استبشر مواطنو مدينة سنجة خيراً بافتتاح محطة مياه سنجة والتي أكد المسؤولون أنها ستعالج الأزمة المزمنة في المياه بالمدينة خاصة في موسم الصيف حيث كانت تنعدم المياه أو تكاد إلا في أوقات قليلة وأثناء الساعات الأولى من الفجر... ولكن سرعان ما تبخر «الحلم» عند بعض أهالي أحياء المدينة بعد انبلاج فجر مياه مشروع مياه سنجة الدالي الجفرات الذي تم افتتاحه على يد السيد نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه في «26» يونيو من العام الماضي والذي نفذته شركة صينية بتكلفة بلغت «24.5» مليون دولار بقرض صيني و«700» ألف جنيه كمكون محلي وتبلغ طاقتها الإنتاجية الكلية «20» ألف متر مكعب من المياه يومياً موزعة على سنجة «15» ألف متر مكعب و«4» آلاف للدالي وللجفرات وألف متر مكعب وتزود المحطة القرى الواقعة بين سنجة والدالي والجفرات بالمياه من أجل استقرار الإنسان والحيوان. مشروع مياه سنجة الدالي الجفرات لم يغيِّر جديداً «يُذكر» في مدينة سنجة حاضرة الولاية فما زالت الخطوط القديمة هي ذات الخطوط رغم وعود وزير التخطيط العمراني بتغيير شبكة المياه لاستيعاب كمية المياه بعد افتتاح المحطة التي قال إنها قوية جداً، والمياه المتدفقة عبرها هي ذات المياه قبل افتتاح المشروع الضخم... على الأقل كانت المياه قبل المشروع متوفرة في موسمي الخريف والشتاء ولكن الآن حتى خلال هذين الموسمين حسبما أفاد المتأثرون منها. مياه سنجة الدالي الجفرات التي تفلتر بمادة البوليمر المثيرة للجدل والتي استفادت منها كثيراً مناطق الدالي والجفرات وغيرت الحياة في تلك المناطق إلى صورة أفضل لم يكن لها جديد يُذكر في مدينة سنجة باستثناء الأحياء الواقعة في المناطق المنخفضة وفقاً لإفادات الكثيرين بالمدينة. ويقول مواطنون إن الوضع كما هو ولو شالتك نومة راحت عليك الموية! ولو قمت بتوصيل الخرطوش داخل البرميل وتكاسلت عن المتابعة تجد المياه قد ملأت البرميل وخرجت مرة أخرى عبر الماسورة وأحياناً تغمر مساحة المنزل حول الأزيار أو البرميل كأنها تقول لأصحاب المنزل حضرنا ولم نجدكم! وذلك لأن المياه تأتي أحياناً وتملأ البرميل أو الأزيار وعندما يتراجع اندفاع المياه تنسحب المياه منها تدريجياً!! والميزة الوحيدة من مياه سنجة عقب افتتاح المشروع وقبله «الأمر سيان» أنها حاربت زوار الليل من اللصوص وذلك بإيقاظ المواطنين لتشغيل رافعات المياه لملء ما تيسر من «المواعين» في أوقات متأخرة من الليل وأوقات السحر وذلك لحصاد المياه ليلاً للاستفادة منها في الاستخدامات المختلفة نهاراً وحتى لحظة عودتها من جديد فجر اليوم التالي... والساقية لسه مدورة. «الإنتباهة» اتصلت بوزير التخطيط العمراني المهندس الإمام عبد اللطيف الإمام حول مشكلة المياه بمدينة سنجة واعترف بوجود المشكلة وقال استفادة سنجة من محطة المشروع الجديدة مربوطة بتنفيذ الشبكة الجديدة وتغيير الحالية، وقال إن عدداً كبيراً من الخطوط الرئيسة بأحياء المدينة لم تغذَّى بمياه المحطة الجديدة لتهالك الشبكة القديمة وعدم وصول ال 20 كلم من المواسير الجديدة التي وعدت الهيئة العامة للمياه بتوفيرها للخطوط الجديدة ولكنها لم تصل حتى الآن، ونتوقع وصولها خلال الربع الأول من العام الحالي، وأضاف: بتنفيذ الشبكة الجديدة تحل المشكلة. فيما أقرّ مدير محطة مياه سنجة المهندس عادل الشهاوي بالمشكلة وأوضح قائلاً: سنجة لم تستفد حتى الآن من المحطة الجديدة لأن الشبكة الحالية لم تستوعب حجم المياه من المحطة الجديدة لتهالكها، وزاد: أقل ضغط مائي يعمل على تفجير الخطوط وتكسيرها، مؤكداً حاجة المدينة لشبكة جديدة، مشيراً إلى أنه يوجد خط واحد بحجم «10» بوصة موصِّل للمياه من المحطة الجديدة للصهريج الرئيسي المغذي لسنجة وهذا من اتجاه واحد ويتم تشغيله أحياناً... إلا أن حل المشكلة يكمن في تغذية المدينة من كل الاتجاهات وهذا لا يتأتى إلا بخطوط جديدة وبمواصفات عالية. عموماً فإن المشكلة في مياه سنجة قائمة رغم تنفيذ المحطة الجديدة واعترف المسؤولون بها إلا أنه وزير التخطيط العمراني بالولاية كان وقد وعد في مؤتمر صحفي بمناسبة اكتمال المحطة بضخ كميات من المياه المرصودة لمدينة سنجة على الخطوط الحالية وبصورة تدريجية لتخفيف حجم المشكلة في شح المياه لحين تغيير الشبكة الداخلية للمدينة ومواكبة الواقع الجديد إلا أن هذا لم يتحقق! نأمل أن تستعجل الجهات المسؤولة وتسارع الخطى في تنفيذ الشبكة الجديدة حتى ينعم مواطن سنجة بالمياه ويعلن الاستفادة من المحطة الضخمة.