قلت بالأمس إن للخاتم عدلان شهادة تثبت أن حالات التدين أمر يضايق جدًا أنشطة استقطاب العضوية لصالح الحزب الشيوعي السوداني، فهو يعتبرها رجعية وتخلفًا، ويريد التخلص منها ثم بعد ذلك يكشف حقيقة ما كان يضمره في المستقبل. يقول الخاتم عدلان عليه رحمة الله إن الدائرة الضيقة في الحزب الشيوعي السوداني منهجها هو الإلحاد. كان ذلك ضمن إجابة عن سؤال طرحته عليه في حوار صحفي عام 2003م، سألته قائلاً: (تقول خرجت من الحزب الشيوعي لأنك تخليت عن الماركسية، فأين الماركسية الآن في برنامج الحزب المطروح الذي يخلو من الإلحاد ودكتاتورية البروليتاريا والتأمين وإلغاء الملكية، وبعد هذا ماذا بقي من الماركسية فهذه هي ركائزه الأربع التي تقوم عليها النظرية الشيوعية؟!) جاءت إجابة الراحل الخاتم عدلان واضحة.. فهو لم يكن عضواً عادياً بالحزب.. وهو معروف جدًا لزملائه من نواح مختلفة.. فقد كان داخل الحزب منذ حياته الطلابية صاحب الفكر والثقافة والحماس. أجاب الخاتم عدلان قائلاً: «للأسف كلامك غير صحيح فكل هذا موجود داخل برنامج الحزب الشيوعي ويدور الحديث عنه في دائرة ضيقة تضمره في المستقبل إلى أن يقضي الحزب على ما يعتبره رجعية وتخلف».. انتهت الإجابة. وطبعاً المقصود بالرجعية والتخلف هو الأديان السماوية، وكل ما يقف أمام عملية الانخراط في عضوية الحزب. لكن السؤال هنا: إذا كانت المسيحية ولو بشكلها المحرَّف حالياً بالصليب وغيره تعتبر ابتداءً من الأديان السماوية.. ومعروف أن الدخول فيها قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان واجباً.. مثلما كان الدخول في اليهودية واجباً قبل إرسال سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، إذا كانت النصرانية ديناً سماوياً، فما علاقة الشيوعيين بالتنصير؟ لماذا يقود شيوعيو السودان في بريطانيا حملات التنصير وسط السودانيين هناك؟! أليس حريًا بالشيوعيين السودانيين ان يحموا عقائد المسلمين لأنهم يتحدثون عنهم أنهم مسلمون وأنهم يتعرضون للحكم عليهم بالتكفير؟! ألم يشعروا انهم يستحقون هذا الحكم عليهم وهم يقودون حملات التنصير وسط شباب وقاصرين من المسلمين؟!. ام ان هؤلاء الشيوعيين الذين يقودون حملات التنصير هم اصلاً نصارى صليبيون فنحن لم نعرف حتى الآن أشكالهم واسماءهم؟! لكن السؤال الآخر المهم هنا ايضًا هو لماذا يوجه صلاح آل بندر رسالته الى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني؟ هل يستنكر هو تحويل أشخاص من دين سماوي الى آخر مثله؟!.. هل هذا يضر الحزب الشيوعي في شيء؟! هل من اختصاصات عمله السياسي والتنظيمي؟! هل تعترض عليه النظرية الشيوعية الماركسية اللينينية؟! علَّق الاستاذ حسين خوجلي على «الحالة» قائلاً: «الخبر سعيد إذا كان التنصير وسط الشيوعيين انفسهم، فالمسيحية دين الله القويم ورسوله عيسى افضل لنا من المادية الجدلية والصهيوني كارل ماركس»... انتهى. لكنا نرى في حديث الأستاذ حسين خوجلي محاولة لتوليفة حقائق ليست هي بالحقائق. فالمسيحية الحقة التي تحدّث عنها بهذه الطريقة كانت قبل بدعة الصليب والقرآن يقول..(وما قتلوه وما صلبوه). إذن هذا هو ليس دين سيدنا عيسى عليه السلام الحقيقي. اما كارل ماركس المنحدر من أسرة يهودية والذي وصفه استاذ حسين بالصهيوني، فهو قد ترك الديانة اليهودية واعتنق ديانة «الإلحاد» ورفع شعاره المعروف «لا إله والحياة مادة» .. وكان هذا رد فعل قوي لممارسات الكنيسة المحسوبة على سيدنا عيسى فقد كانت نتيجتها ان وضع كارل ماركس نظرية الإلحاد، قبل ان يعرف الإسلام ويفهم ان هناك غيبيات ولو من خلال السحر الذي يمارسه البعض.