الغربة ليست بمنأى عن اشعار الشعراء فى السودان فقد كتبوا اجمل الاغانى وصاغوا أجمل الالحان التى تدوزن وتشنف اذن السامع وتجرى الحنين داخل وجدان الذين أجبرتهم الظروف أو اضطرتهم لشد الرحيل ميممين مشارق الارض ومغاربها بحثًا عن لقمة العيش فمنهم من ذهب حلمه ادراج الرياح وفشل فى مسعاه.. «نافذة مهاجر» وقفت مع بعض الذين ذهبت آمالهم هباء وأصبحوا يندبون حظهم العاثر. عملت نادلاً * يقول عبد العزيز إبراهيم مغترب باليمن السعيد فى حديثه ولسان حاله يقول كما قال الشاعر عبد العال السيد عن الغربة فى بعض اشعاره فى هذا المنحى تترجم حال بعضهم غربة ومطر الدنيا ليل غربة ومطر وطرب حزين وجع تقاسيم الوتر شرب الزمن فرح السنين والباقي هداهو السفر يقول فى حديثة ذهب وبين يديه آمال عراض مضيفًا: لقد عملت نادلاً رغم الشهادة التى احملها بحيث وعدت من قبل جهة لم يسمِّها بالعمل بوظيفة مرموقة واندحت وراء هذا الوعد الى ان تسربت سنيّ ولم اجلب من الغربة سوى الهم وحملت امتعتى متخذًا قرار العودة الى البلد وسط حنين الاهل وشوقى لهم. بخفى حنين * تحدث هادى محمد الطيب عن تجربته فى الغربة، يقول: تركت الحسرة تملأ قلب أسرتى بعد ان اثنتنى كثيرًا عن قرار السفر ولكنى صممت مع بعض اصحابى على الذهاب الى دولة عربية بعد ان قرأت إعلانًا بوجود وظائف شاغرة وبمرتب مغر لكنى اصطدمت بالواقع المرير فقد خاب ظنى ومسعاي فقد وجدت الوظيفة هامشية لاترقى لمستوى طموحى خاصة وأننى تخرجت هندسة زراعية من جامعة ذات صيت عالٍ وتأسفت كثيرًا على الاشياء التى بعتها للحصول على عقد العمل مكثت قرابة العام ونصف العام بالدولة المعنية وقررت الرجوع الى ارض الوطن بخفى حنين سجنت ظلمًا * كان دا كلو كمان شوية بتلقى فى دهبى الكفاية كان مسافر عشان علاجى بلقى فى شوفتك دوايا.. هذا قول والدتى عندما تركتها كما قال الشاعر السر أحمد الطيب بعد ان عرضت عليّ كل غالٍ ونفيس لديها لتركي السفر وعلى الرغم من هذا صممت على الذهاب والسفر الى مجهول بإحدى الدول قد عملت بإحدى الشركات المرموقة هناك تعرفت على اجنبى من دولة شقيقة وجارة يعمل بنفس الشركة وكان بمثابة الاخ والصديق بالنسبة لى ترقيت عده مرات فى الشغل ولكنه ظل يحمل لى الكره والغبن هذا ما اتضح لى جليًا وادركته بعد اندياح الازمة التى تعرضت لها فقد صار يكيد ويتربص بى الى ان انتهيت إلى السجن ظلمًا وجورًا قرابة العام وقد تكفل بى احد المعارف هناك وظل يبحث عن الحقيقة الى ان اثبتها وخرجت من السجن وطلب منى اصحاب العمل الرجوع للعمل لكننى رفضت عرضهم وقد عوضت من الشركة جراء حبسى بالسجن وجمعت اطرافى ورجعت الى بلدى الحبيب بالقرب من والدتى التى فرحت كثيرًا بعودتى بعد أن ذاقت الامرين بفراقي.