يقوم كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم بجولة تشمل دول غرب إفريقيا بدأها بدولة نيجيريا حيث سلم أموم الرئيس النيجيري قودلاك جوناثان رسالة خطية من الرئيس سلفا كير ميارديت تتعلق بالوضع السياسي والأمني بين جنوب السودان وشماله بالإضافة إلى تنمية وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين. حيث ناقش أموم مع الرئيس النيجيري العقبات التي تواجه جوبا مع السودان بشكل عام ومشكلة أبيي المتنازع حولها. وترسيم الحدود، إضافة إلى تصدير النفط عبر السودان على وجه الخصوص من جهته رحب الرئيس النيجيري بزيارة الوفد وعبر عن جاهزية دولته لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في المجالات المختلفة. مؤكداً رغبته في لقاء سلفا على هامش قمة الاتحاد الإفريقي المقرر عقدها في الأسبوع الأخير من يناير الجاري. وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه توجه إلى شرق إفريقيا وهي كينيا وزيمبابوي ومملكة لوسوتو وجنوب إفريقيا بينما يزور نائب الرئيس الحاج آدم يوسف دولاً في غرب إفريقيا وهي غانا والكاميرون ونيجيريا وساحل العاج وزامبيا وغينيا كوناكري. وتجيء هذه الجولة قبل أسبوع من قمة إفريقية تعقد في أديس أبابا يأمل فيها السودان تعزيز موقفه في النزاع مع جنوب السودان حول أبيي ومطالبة الدول الأعضاء وجه علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس وزارة الخارجية بوضع خطة واضحة للتحرك لتطوير العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين السودان والدول الافريقية والترتيب الجيد، والاعداد للقمة الافريقية المقبلة بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وبات واضحا أن الجولة الاخيرة التي قام بها طه ونائب الرئيس الحاج ادم -كل على حدة -لبحث سبل تطوير علاقات البلاد مع الدول المعنية وتعزيز اطر التعاون الثنائي معهما للدول الافريقية اثمرت دعماً وتفهماً كبيرًا من القادة الافارقة لوجهة نظر السودان حول ابقاء ملف القضايا المطروحة بين الخرطوموجوبا في الاطار الافريقي. حيث بحث نائبا الرئيس نتائج الجولة في اطار الخطة الرامية للتحرك الخارجي لمواجهة آثار قرار وزراء مجلس السلم والامن الافريقي القاضي برفع قضيتي «أبيي» والحدود بين السودان ودولة جنوب السودان للقادة الافارقة في قمة اديس ابابا المقبلة، وشرح وجهة نظر السودان في القضايا المطروحة. وحثت الجولة ايضاً عدداً من الدول بمجلس السلم والأمن الافريقي على عدم إحالة أي نزاع بين الخرطوموجوبا إلى مجلس الأمن الدولي. المراقب للامر يرى ان جولة اموم تهدف الى محو أثر جولة طه والحاج آدم الى تسع دولة افريقية خلال الاسبوع المنصرم والتقليل من مكاسب جولتيهما وفقاً لرؤية بعض المراقبين. و ووصف المحلل السياسي د. عبده موسى مختار في حديثه ل«الإنتباهة» جولة اموم بالتحرك المريب طالما استهدف نفس الدول التي قصدها نائبا الرئيس هذا يعنى أنه اراد مسح وإزالة الانطباعات التي رُسِّخت سلفاً من جانب نائبي الرئيس عن السودان الشمالي وترسيخ الصورة الذهنية القديمة التي تشير الى ان الجنوب هو المظلوم والسودان هو المعتدي وهذا الشيء مُؤسف حقاً ويدل على دهاء و مكر وخبث ويجب أن تنتبه الحكومة الى تلك الجولة المضادة وتداعياتها المستقبلية والمتابعة الدقيقة لسفرائنا وإرسال تقارير مفصلة عن ما تم من جولة اموم ولو جاء التأكيد السلبي يجب ان يكون هناك تحرك دبلوماسي سريع ومضاد لإعادة الصورة الصحيحة عن السودان والموقف تحديداً لأن تحرك السودان رمى الى توضيح الحقائق وان أبيي شمالية وحل القضية في البيت الافريقي بينما اتى تحرك الجنوب وقُصد منه مآرب اخرى وعكس الحقائق وتزييفها عن جنوبية أبيي ولابد من تصعيدها وتدويلها. وهنا يكمن خطورة الامر وربما ينعكس على الدول الإفريقية التي ينبغى عليهم الحياد في جولة المفاوضات المقبلة في أديس أبابا.