحيانًا انعدامها؟ طبعًا لم يجد إجابة شافية، والمجتمعون يعلمون حال أهلهم في ولايات السودان المختلفة بما فيها الخرطوم التي يجتهد قادتها في المحليات لنيل رضا الوالي أو غيره من قادة المركز، بل ان بعض المعتمدين أصبح «يفتل» برنامجًا لا يعنيه حتى ينال الرضا، مع العلم أن محلية هذا المعتمد الشرقي تعاني الكثير من الإهمال ومواطنها يشتكي من عدم اتزان التنمية. إن الدولة ممثلة في رئاسة الجمهورية مطالبة بمحاسبة الولاة الذين يقضون نصف شهرهم في الخرطوم ومواطنوهم يبحثون عن الخدمات، ومطالبة بإلزام الولاة بتوفير مياه الشرب «على الأقل» للرعية المغلوبة على أمرها وتوفير التعليم والصحة و... و... وقائمة الخدمات التي قد لا يعلم بها الوالي أو المعتمدون الذين لا يزورون تلك الأرياف البعيدة، كما حكى لنا شيخ كبير في محلية القنب بان والي البحر الأحمر لم يروه منذ تعيينه والياً ثم انتخابه لحكم البحر الأحمر أما معتمد المحلية فإنه لم يزر تلك المناطق إلا أيام امتحانات الأساس، فكيف لحاكم لم يزر رعيته توفير الخدمة لهم؟ وكيف لحاكم يوفر الخدمة للمواطن البسيط وهو يقضي ثلاثة أيام فقط في محليته بحجة حضور مجلس وزراء ولايته التى تبعد عاصمتها عن محليته قرابة المائتي كيلو متر. إن توفير الخدمات الضرورية من اوجب واجبات الدولة وان لم يستطع وال توفير الحد الادنى من الخدمات فعليه الرحيل لترك المجال لمن هو اقدر واعدل حتى لا يصاب بدعوات المظلومين الذين يبحثون عن العلاج والتعليم والمياه في مناطق قريبة جدًا من عاصمة الولاية كما يحدث في البحر الأحمر وكذلك الخرطوم.