بدأت دول العالم التي تلغي عقوبة الإعدام في التزايد. ولكن في نفس الوقت تظل الدّول التي تُطبِّق أحكام الإعدام، لها وزنها المُعتبَر، في ظل وجود الولاياتالمتحدةالأمريكية من ضمنها، إلى جانب الصين والهند وإندونيسيا. حيث أن (60%) من سكان العالم يعيشون في تلك الدول الأربع. أيضاً عادت سيرلانكا وجامايكا إلى تطبيق عقوبة الإعدام بعد تصاعد جرائم القتل. كما أن سنغافورا واليابان والولاياتالمتحدة حيث تعتبر الدول المتقدمة الوحيدة التي تطبّق عقوبة الإعدام. تنفِّذ أمريكا الإعدام بطرق عديدة منها الكرسي الكهربائي والشنق والإعدام رمياً بالرصاص والحقنة السّامة، وغيرها. كانت أمريكا تطبق عقوبة الإعدام حتى على الأطفال. في القانون الإسلامي يرى الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنه جواز قتل الغلام الصائل. منذ عام 1990م نفذت (9) دول الإعدام على مجرمين أحداث (أطفال). من تلك الدول الصين والكونغو وإيران ونيجيريا وباكستان وأمريكا واليمن. غير أن أمريكا ابطلت الإعدام على من هم أقل من (16) عاماً في قضية تومبسون ضد أوكلاهوما التي وقعت أحداثها عام 1988م. من الدول التي ألغت عقوبة الإعدام كُليّاً، سبعة أقطار منها المملكة المتحدةوكندا وبلغاريا. أول دولة ألغت الإعدام هي فنزويلا (عام 1854م) وآخر دولة ألغت الإعدام هي غابون (عام 2010م). بذلك وصل عدد الدول التي ألغت عقوبة الإعدام إلى (58) دولة. هناك (36) دولة لم تلغِ عقوبة الإعدام، ولكن لم تنفِّذ العقوبة خلال عشر سنوات. وهناك (10) دول ألغت عقوبة الإعدام مع إمكانية العمل بها في ظروف معينة، هناك أربع عشرة دولة تطبِّق عقوبة الإعدام، لكن في حالات استثنائية مثل جرائم الحرب. وقد أبطلت العمل بعقوبة الإعدام معظم الدول الأوربية ودول منطقة المحيط الهاديء (أستراليا ونيوزيلندا وتيمور الشرقية)، وكذلك كندا. وفي أمريكا اللاتينية ألغت معظم الدول العقوبة. ذلك بينما أبقت على عقوبة الإعدام إمريكا وجواتيمالا ومعظم دول الكاريبي وأغلبية الدول الديمقراطية في آسيا. في إفريقيا هناك جمهورية جنوب إفريقيا التي لا تقرّ عقوبة الإعدام، برغم ارتفاع معدل جرائم القتل والإغتصاب. عدد الدول التي تطبق عقوبة الإعدام في العالم اليوم تسعون دولة. ولكن العدد الفعلي للحالات التي تنفَّذ فيها أحكام الإعدام قليل جداً. ومن حيث عدد الذين تمَّ إعدامهم، تأتي في طليعة الدول التي تنفذ عقوبة الإعدام، أمريكا والصين وجمهورية الكنغو الديمقراطية وإيران والعراق. حيث نُفِّذت في تلك الدولة (80%) من أحكام الإعدام في العالم. يلاحظ أن هناك إجماعًا على عدم تطبيق عقوبة الإعدام على الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض عقلية. كما أن استطلاعات الرأى العام في دول العالم تبرز تأييداً واضحاً لعقوبة الإعدام. من الدول التي نفَّذت أحكام إعدام بحق الأطفال، حسب الفهم البريطاني، إلى جانب أمريكا، كلٌّ من نيجيريا وإيران والباكستان واليمن. هنا ينبغي ملاحظة الاختلافات القانونية بين الأقطار في تعريف من هو الطفل. وبعض الدول لديها مَيْلٌ لتنفيذ الإعدام في أماكن عامة مثل رواندا. يلاحظ أن الدول الغربية أصبحت إما مؤيدة ومنفذة لعقوبة الإعدام أو رافضة. وحيث القرار الأول والأخير بصدد إيقاع العقوبة إعداماً أو سجناً، بيد جهاز الدولة ممثلاً في وزارة العدل والقضاء ووزارة الداخلية. حيث تمّت مصادرة حقّ عائلة القتيل. فالمواطن (ملك) الدّولة في قوانين الدّول الغربية. لكن في القانون الإسلامي هناك مرونة كافية تضع قرار إيقاع العقوبة في يد عائلة القتيل. حيث يمكنها اختيار أحد من ثلاثة خيارات، إما العفو أو قبول الدية أو المطالبة بالقصاص. فالمواطن ليس ملكاً للدولة. وتوفُّر إحصاءات سودانية بعدد حالات العفو والدّيّة والمطالبة بالقصاص، تُلقي الضوء حول أين يقف المجتمع السوداني من قضية عقوبة الإعدام وتنفيذها، أو استبدالها. فالقصاص حق وعدل. والدِّيَّة حق وعدل وتقدير للمصلحة. والعفو رحمة وسيّد الأخلاق، في حالة لم تكن هناك مصلحة تدفع باتجاه خيار الدِّيَّة. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.