برعاية السفارة السودانية في الرياض وتحت شعار الوفاء لأهل العطاء أقام أبناء الولاية الشمالية الأسبوع الماضي بقاعة الفخامة حفلاً خطابيًا لتكريم الشهيد الأستاذ فتحي خليل والي الولاية الشمالية الأسبق الذي ظل واليًا منتخبًا للشمالية منذ العام «2010م» حتى تاريخ استشهاده بحادث سير في العام «2012م». وتقاطرت جموع أبناء الولاية الشمالية والجالية السودانية يتقدمهم الأستاذ قريب الله الخضر علي نائب رئيس البعثة الدبلوماسية وأركان السفارة السودانية في الرياض والبروفسور عزالدين عمر موسى رئيس الهيئة القومية لدعم الوطن. وممثلو الأجهزة الإعلامية المختلفة لرسم مشهد في وفائهم لواحد من أبناء الوطن الأجلاء ولواحد من رموز الفكر والقانون في السودان حيث تبارى عدد من الخطباء في رصد مسيرة الشهيد من خلال فقرات منوّعة عكست بجلاء حجم مسؤولياته المتعددة، وجوانبه الإنسانية. في كلمته رحب الأستاذ عثمان عبد الله إبراهيم رئيس اللجنة العليا لتكريم الشهيد فتحي خليل بالحضور معددًا مآثر الشهيد ومؤكدًا لهم أن الشهيد هو رجل القانون الذي نال ثقة مواطني الولاية بكل جدارة، وقد كان من الحادبين على تطوير وتنمية الولاية في مختلف المجالات من منطلق وطني، وختم حديثه شاكرًا أسرة السفارة وشركة باشكا للسفر والشحن ومثمِّنًا وقفتهم ودعمهم المعنوي والمادي. ثم استعرض المهندس صابر بيرم في كلمته فيلمًا وثائقيًا «بالبروجكتر» يوضح أهم الانجازات التي تحققت للولاية في عهد المحتفى به، وفي كلمته نيابة عن أسرة الشهيد تحدث الأستاذ بكري بشير مقدمًا سردًا مفصلاً عن سيرته الذاتية ومضيفًا أن الشهيد كان أول من يستجيب لنداء المروءة حين ينادى لها، ثم أعقبه الأستاذ عبد المجيد يسن معلنًا في كلمته عن تدشين منظمة الشهيد فتحي خليل الخيرية تخليدًا للسيرة العطرة التي خلفها الشهيد، ودعا أبناء السودان في الداخل والخارج إلى التبرع والمساهمة والانضمام إلى المنظمة مؤكدًا بذلك أن أبواب المنظمة مفتوحة لكل السودانيين، وختم حديثه مقدمًا عميق شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، وفي مداخلته عبر الهاتف من دنقلا قدم الدكتور إبراهيم الخضر والي الولاية الشمالية المكلف خالص تعازيه لأبناء الولاية برحيل الشهيد فتحي خليل، وأكد عزمه على المضي قدمًا على نهج سلفه الأستاذ فتحي خليل في تنمية الولاية الشمالية، كما قدم الأستاذ ياسر فتحي خليل في مداخلته عبر الهاتف من الخرطوم خالص شكره وتقديره والأسرة الكبيرة للحضور ولأبناء الولاية الشمالية والسودان على مشاعرهم الطيبة تجاه تكريم والده الفقيد.. وفي لمحة تجلت فيها عظمة المعاني الإنسانية للشهيد وتؤكد أن أهل الشمال ما تعودوا إلا أن يبادلوا الوفاء بالعطاء تبارى رؤساء وممثلو محليات الولاية في الرياض بكلماتهم المؤثرة في حق من شهدت له ولايتهم في عهده حراكًا كبيرًا غير مسبوق في بناء العديد من المنشآت المختلفة وقد تحدث كل من الدكتور بابكر عبد الرحيم «مروي» والأستاذ حسن البيلي «الدبة» والأستاذ هاشم نصيري «القولد» والمهندس إبراهيم محمد علي «دنقلا» والدكتور علي عبد اللطيف «البرقيق» والأستاذ منذر تاج الدين «هيئة تنمية المحس» والدكتور صلاح علي محجوب «سكوت» والأستاذ الوسيلة عباس «وادي حلفا» وعدَّد المتحدثون مآثر الفقيد واجمعوا على انه فقد عظيم للولاية الشمالية. ومن ثم قدم البروفسور عزالدين عمر موسى في مداخلته قراءات متعددة عن ملامح من سيرة الفقيد الكبير قانونيًا وإنسانيًا منوهًا بأن الشهيد ليس لأبناء الولاية الشمالية وحسب بل إنه كان مثلاً طيبًا يمثل كل السودان وأنه كان «ثروة وطنية» متجددة ومعين لا ينضب، وختم البروف حديثه مشيدًا بتدشين منظمة الشهيد فتحي خليل الخيرية ومعلنًا التوأمة بينها وبين منظمة المعز عبد السلام الخيرية، كما أعلن عن تبرعه بمبلغ ستة ملايين جنيه لمنظمة فتحي خليل الخيرية، كما أعلن عدد من الحضور عن تبرعاتهم المادية لذات المنظمة. وفي كلمته عن السفارة السودانية في الرياض ونيابة عن السفير الأستاذ عبد الحافظ إبراهيم محمد تحدث الأستاذ قريب الله الخضر علي نائب رئيس البعثة الدبلوماسية مقدمًا عميق شكره وتقديره للحضور مشيدًا باللجنة المنظمة وبأبناء الولاية الشمالية، كما ثمَّن السفير قريب الله دور الشهيد فتحي خليل في إحداث تنمية استثمارية حقيقية للولاية الشمالية من خلال زيارته للسعودية قبل رحيله لجلب الاستثمارات ولقاءاته الناجحة بالمستثمرين السعوديين، وذكر أن الفقيد عمل ليل نهار ليس من أجل الولاية فحسب بل من أجل السودان ورفعته والحفاظ على كرامته وكرامة إنسانه.