خذت تهامسني ممرات الحقول وشبك الصفصاف أذرعه يصد حرارة الرمضاء عني تتبخر الأحزان مني حين اذرع دربها نخلا وأسقيها قرابيني وفني فتعيدني لطفولتي.. وتعيد لي الوتر المغني وتمدني بعصارة النبت الجديد تقيلني من عثرتي... وتذود عني تخضر آلاف الخلايا في تضاعيفي وينمو البرعم الغافي بأعماقي ويزهر كل غصن الآن اخرج من شبابيك الدجى لاغيب في المجهول أمرق من إسار الطين أمرق من كوي الأزمان تشربني السماء لأعود للنبع الإلهيِّ المضاء وصحوت تملأني ارادات الحياة.. تقيلي لقضائه في كل منعطف أجن ومضيت أرسم للحياة طريقها وأعيد ترتيبي وأبني وأقيم للدنيا سرادقها واغسل شرفة الإلهام ... بالمطر المغني اعددت أشيائي وريشاتي... ولوحاتي... وفني وجلوت أوتاري نفضت غبارها وملأت دنِّي وحسبت أني قد نجوت من الهجير ومن عذاباتي وحزني وزجرت نفسي ما الذي أغراك بالدنيا؟ وماهي بالمقر المطمئنِّ ان اقبلت او ادبرت سيان عندك في التجني وواريت نفسي وهي بالإيمان صامدة وفي الظلماء أنواء وعصف تتناسل الأهوال من حولي وصبري ماله حد ووصف فلم التوقف في محطات الزمان وحولنا للنهر عزف!! من نحن؟