استكمالاً لما نشر بالأمس حول قضية ازمة المياه بولاية شمال كردفان، التقت «الإنتباهة» احمد محمد علي مدير مياه المحليات الذى قال إن الإمداد المائي بالمحليات في الوقت الحالي مستقر، إلا أنه في فصل الصيف تكون المعاناة في التشغيل والصيانة نسبة لزيادة استهلاك الاسبيرات خاصة في المحليات الغربية مثل ود بندة، وقال ان الحفائر تساهم في مياه المحليات، وانهم يحاولون معالجة كل شكاوي المواطنين. وفي ذات السياق اضاف الخبير فى علم الجيولوجيا المهندس جمال الناير جار النبى، ان ولاية شمال كردفان غنية بالمياه الجوفية وبالاخص في منطقة حوض ام روابة بارا الجوفى الذى به سعة تخزين كبيرة وبه طبقتان اساسيتان علوية وسفلى وباعماق طويلة، وهو المصدر الرئيس الآن لمياه مدينة الابيض، واشار الى ان مساحات واسعة بالولاية تنعم بالمياه الجوفية، الا ان الولاية لا تستغلها سوى نسبة ضئيلة جداً منها، وقال الناير اذا اتم الاستغلال الامثل لهذه المياه فيمكن معالجة الازمة والدخول فى مجال الرى لانتاج الخضر والفاكهة. فيما يرى المهندس محمد عبد الله شرشير الخبير فى مجال المياه والمدير السابق لمياه الولاية، ان المشكلة الاساسية فى المصدر، وحتى عام 1999م كانت هناك خزانات «بقرة، بنو، العين، الابيض»، فكان لا بد من البحث عن مصادر اخرى، فجاء حوض بارا الجوفى. وعدد شرشير اشكالات مياه الولاية فى الجوانب الفنية، وقال ان الشبكة الداخلية التى صاحبت مشروع مياه بارا كانت بها اخطاء لم تعالج بعد. وبخصوص المياه السطحية ابان أن المواعين بها اكثر من «12» مليون متر مكعب، والمستغل منها على طول العام لا يتجاوز مليوني متر مكعب، وان محطات التنقية ضعيفة ولا تكفى حاجة المواطن، وتعاني من مشكلات فنية واخرى فى التشغيل. وأضاف أن الناقل المقترح اذا تم تنفيذه لا يفيد طالما ان محطة التنقية لا تسع كميات كبيرة، ذاكراً أن هنالك ثلاثة خطوط تأتى عبرها لا تستغل، مطالباً باستغلال المياه السطحية الموجودة بالولاية، لأن مشكلة الولاية تتمثل فى التشغيل والمجالات الفنية، داعياً الى الاستعانة بالكوادر والكفاءات الموجودة بالولاية، وقال لا بد من وضع خطة واضحة للتشغيل. وقال المهندس على قسم الله آدم مدير مياه المدن بولاية شمال كردفان، ان امداد المياه فى فصل الصيف القادم سيكون أحسن حالاً من الصيف الماضى، واضاف ان الخريف كان غريزاً، وان حكومة الولاية دعمت عمليات الصيانة، وتم تأهيل مشروع الدنكوج، وقال ان المصادر الشمالية بها «18» بئراً المتوقف عن العمل منها «4» آبار، ونفى أن تكون المعدات الخاصة بمشروع الناقل الجنوبى قد تعرضت لأى تلف، ولكن المشروع متوقف بعد مرحلته الاولى بسبب التمويل المركزى. أما بخصوص الشبكة الداخلية فقد قال قسم الله ان بها مشكلات كبيرة حالت دون وصول الامداد المائى لبعض للاحياء، ونفى مدير مياه المدن ان تكون هناك جهة تتحكم في الامداد المائي بالمزاج وانما يتم ذلك وفق جدول محدد. وقال مدير عام مياه ولاية شمال كردفان المهندس ميرغني الصديق، إن هنالك دعماً من حكومة ولاية شمال كردفان لمقابلة فصل الصيف، كما أن هناك برنامجاً للصيانة والتأهيل لمصادر المياه، ولكنه اتهم وزارة المالية الاتحادية بالتباطؤ في التمويل وفي تنفيذ مشروع الخط الناقل للمياه من المصادر الجنوبية، بعد أن تم الانتهاء من المرحلة الاولى الخاصة باستيراد المواسير، مبيناً أن المبلغ المخصص لهذا المشروع ليس كبيراً على المالية الاتحادية، مشيراً إلى أن ما تم من صيانة وتأهيل للآبار الشمالية وإصلاح الشبكات الداخلية، يسهم ذلك فى حل الإشكالية بدرجة كبيرة. واكد المهندس ميرغني أن الحل الجذري لمشكلة المياه بالولاية يكمن في تنفيذ مشروع الخط الناقل للمياه من النيل الابيض. وتشير «الإنتباهة» من خلال طوافها على الاحياء ومصادر وأكشاك توزيع المياه واستطلاعات المسؤولين والخبراء والمواطنين، إلى أن هنالك مشكلات كثيرة وكبيرة تحتاج لتدخل عاجل على المستوى الولائي والمركزي، وتحتاج إلى التمويل العاجل لحل أزمة مياه الولاية وأريافها وخاصة حاضرتها مدينة الأبيض، فالمواطن عاني زمناً طويلاً في سبيل الحصول على المياه التى تعتبر المعبر الأساس للمساهمة في التنمية بولاية شمال كردفان.