لكل منا طموح وغايات يسعى لتحقيقها وأهداف يتمنى الوصول فيها إلى أعلى الدرجات أو المستويات العلمية والعملية ليرتقى بذاته ويكون خير عون لمجتمعه وذخراً لوطنه. وتمثل ذلك الطموح فى الشاب طه الأمين الذي تخرج في جامعة السودان وذهب إلى المملكة العربية السعودية التى اعتبرها وطنه الثاني لتطبيق ما حققه من نجاح، فكانت لنا وقفة معه وتجاذبنا معه أطراف الحديث حول تجربته خلال الفترة التي قضاها بالمملكة العربية السعودية وخرجنا بالتالي: ٭ عرفنا بنفسك؟ طه الأمين طه محمد، مسقط الرأس والسكن بالسودان ولاية الجزيرة محافظة المناقل قرية قوز الرهيد، أما إقامتي بالمملكة بمكة المكرمة، درست مرحلة الأساس بمدارس قوز الرهيد والمرحلة الثانوية بمدرسة الهدى بنفس المنطقة أما المرحلة الجامعية فكانت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وتخرجت في كلية الهندسة قسم هندسة الكهرباء. ٭ ما هي طبيعة عملك بالمملكة وكيف تقضي إجازاتك السنوية؟ أعمل مشرف صيانة بالشركة الكيميائية السعودية أما عن الإجازات، فأنا حديث عهد بالمملكة ولكن أنوي قضاء إجازاتي بإذن الله بأراضي الوطن العزيز بالقرب من الاهل والأصدقاء . تحدثت عن تجربتك الحديثة بالغربة فهل سنحت لك الفرصة للتعرف على طبيعة الاخوة السعوديين وشكل علاقاتهم بكم؟ الحمد لله منذ أيامي الأولى بالمملكة استطعت التأقلم والتعرف على الإخوة السعوديين، ووجدت فيهم كل الصفات الطيبة والتعامل المتميز منهم لنا نحن السودانيين ودائما نعتبر نحن الشعب السوداني رقم واحد بالنسبة للأشقاء السعوديين، وكثيراً ما يخجلون تواضعنا عندما يصفوننا بالشعب الذى يتحلى بالصدق والأمانة والأصالة، وأنا في نظري أرى أن الإنسان السوداني بطبعه البسيط وببشاشته وعفويته تجعل منه محبباً ومقرباً لدى الشعوب الأخرى، بل وتدفعهم للتعرف عليه والتعامل معه. ٭ صف لنا علاقة السودانيين ببعضهم في المهجر؟ الحمد لله علاقة السودانيين المقيمين بالمملكة هي علاقة يشهد لها أهل السعودية أنفسهم، فهي تتميز بالتعاضد والتكاتف فى مساعدتهم لبعضهم البعض ويتشاركون الزيارات فى الأعياد والأفراح والأتراح، ولنا كذلك لقاءات تفاكرية ومنتديات عبر النت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ولا ننسى كذلك الدور الكبير الذي تلعبه السفارة والتي جمعت شملنا وجعلت منا يدً واحدة فضلاً عن دورها وحرصها الكبير على إقامة المناسبات الوطنية، هذاوقد قامت أخيراً بالاحتفال بأعياد الاستقلال المجيد. ٭ ماذا استفدت خلال الفترة التي قضيتها بالمهجر وماذا فقدت؟ استفدت منها في التعارف والتعامل مع شعوب جديدة، ووجدتها خير الشعوب وخير الإخوة الصادقة، الشعب السعودي، وافتقدت تراب الوطن وخضرة أرضه ونقاء قلوب أهله ومشاركاتهم في المناسبات المختلفة وجلسات الأنس مع الأصدقاء، واشتقنا كمان للكسرة والعصيدة وملاح التقلية وحتى الفول وهى أحلى وجبات سودانية. ٭ ما هي مشاريعك المستقبلية التى تنوي القيام بها عند العودة للاستقرار؟ أنوي عند عودتي، القيام بمشروع دخل يعينني على مجابهة غلاء المعيشة. ٭ كلمة شكر أخيرة؟ أتقدم بخالص شكرى للقنصلية التى تعمل دوماً على راحة وتذليل كل الصعاب للجالية بالمملكة كما أتقدم بالشكر للشعب السعودي لاستضافته وكرمه الزائد لنا، وخالص شكري للجالية التى ظلت دوماً فى ترابط، ولم تترك لنا فرصة أو مجال للإحساس بالغربة، وأتقدم بالشكر لكم ولصحيفتكم العامرة صحيفة «الإنتباهة» التى ولدت بأسنانها لإتاحتها الفرصة لنا نحن المغتربين بالمهجر، للإطلالة عبر«حصاد الغربة» على صفحاتها، والتعرف على أحوالنا، وهذا إن دل إنما يدل على مبادرتها ووقفتها مع المغترب ومشاركتها هموم المغترب، وأتمنى لها دوام التقدم.