محمد عبد الحميد من مواليد (الخرطوم 2) بدأ الاغتراب في عام 1976م مع بداية الاغتراب، وسافر إلى دولة الإماراتالمتحدةدبي لتحسين مستواه المعيشي، واكتشاف أماكن جديدة وزيادة المعرفة، فتحصل على وظيفة في مؤسسة وزارة الدفاع مسؤول الأرشيف في مجلة عسكرية لمدة 32 عاماً وبعدها اتجه إلى العمل في القطاع الخاص مشرف مبيعات في شركة زراعية.. (نافذة مهاجر) التقته في عجالة فكان لنا هذا الحوار القصير: ٭ بداية حدِّثنا عن تجربة الاغتراب وكيف بدأت؟ أعتبرها تجربة فريدة من نوعها في ذاك الوقت وكل الشباب اتجهوا للاغتراب لتحسين أوضاعهم المالية وكذلك الفتيات في ذلك الوقت كن يفضلن العريس المغترب.. قصدت دول الإمارات العربية وتحصلت على وظيفة في مؤسسة وزارة الدفاع مسؤول الأرشيف لمدة 32 عاماً وخلال السنوات الطويلة كنت أعود إلى الوطن بعد كل خمس سنوات. ٭ كيف تدرجت في العمل؟ بعد انتهاء مدة الخدمة في وزارة الدفاع اتجهت إلى العمل في القطاع الخاص وعملت إداريًا. ٭ كيف كانت علاقتكم بأصحاب العمل؟ المعاملة في العمل من أحسن المعاملات ودولة الإمارات من أكثر الدول التي تحسن التعامل مع الوافدين، والشعب الإماراتي شعب مهذب لا يُشعر الإنسان بالغربة، ونحن كسودانيين نحظى بمعاملة أكثر من ممتازة من قِبل الشعب الإماراتي بسبب أن السودانيين هم الأوائل الذين شاركوا في نهضة دولة الإمارات ولهم دورٌ فاعل وبارز في جميع المجالات سواء كان قطاعًا خاصًا أو عامًا، والشعب الإماراتي يمتاز بفعل الخير وبالوفاء حتى بعد انتهاء مدة الخدمة يكون التواصل مستمرًا. ٭ كيف تقيِّم العلاقات الاجتماعية بين السودانيين والإماراتيين؟ علاقة جيِّدة جدًا وخاصة في صورة التواصل يتواصلون معنا في أفراحنا وأتراحنا بشكلٍ مستمر، علاقة متماسكة ولكن في مناسباتهم لهم خصوصية في العادات والتقاليد وخاصة في الأفراح. ٭ ماذا قدَّمت لكم دولة الإمارات؟ دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر دول الخليج حرصًا على حقوق العاملين حتى بعد انتهاء الخدمة والقوانين تقف مع العاملين أكثر من أصحاب العمل وعن تجربتي الطويلة في دولة الإمارات وجدت أحسن معاملة هذه شهادة لله. ٭ كيف تقيِّم تجربة الغربة؟ سؤال صعب وساهل في نفس الوقت.. تجربة مجموعة من الناس من مختلف العادات والتقاليد استفدت منها كثيرًا، والسودانيون هناك يعكسوا صورة السودان الحقيقية وخاصة في المناسبات والأعياد مثل أعياد الاستقلال ورأس السنة، موجودون في الأندية الثقافية.. والجاليات تقوم بدور كبير في التعريف بالسودان وكل سوداني سفير في بلده. ٭ ما هي المشكلات التي تواجه أبناء المغتربين؟ أهم المشكلات لا توجد جامعة سودانية لتعليم أبناء المغتربين وخاصة الجامعات وأتمنى أن تنشأ جامعة سودانية في الإمارات؛ لأن أكبر جالية سودانية توجد في الإمارات. ٭ كيف تقيِّم أداء جهاز المغتربين؟ أداؤه جيِّد، وهناك تطوُّر ملحوظ من خلال العمل بالأجهزة الإلكترونية التي سهلت كثيرًا من الإجراء وعملية الازدحام ونقترح فتح نوافذ للتنظيم وخاصة عند رجوع المغتربين يكون الجهاز مزدحمًا. ٭ الغربة ماذا أضافت لك وماذا خصمت منك؟ أضافت لي الكثير.. ومن أهم الأشياء المكتسبة التركيز العالي جدًا في جميع التصرّفات بسبب التأثير بالواقع المعيش. وخصمت مني البعد عن الوطن وأهله وإحساس مؤلم وأنت تتلقى خبر فرح أو كره والتأثير من البعد تأثير نفسي عالٍ وهو يتحمله بصبر في الغربة. ٭ في الختام ماذا تودّ أن تقول؟ أتمنى من الله أن تعود كل الطيور المهاجرة لتشارك في تنمية البلاد؛ لأن بلدنا هي القلب الدافئ الذي ظللنا نناجيه في سنوات اغترابنا.. وأشكر صحيفة (الإنتباهة) على هذه السانحة، وأتمنَّى لها التقدّم والازدهار.