الى الأخ الفريق الركن إبراهيم الرشيد علي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد أسعدتني كما أسعدت الكثير من إخوتي رفقاء السلاح بالقوات الجوية لما قمت به من نشر في صحيفة «الإنتباهة» عدد رقم 1993 بتاريخ 12/9 تحت عنوان «القوات الجوية.. درع لحماية السودان». وبالرغم من الإيجاز في سردكم للمعلومات المتعلِّقة بهذه القوات إلّا أنها تفي بالغرض الآن نسبة لضيق المساحة المتاحة بالصحيفة؛ لأن هنالك الكثير من الإنجازات التي قام بها جنود مجهولون في هذه القوات رحلوا عنا في زمنٍ باكر وهم في ريعان الشباب ضحوا بالغالي والنفيس لحماية الأرض والعرض. التحيّة لشهدائنا الأبرار في كل الميادين. أخي إبراهيم إن مصدر سعادتي في هذا اليوم كذلك كان مرده المحادثة التلفونية التي تلقيتها من ابني خالد سند الذي يعيش في لندن بعد اطلاعه على هذا المقال في الشبكة العنكبوتية.. لقد كان خالد فرحًا وسعيدًا بأن يرى صورة والده «سند» وسط إخوته وأحبابه الذين افتقدهم وبعد تلك المحادثة قمت بشراء الصحيفة وبعدها تواصلت الاتصالات من الأحبة والأصدقاء من هم خارج الخدمة العسكرية الآن ومن بعض الإخوة الملكية ولا تخلو التعليقات من مثل «ألا ليت الشباب.. إلخ» يا لها من أيامٍ وذكريات تعيش في دواخلنا. أخي إبراهيم عفوًا لقد لفت نظري التعليق الذي جاء تحت الصورة التي تضمّنا مع الزعيم الرئيس الأزهري وبأنها لاستقباله لطياريين جدد لكن الصحيح هو للطائرة الفوكرز الحربية التي قمت بقيادتها في سبتمبر 1968 بمطار جوبا «بعد العودة من مريدي في غرب الإستوائية» وهذه الصورة كانت بطلب من الرئيس الأزهري عرفانًا لمجموعتنا التي نقلته إلى توريت كذلك لقد كان سعيدًا بنا كما أننا كنا أكثر سعادة وفخرًا؛ لأنها الرحلة الرئاسية الأولى في تاريخ الطيران الحربي وبأنني كنت قائد تلك الطائرة «الكابتن» هذه الصورة اعتزُّ بها كثيرًا واحتفظ بها بمكتبي بمطار الخرطوم وبمنزلي بأم درمان لقد كتبت في زمنٍ سابق في إحدى الصحف تحت «ذكريات محارب قديم» مقالاً بعنوان الأزهري رافقت وزينت ذلك المقال بهذه الصورة المذكورة مصدر الفخر والاعتزاز. وعليه أرجو يا أخي إبراهيم أن تقوم بإعادة نشر هذه الصورة «مع خطابي هذا» ليس للدعاية والشهرة ولكن للتوثيق لأولئك الجنود المجهولين الذين فارقوا هذه الدنيا. الأسماء حسب الترتيب في الصورة من اليمين إلى الشمال «بدون رتب عسكرية» من اليمين الراحل الطيار علي يوسف، ثم الراحل الطيار محمد علي عربي، ثم الراحل الطيار سمير علي قبيص، ثم الراحل الرئيس الأزهري، ثم الطيار أحمد حسين سند «قائد الطائرة»، ثم الملاح جوي عثمان عيسى ثم الملاح جوي حامد علي الزبير. أخي إبراهيم لك الشكر على ما قمت به وجزاك الله خيرًا في توضيح هذه الصور الزاهية لقواتنا الجوية ولك مني كل الودّ والاحترام أخوك الأكبر عميد ركن طيار «م» الدفعة 11 الكلية الحربية أحمد حسين سند شركة كترانج لخدمات الطيران الخرطوم