عبدالله أحمد عمر (أبو بدر) من مواليد مدينة العلم والنور الدويم ولاية النيل الأبيض. نشأ بها وترعرع وسط أهله واكمل كل مراحله الدراسية الأولية بمدارسها، ثم التحق بجامعة أمدرمان الإسلامية، وتخرج فيها بكلية العلوم الإدارية. وبعد أن هاجر مغترباً بالمملكة العربية السعودية،نال شهادة الدراسات العليا من جامعة الملك فيصل. ويعمل الآن مديراً للمشتريات والمبيعات بشركة(أبناء أحمد سعيد باحكم) للتجارة بالمملكة العربية السعودية جدة، عضو الجالية السودانية بالمنطقة. التقيناه عبر هذه الزاوية في مقر اقامته، وأجرينا معه هذا الحوار عن الغربة ومآلاتها: * لماذا لم تعمل بالسودان و اخترت أن تهاجر ..؟ عملت بالسودان في مجال التجارة، وحققت فيها نجاحات لا بأس بها. وكان يمكنني الاستمرار في المجال وتحقيق كل ما اصبو إليه. ولكن كانت الهجرة رغبة كل الشباب في ذلك الوقت، ولا أعرف سبباً محدداً دعاني للخروج، لأنني كنت أعمل بنجاح، لذا اعتقد أن اغترابي كان (موضة ومجاراة) لأ بناء جيلي. * هل وجدت صعوبة في ايجاد العمل بالخارج ؟ من ناحية عامة، قطعاً كل مغترب وخصوصاً أصحاب التعاقدات (الحرة) يعانون في بداياتهم من صعوبة في ايجاد العمل المناسب، ولكن مع مرور الوقت وبعد العمل مع أكثر من جهة، و بعد المرور على محطات كثيرة، يستطيع الشخص تحديد موقع العمل الذى يتناسب معه ومع مؤهلاته الدراسية. * كم سنة مدة وجودك بالخارج ؟ الحمد والشكر لله، واحد وعشرون عاماً من غير الاجازات الرسمية السنوية. * لماذا إذن قضيت كل هذه الفترة وأنت تجاري موضة الإغتراب ؟ بعد أن حط بي الرحال في السعودية، تحديداً منطقة الخرمة، انقلب السحر على الساحر، حيث أصبح الاغتراب أكل عيش، بعدما اتيت إلى المنطقة متغرباً بدون هدف. * كيف استطعت آن تتأقلم على طبيعة أهالي المنطقة ومعاملاتهم ؟ لا يجد الإنسان صعوبة في التعامل مع المواطن السعودي ولأن ثقافتهم عربية وتشبه لحد كبير ثقافتنا السودانية، مع الاختلاف في أن مجتمعهم مجتمع محافظ ومنغلق جداً بينما مجتمعنا مجتمع منفتح. * كيف هي العلاقات الاجتماعية بين السودانيين بالخارج، هل توجد أيام مخصصة للملتقيات أو الزيارات أو هكذا؟ علاقات السودانيين متميزة وقوية. هنالك بعض التغيير والفتور ناتج عن السعي وراء الرزق، ولكن يظل السوداني سودانياً بشهامته وكرمه المعهود. بالنسبة لي كنت وما زلت حريصاً على أن اتواصل مع أبناء ولايتي على مستوى المملكة وخصوصا المنطقة الغربية (الخرمة وجدة ورانيا وتربة.. ألخ ) وأحياناً كثيرة نلتقى في أيام الجمع والعطلات للتفاكر حول أوضاعنا والغربة. وأحيانا أخرى نلتقي لاجترار ذكريات الماضي. * ماذا خصم الاغتراب من رصيدك الاجتماعي بالداخل؟ خصم منا الكثير بالرغم من استفادتنا من التقنية الحديثة والمواقع الاجتماعية في التواصل مع الأهل مثل الفيس بوك والاسكايب، ولكن سنين الغربة اضعفت اجتماعياتنا. * كيف تقيم تجربتك في الاغتراب ؟ الحمد لله يمكنني القول إن تجربتي ناجحة بكل المقاييس. حيث استطعت أن اؤهل نفسي أكاديمياً وأن اتدرج في السلم الوظيفي والإداري. * هل عاودك الحنين للعودة للوطن ؟ أنا في تفكير دائم ومتواصل بخصوص العودة لحضن الوطن. واعتقد أن السودان محتاج لسواعد شبابه، والعودة مربوطة بإرادة الله وتقديره. * إذن متى ستشد رحال العودة النهائية ؟ عندما ربنا يهون ويسهل الأمور. * أنت قضيت مدة طويلة بالخارج، هل لك طموح محددة بعدها ستعود؟ نعم أصبح من الصعب التفكير في العودة النهائية، خصوصاً كل ما زادت سنين الغربة كل ما ازدادت العودة صعوبة. * هل تعتقد أن وضع السودان الآن مساعد لعودة معظم المهاجرين ؟ أعتقد أن الأوضاع الاقتصادية تسير نحو الأسوأ، والمغترب يتحمل فشل الدولة الاقتصادي، خصوصاً عملتنا اصبحت لا قيمة لها مقابل العملات الأخرى. وكل ما تفاقمت الأوضاع كل ما زادت مشاكل والتزامات المغترب، لذلك الآن يحصل العكس، حيث تشهد البلاد هجرة غير مسبوقة للخارج. * ما علاقتكم بجهاز المغتربين ؟ جهاز المغتربين (بعبع مخيف) للمغتربين أنفسهم، لأنه لا يقدم لهم أية خدمة. ونحن نعتبره فقط جهة متحصلة للرسوم والجبايات من المغترب. * وعلاقتكم بالجالية السودانية ؟ أتمتع بعضوية في الجالية، وادفع اشتراكات ومتواصل معهم إجتماعياً.