في ظل الإرهاصات التي تجري هنا وهناك وما تشهده الساحة السياسية من حراك حثيث ينبئ بما بعد خاصة مع اقتراب انقضاء الدورة الأولى من عمر الانتخابات الماضية تنشط عدد من الأحزاب والقوى السياسية في ترتيب أوضاعها الداخلية وأقامت مؤتمراتها القاعدية فمازال حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يمارس نشاطه القاعدي في ولاية كسلا التي تعتبر أحد مراكز ثقله على الرغم بما لم يستطع أن يحسم التنافس لصالحه في الانتخابات الماضية فقد شهدت الولاية تنافسًا محتدمًا لعدد من الأحزاب والقوى السياسية الصاعدة خاصة للأحزاب التي كانت مجتمعة تكوِّن جبهة الشرق وفي مقدمتها مؤتمر البجا الذي يعمل هذه الأيام بصورة فاعلة حيث عقد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للمؤتمر العام الثالث للحزب بقاعة الأمير عثمان دقنة بكسلا. وصف الأستاذ موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية رئيس مؤتمرالبجا اتفاقية سلام الشرق التي وُقِّعت بين حزبه وحكومة السودان بأنها وثيقة وطنية وقانونية وأخلاقية مما أوجب الالتزام بها بجانب مؤتمر البجا، وأشار مساعد رئيس الجمهورية إلى أن الحوار والتفاوض يمثلان الحلول الجذرية لمشكلات البلاد، وأضاف أن مؤتمر البجا انتقل عقب اتفاقية سلام الشرق من النضال المسلح إلى حزب سياسي يؤمن بالتعددية والديمقراطية والتعاطي السياسي وفقاً للثوابت في الحقوق والواجبات لجميع الكيانات الساسية على حد سواء، وعزا البطء في تنفيذ اتفاقية السلام لحزب المؤتمر الوطني محملاً إياه المسؤولية باعتباره الحزب الحاكم إلا أنه استدرك قائلاً بأن الشرق قد عانى كثيراً من ويلات الحرب في الفترة السابقة مثمناً دور الاتفاقية في بعث الأمن والاستقرار، وناشد الحكومة الإيفاء بالتزامها بالمحاور الثلاثة فيما يتعلق بالسلطة والثروة وإعادة النظر في مستحقات مسرّحي جبهة الشرق من المستوعبين في الخدمة العامة والقوات النظامية بجانب توفيق أوضاع المدمجين في المجتمع إضافة إلى ضرورة التزام الحكومة باستكمال التمويل لصندوق إعمار الشرق وصولاً إلى المبلغ المعلن ب «600مليون دولار» وتطرق مساعد رئيس الجمهورية إلى رؤية حزبه إلى عدد من قضايا الساحة السياسية الداخلية والخارجية.. وأشار إلى أن حزبه لديه حزمة من المبادرات حول المشهد السياسي للبلاد وأهمية النهوض الاقتصادي والذي يرتكز على الاستقرار السياسي، وأكد موسى أهمية جميع قطاعات الشعب السوداني فى الدستور واختتم حديثه بأن اتفاقية سلام الشرق ظلت متميزة عن غيرها من الاتفاقيات التي وقّعتها الحكومة مع مختلف الفصائل وعلى رأسها اتفاقية نيفاشا التي انهارت وأرجعت الطرفين إلى المربع الأول بجانب اتفاقية الدوحة التي لا تزال تراوح مكانها. وكان قد خاطب المؤتمر كل من جعفر محمد آدم مستشار الوالي وعضو اللجنة المركزية للحزب وأحمد أنور رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر متطرقين إلى منهجية مؤتمر البجا في تمرحله عبر مؤتمراته السابقة والاستقرار الهيكلي الذي يسود أروقة مؤتمر البجا.