بقلم: أوليسيغون أوباسانجو ولازارو سمبويو في صحيفة «ذا ستيزين» بتاريخ 7 سبتمبر 2011م على المجتمع الدولي أن يضع في أولوياته تحقيق حل سلمي للأزمة في جنوب كردفان قبل فوات الأوان. إن إجراء مفاوضات عالية المستوى يمثل الخيار الأمثل لإيجاد حل لهذه الأزمة، في وقت يكون فيه إيجاد حل سياسي طويل الأجل ذا أهمية كبرى، إلا أنه يجب على المدى القصير أن تُعطى الأولوية لوقف مثالي لإطلاق النار بواسطة بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. وفي نهاية الأمر بدون تحقيق سلام في الأقاليم الحدودية بين دولتي السودان وجنوب السودان، فإن السلام سيكون مهدداً في كلا الدولتين، مع تهديدات خطيرة للاستقرار في الإقليم. كما أن السودانيين في كل من الشمال والجنوب يعلمون أن المواطنين الأبرياء هم من سيتحملون ويلات الحرب لسنوات إن لم تكن لعقود قادمة. يجب أن يكون إسكات أصوات المدافع من أولوياتنا الآنية، وأي شيء آخر سوف يعرض الناس إلى اندلاع حرب أخرى. أثناء التوجه نحو إجراء الاستفتاء لأجل استقلال جنوب السودان في يناير الماضي، كان كل من الاتحاد الإفريقي ودول الجوار يعمل بكثافة من أجل منع الخلافات المستمرة حول ترسيم الحدود وقسمة عوائد النفط والمواطنة والعديد من القضايا المعقدة الأخرى من تعطيل عملية الاستفتاء. ومن خلال وساطة لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الافريقي الخاصة بالسودان، والجهود المبذولة من كل من الحكومات الاوروبية والافريقية بما في ذلك الموارد الخاصة بالتحضير للاستفتاء، تم تحقيق استفتاء سلمي قبلت نتيجته من كل الجانبين. وهذا النجاح والإعلان عن استقلال دولة جنوب السودان لا يعفيان دول الإقليم من المسؤولية تجاه دولتي السودان، في ما يختص بالتحديات التي مازالت تواجه العلاقات بين الدولتين، بما في ذلك الصراع الذي يدور حالياً على طول الحدود. وفي واقع الأمر أن دائرة العنف اتخذت لها خلال الأشهر القليلة الماضية مساراً تصاعدياً جديداً. إن العدوان العسكري الأخير على كل من أبيي وجنوب كردفان قد قرب كلاً من الشمال والجنوب الى إندلاع الحرب الشاملة، بسبب توقف الترتيبات الخاصة باتفاقية السلام الشامل، فإن المفاوضات الجارية حالياً بين الجانبين ليست مؤكدة النتائج، كما أن هناك الكثير من القضايا المعقدة والصعبة مثل ترسيم الحدود والترتيبات الأمنية مازالت تفتقر الى الحل الكامل. إن الأعمال العدائية في جنوب كردفان خير شاهد على العلاقات الهشة والمتصدعة بين الشمال والجنوب. لقد قتل وجرح عدد مقدر من المواطنين خلال الأسابيع الأخيرة، والتحقيقات المستقلة حول تجدد أعمال العنف يجب أن تتم بصورة عاجلة. ومطلوب أيضاً بذل الجهود الدبلوماسية من قبل دول الإقليم من أجل وقف المزيد من تدهور الأوضاع في جنوب كردفان. إضافة الى العدائيات بين الشمال والجنوب هناك ايضا المواجهات بين جيش جنوب السودان والجماعات الجنوبية المتمردة، واستمرار القصف الجوي. دائرة العنف يجب أن يتم وضع حد لدائرة العنف بين الشمال والجنوب، ويجب أن يتم تشجيع كلا الجانبين على انشاء إطار عمل يعملان خلاله على تطبيق تعهداتهما المضمنة في اتفاقية السلام الشامل حتى بعد انتهاء مدة صلاحيتها. ومطلوب أيضاً بعثة حفظ سلام دولية مدعمة تدعيماً جيداً بتفويضات قوية وبإرادة سياسية وقيادية تكفل لها حماية المدنيين. ويجب العمل على نشر قوة حفظ سلام في الشمال وفي المناطق الحدودية المتفجرة، وعلى وجه الخصوص في أبيي والنيل الأزرق وجنوب كردفان. ٭٭ شغل الجنرال سمبويو منصب كبير الوسطاء خلال المفاوضات التي أفضت إلى توقيع اتفاقية السلام الشامل في عام 2005م ٭٭ أوليسيغون أوباسانجو، الرئيس النيجيري السابق ومؤسس منتدى القادة الأفارقة.