في الحلقات السابقة تحدثنا عن معاناة أهلنا في ربوع السودان المختلفة وقلنا لو أن ولاة الولايات يكلفون أنفسهم بزيارات مفاجئة لمحلياتهم المختلفة لمعرفة أحوال رعيتهم لانصلح حال أهلنا في البوادي والحضر، ولكن الولاة لا يفعلون وإنما يفضلون الترحال إلى الخرطوم وعقد اللقاءات الصحفية التي لا تخدم البسطاء بشيء بقدر ما تخدم مدرسة أو مركزًا صحيًا يشاد في القرى المختلفة ولو وفر الإخوة الولاة ثمن الوقود الذي يسافرون به أسبوعيًا للخرطوم هم وحاشيتهم لاستطاعوا أن يعمروا قراهم ومدنهم التي تشتكي الإهمال، وتأكيدًا لما كتبناه خلال اليومين الماضيين فإن الكثير من الغبش التعابى عاشوا واقع ماسطرناه فامتلأ بريدنا بالرسائل التي تتناول الإهمال في الخدمات في الكثير من الولايات، ولذا فضلنا أن نعرض هذا النموذج الذي يشابه الكثير من الرسائل مع اختلاف المناطق، وبالتأكيد فإن أسلوب الإهمال من الولاة والمعتمدين. المحرر أستاذ جعفر عبر عمودك المقروء حقًا «من الواقع» وصفحتك المتابَعَة من كل الناس «ربوع السودان» دعنا عبرهما نوصل صوتنا لكل المسؤلين عسى أن نجد من يحل مشكلاتنا وعثراتنا. نحن أهالي قرية السيال الأحامدة التابعة لوحدة أرياف رفاعة بمحلية شرق الجزيرة بولاية الجزيرة ظللنا نعاني من تردي الخدمات الأساسية للحياة التي تتمثل في الصحة والتعليم، والكهرباء حيث تنعدم أبسط مقومات الحياة في هذه القرية، ففي مجال الصحة تقبع نقطة غيار تحت التشييد لم يتم إكمالها لضيق الحال، وفي مجال التعليم توجد مدرسة أساس مختلطة من سبعة فصول مما يؤدي إلى إكمال الصف الثامن بالقرى المجاورة حيث معاناة يصعب ذكرها وبقية الفصول يغني حالها عن السؤال، أما المياه فالعطش صفة ملازمة لسكان القرية حيث توجد محطتان يكونان في حال توقف أغلب أيام الأسبوع والهيئة لا تحرك ساكنًا أما الكهرباء فأعمدة الضغط العالي ملّت من الانتظار فهي واقفة لسنوات حيث هذا وصف مبسط لحال الخدمات في منطقة تعتبر من المناطق الأكثر ازدحامًا بالمنطقة حيث يقارب عدد سكانها «5000» نسمة، وفي المقابل نجد مناطق مجاورة تتمتع بكل الخدمات فقط لأنها تملك ظهرًا كما يقال جهارًا ونهارًا ونحن لا نملك إلا الدعوات، حملنا شكوانا إلى المعتمد والمسؤولين بالمحلية ولم نجد إلا الوعود الزائفة التي لا تقدم ولا تؤخر.. ختامًا نتقدم بشكوانا إلى السيد والي ولاية الجزيرة والسيد معتمد شرق الجزيرة راجين أن يمنحونا حقوقنا كمواطنين في التمتع بالخدمات الأساسية للحياة أسوة بالقرى الأخرى وكل راعٍ مسؤول عن رعيته. م.ع.ح