يقولون الطريق إلى قلب الرجل معدته، هذا المثل جسَّدته السيدة (حواء) إحدى سيدات المجتمع الدارفوري مع تفاقم الحاجة إلى زيادة الدخل لمقابلة مطلوبات الحياة اليومية مما اضطرها إلى مغادرة بيتها بحثًا عن فرصة عمل في مدينة نيالا المكتظّة بالسكان إلا أن الفرص ليست سهلة في مدينة يتجاوز سكانُها المليون نسمة تتضاءل فيها فرص العمل في القطاعين العام والخاص مما يُجبر أعدادًا كبيرة من الجنسين على ممارسة أعمال هامشية يتحصلون منها على لقمة عيشهم بالكاد.. في تلك الظروف ووسط الضغط المعيشي تحركت حواء إلى سوق المواشي بنيالا وأجالت بصرها طويلاً في أولئك الناس الذين يعملون في تجارة الماشية بعضهم تجار والبعض الآخر سماسرة وطرف ثالث هم أصحاب الماشية الذين يأتون بطبيعة الحال من البادية أو الريف يبيعون بعض مواشيهم للحصول على احتياجاتهم من أسواق نيالا ويعودون من حيث جاءوا.. حركة أصبحت مألوفة فلم تجد السيدة (حواء) بُداً من الاعتماد على مهارتها المنزلية في صناعة الطعام، ولما كانت الألبان متوفرة بسوق المواشي ما كان عليها إلا أن تستأجر محلاً تخصصه لصناعة واحدة من أشهى الوجبات الشعبية وهي (أم جنقر).. فسألتها: ماهي أم جنقر؟ فأجابت هي مشروب شعبي أساسها من عيش الدخن يُقشَّر بواسطة (التف في الفندك).. وعندما استفسرتها عن كيفية صنعها ذكرت أنها تصنعها من الدخن أولاً بوضع قدر كبير من الماء في ماعون واسع على نار هادئة وأتركه يغلي ثم أُضيف إليه قدرًا من دقيق الدخن وأحركه (بالمسواط) وهو عود يتم نحته بطريقة معينة لكي يصبح على هيئة حرف (t) لأن نهايته تكون أكثر سمكًا بحيث تساعد على تحريك الدقيق حتى يتماسك ثم يُضاف لها في بداية الأمر نشا (مديدة) تُترك لبعض الوقت ثم يُضاف إليها الروب أو الزبادي والبعض يطلبون إضافة السكر والغالبية يفضلونها هكذا.. وتتم إضافة بعض المحسِّنات مثل الطحنية والزبيب ولكن أي شخص ذاقها لا بد أن يعود مرة ثانية ومعه زبائن جدد طبعًا هنالك أصناف أخرى من الأطعمة يقدمها المحل إلا أن معظم الزبائن يطلبون أم جنقر. سألتها: هل كل زبائنك من سوق المواشي؟ قالت: لا، بالعكس، أغلبهم من الموظفين، فأم جنقر من المشروبات الشعبية المرّكزة تحتوي على قدر كبير من النشويات والسكريات إلا أنها سهلة الهضم وخفيفة على المعدة.. وما جعلنا نتعجب لعبقرية المرأة تفنُّنها في صناعة وابتكار الطعام الذي يخاطب حاجة الناس في أي بيئة يوجدون فيها... عمومًا إن فكرتم في زيارة مدينة نيالا فلا تنسوا أن تضيفوا إلى أجندتكم زيارة سوق المواشي لتناول (أم جنقر).. انتقلت أم جنقر إلى كل ولايات السودان وانتشرت أكثر في العاصمة القومية والأحياء وانتشرت أم جنقر في المؤسسات الحكومية وهناك مكان مخصص بالقرب من الإذاعة القومية تُباع فيه أم جنقر تحت شجرة كبيرة.. (آمنة) إحدى بائعات المدايد في السوق الشعبي سألتها عن أم جنقر فأجابت: (أم جنقر) عبارة عن دخن يضاف إليه الروب (الزبادي) أو العرديب. وهنالك إقبال كبير لأنها تُعتبر بديلاً للوجبة كما أنها تمد الجسم بالطاقة ويطلبها معظم الزبائن وهم من أصحاب المحلات التجارية والباعة المتجولين وأصحاب الحافلات والسواقين. والتقينا ب (عوض) وهو شاب في العشرينيات من العمر فسألته: هل تعرف (أم جنقر)؟ فأجاب: أم جنقر مشروب لذيذ أنا لازم يوم الجمعة أذهب خصيصًا إلى السوق الشعبي أم درمان وقبل العمل أول حاجة أفكر فيها (أم جنقر).. الشكشوكة.. الشكشوكة طبق تونسي الأصل ويتوفر في ليبيا وبلدان أخرى، وهو يتكون من الطماطم المطبوخة والفلفل والتوابل والبيض، ويُعرف في تركيا باسم Menemen وربما جاء إلى مصر عن طريق الأتراك، وهو أيضاً مشابه لطبق Huevos Rancheros المعروف في أمريكا اللاتينية. المقادير: نصف ملعقة صغيرة من الكمون ربع كوب من زيت الزيتون (2) بصلة كبيرة، مقطّعة إلى شرائح. (2) قطعة من الفلفل الأحمر والأصفر، مقطّعة إلى شرائح. (4) ملعقة صغيرة سكر. ورق لوري. زعتر مفروم. (2) ملعقة كبيرة بقدونس مفروم. (2) ملعقة كبيرة كزبزة مفرومة. (6) حبات من الطماطم الناضجة، المفرومة. نصف ملعقة صغيرة زعفران. قليل من الفلفل الحار. كوب ماء (8) بيضات. الملح والفلفل الأسود. الطريقة: في مقلاة كبيرة جداً تُحمَّر بذور الكمون الجاف على نار عالية لمدة دقيقتين. يُضاف البصل والزيت ويلقى لمدة (5) دقائق يُضاف الفلفل والسكر والأعشاد ويستمر الطهي على نار عالية لمدة (5) إلى (10) دقائق. تُضاف كل من الطماطم والزعفران، والفلفل الحار والملح والفلفل. تُخفض الحرارة ويطهى لمدة (15) دقيقة. وتتم إضافة الماء خلال الطبخ للحصول على مزيج متجانس القوام. تتم إزالة الأعضاب ثم يُقسَّم هذا المزيج بين أربعة من أواني القلي العميقة بحيث تكون كافية لفرد. توضع كل آنية على نار متوسطة ويتم إضافة (2) بيضة. يرش بالملح وتُغطّى المقلاة. ويُطهى على نار هادئة من (10) إلى (12) دقيقة. تُرش الكزبرة وتُقدَّم (الشكشوكة).