أغلق المعتصمون في ميدان التحرير بوسط القاهرة، صباح امس، مجمع التحرير، واشتبكوا مع المواطنين والموظفين ومنعوهم من الدخول، في ظل دعوات العصيان المدني بالقاهرة والمحافظات، والتي دعت لها قوة شبابية وتدعمها المعارضة، التي ترى أن النظام الحاكم في مصر، يهمشها، ويريد الاستحواذ على جميع مفاصل الدولة. كما طالبت المنصة الرئيسية بميدان التحرير، المعتصمين الذين قاموا بإغلاق المجمع، بالعمل على إيقاف حركة مترو الأنفاق بجميع الخطوط.فيما قال وزير الأوقاف المصري طلعت عفيفى إن الدعوة للعصيان المدني في المدن المصرية حرام شرعًا.جاء ذلك فيما تشهد القاهرة وعدد من المدن تحركات رامية من جانب معارضين لفرض العصيان المدني، وذلك في تصعيد للاحتجاجات على سياسات نظام الرئيس محمد مرسي. وتابع عفيفي في بيان له وصل مراسل الأناضول نسخة منه صباح امس أن الإسلام يرفض تمامًا كل دعوات التخريب والعنف وتعطيل مصالح الناس بالقوة، وكل ما يهدد أمن وسلامة المواطنين أيًا كانت الأسباب. واعتبر أن المستفيد الوحيد من الدعوة للعصيان المدنى وتعطيل مرافق الدولة هم أعداء الوطن الذين يحلمون بوقف مسيرته نحو إعادة البناء والتخلص من نظام فاسد، في إشارة على ما يبدو إلى النظام السابق. وناشد وزير الأوقاف في بيانه مواطنى مصر الشرفاء بعدم الانسياق وراء هذه الدعوات المضللة والمخربة، مشيرًا إلى أن تحقيق المطالب المشروعة يكون بالحوار والطرق السلمية وليس العنف والتخريب. واختتمت البورصة المصرية، تعاملاتها امس على هبوط جماعي لكافة مؤشراتها، مدفوعة بعمليات من قبل المستثمرين المصريين والأجانب، بينما اتجهت تعاملات المستثمرين العرب نحو الشراء، وذك تزامنًا مع حالات العصيان المدني، التي شهدتها بعض المحافظات امس والتي دعت إليها قوى المعارضة السياسية. وخسر رأس المال السوقي 2.6 مليار جنيه، بعد أن وصلت قيمته إلى 378.3 مليار جنيه، مقابل 380.9 خلال ختام تعاملات الأسبوع الماضي.وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة EGX 30، بنحو 0.84% ليغلق عند مستوى 5,579.82 نقطة، بينما شهد المؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX 70 تراجعًا بنسبة 0.51% ليصل إلى 4474.03 نقطة، كما انخفض مؤشر EGX 100 الأوسع نطاقًا بقيمة 0.63 % عند مستوى 802.27 نقطة. فيما تواصل امس العصيان المدني بمحافظة بورسعيد والذي وصل إلى يومه الثامن علي التوالي، وقامت مجموعات المتظاهرين بإغلاق منفذي الرسوة والنصر الجمركي وطريق الشاحنات وطريق شرق بورسعيد، وإيقاف حركة قطارات السكة الحديد ومنع أكثر من 35 ألف عامل قادمين من المحافظات المجاورة للعمل بالمنطقة الحرة العامة للاستثمار. بدوره كلف الرئيس محمد مرسى، صباح امس اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والمحافظين، بتقديم تقرير شامل بكل التطورات الخاصة فى كل المحافظات التى تشهد عصيانا مدنيا وتظاهرات، ووضع مقترحات حول إمكانية حل تلك الأزمة والتعامل معها. وأكد مكتب الرئيس أنه تم تكليف الدكتور هشام قنديل بتقديم تقرير وافٍ حول الخسائر التى تتعرض لها البلاد، حيال أزمة العصيان المدنى التى تشهدها عدد من محافظات الجمهورية.وذكر التلفزيون المصري على موقعه الإلكتروني أن ذلك أدى إلى توقف العمل بجزء كبير من القطاع الحكومي، ومصلحة الجمارك، وهيئة ميناء بورسعيد، وغياب كامل من قبل الطلاب بجميع مدارس المحافظة، بالإضافة إلى زيادة حدة التظاهرات في المحافظة، ورفع لافتات سوداء تأكيدا على العصيان المدني، واحتجاجا على استمرار تجاهل مطالبهم المتعلقة بالاعتراف بشهداء ومصابي أحداث بورسعيد، ولطلب اعتذار رسمي عما صدر من إهانة لشعب بورسعيد نتج عنه سقوط عشرات القتلى والمصابين. ورفض سائقو أتوبيسات شرق الدلتا والسوبر جيت العمل وإعلان العصيان المدني داخل المحافظة تضامنا مع مطالب أهالي المحافظة لتتوقف حركة النقل كاملة من وإلى بورسعيد بجميع طرق المواصلات، وكذا واصل عمال هيئة قناة السويس بترسانة بورسعيد البحرية اعتصامهم لإعلان تضامنهم الكامل مع مطالب أهالي القتلى والمصابين. وأغلق المعتصمون بميدان التحرير، امس، مبنى مجمّع التحرير للخدمات الحكومية، ووقعت مشادات بين الموظفين والمواطنين مع الداعين إلى إغلاق المجمّع.ويأتي هذا التصعيد بعد دعوات للعصيان المدني وفرضه بالقوة على النظام الحاكم بمصر، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية، ورفضاً لسياسة الإخوان المسلمين في إدارة شؤون البلاد.وكان الإعلامي عمرو الليثي، مستشار الرئيس محمد مرسي سابقاً، عقد اجتماعاً ضم عدداً من المعتصمين بالميدان ومديري المرور بالقاهرة والجيزة لإقناع الثوار بفتح الميدان، لكن باءت هذه المحاولة بالفشل. وفيما أغلق المعتصمون مجمّع التحرير، دعا المتظاهرون إلى وقف الحركة بمترو الأنفاق. في وقت أصدرت الجبهة الوطنية للثقافة والتغيير بياناً اعلنوا فيه سحب الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي وحكومته وطالبوا باجراء انتخابات رئاسية مبكرة.وانتقد البيان حفاظ الرئيس مرسي على السياسات القديمة التي كانت سائدة في عهد (حسني) مبارك نفسها دون وجود اي استراتيجية. وجاء في البيان انه بمبادرة من الجبهة قام اكثر من مائة مثقف وفنان مصري باصدار هذا البيان حيث يرى الموقعون انه يجب سحب الثقة بمرسي وحكومته ويدعون كل طوائف الشعب المصري ونقاباته وحركاته الثورة واحزابه السياسية الى التاكيد على هذه الخطوة واعلان تايديهم لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وطالب البيان باقالة فورية لكامل حكومة هشام قنديل الفاشلة ذلك لأن مصر في اشد الحاجة الى وزراء مبدعين في مجالاتهم كافة وليست في حاجة الى موظفين وتكنوقراط.بدوره قال رئيس حزب الوفد المصري وعضو جبهة الإنقاذ الوطني السيد بدوي إن حزبه قرر تفويض المكتب التنفيذي لجبهة الإنقاذ باتخاذ القرار في شأن المشاركة في الانتخابات النيابية، مشيرا الى أن ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية لإثبات بطلان دعوة الرئيس وعدم دستورية قانون الانتخابات. وكان الرئيس المصري محمد مرسي أصدر قراراً جمهورياً بتعديل موعد الانتخابات التشريعية استجابة لمطالب المسيحيين. و يعقد حزب النور اجتماعًا طارئًا غدً (الثلاثاء)، لاتخاذ قراره بالنهائي في المشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية.وعلمت صحيفة (المصري اليوم) من مصادر داخل حزب النور، أن الاجتماع سيناقش كل الضمانات الانتخابية وأن الحزب لديه تحفظات على مواعيد الانتخابات. وقال الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور السلفي، إن الاجتماع سيناقش القرار النهائي في المشاركة فى الانتخابات أو عدم المشاركة. بدوره رأى مستشار وزير التموين المصري نعماني نعماني أن من المتوقع أن يزيد محصول القمح المصري زيادة كبيرة في 2012-2013 مضيفاً أن الدولة لم تخفض أموال مشتريات الحبوب رغم ارتفاع عجز الميزانية وتراجع احتياطيات العملة الصعبة، لافتاً إلى أن إرتفاع إنتاج القمح المحلي يرجع إلى الحوافز المعروضة على المزارعين.