معاناة كبيرة يجدها مواطنو ولاية شمال كردفان للحصول على مياه الشرب، وشهدت الولاية خلال الأيام الماضية ازدياد حالات شح المياه مما جعل التذمر ينتشر وسط المواطنين، ويرى بعض الخبراء أن الولاية تتمتع بالمياه الجوفية في رقعة واسعة من أراضيها إلا أن الجهات المسؤولة لم تستفد بعد من هذه الآبار، وأشار الخبراء إلى أن أزمة المياه تنتج حينما تجف المسطحات والخيران المائية التي تعتبر مصدر شرب للإنسان والحيوان، ويرى بعض المراقبين أن الحل الجذري لأزمة مياه الأبيض بل الولاية يكمن في تنفيذ مشروع مياه النيل الأبيض كحل ينهي معاناة الولاية في المياه وسيسهم في إقامة المشروعات عبر الري الصناعي مما يزيد في الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، فيما يرى مدير إدارة المياه الجوفية بالولاية المهندس جمال الناير جار النبي أن إدارتهم تعمل بجهد كبير من أجل حل مشكلة المياه بالولاية موضحًا أن إدارة المياه الجوفية والوديان إدارة مركزية وتتبع لوزارة الموارد المائية وكانت سابقًا تتبع لوزارة الري والموارد المائية ورئاستها بالخرطوم، وأبان الناير أن الإدارة تمثل الجسم الاستشاري لحكومة الولاية لأنها جهة بحثية علمية بحتة تقدم الدراسات والبحوث للمشروعات حتى يتسنى للجهات المختصة تنفيذها، وقال إن الإدارة تمتلك مجموعة مقدرة من الكوادر المؤهلة علميًا في المجالات الفنية وعلم الجيولوجيا والمختصين في أبحاث المياه الجوفية التي تعد الولاية غنية بها، وأكد جمال إدارة المياه الجوفية بالولاية تقوم بدور المعاون والمستشار لكثير من الوزارات والجهات ذات الصلة منها وزارة الزراعة للإشراف على الآبار التي يتم حفرها عبر وزارة الزراعة وآخرها العمل في بئر بارا لإدخال نظام الري المحوري وهو مشروع تحت إشراف ومتابعة تامة من إدارة المياه الجوفية، فيما يرى الخبراء في هذا الشأن أن الدراسات والبحوث التي تقدمها إدارة المياه الجوفية بالولاية إذا ما وجدت التنفيذ بصورة كبيرة وفاعلة يمكن لها أن تساعد في انهاء ازمة المياه بالولاية خاصة وان الادارة بها من الخطط والمشروعات الطموحة لحلحلة مشكلات المياه بشمال كردفان يضاف لذلك الكوادر المؤهلة والمدربة التي تزخر بها الادارة، وابرز الأحواض الجوفية التى عدّدها مدير الادارة احواض «بارا ام روابة، الحجرالرملي النوبي» والتى يصل انتاجها فى الساعة الواحدة إلى اكثر من «100» متر مكعب من المياه والتى يمكن ان تزيد من ذلك حسب الاطر والتصميمات الهندسية التى يتم بها انشاء الآبار وبخصوص الوديان قال إن هذا القسم بالإدارة مختص برصد ومتابعة الخيران وان هنالك عددًا من المحطات للرصد الدوري لحركة المياة عبر أتيام فاعلة تجمع المعلومات والبيانات للاستفاده منها في أبحاث المياه السطحية التي تقدم للهئية والشركات لتنفيذها من منطلق الدراسات التى توفرها ادارة المياه الجوفية والوديان وفى هذا الصدد، اشار الناير الى ان المشروعات التى تم انجازها عبر الإدارة مشروع ام مراحيك بمحلية سودرى الذى انهى ازمة المياه بها، المشاركة فى المشروع الصينى بحفر الآبار الجوفية فى جميع انحاء الولاية، مشروع الرى المحورى والذى يتم تحت اشراف ومتابعة ادارة المياه الجوفية وبئر منطقة ام بالجي، ويرى بعض المراقبين ان المجهودات التى تقوم بها ادارة المياه الجوفية والوديان اثبتت نجاحها من خلال المشروعات التى تم تنفيذها من خلال الدراسات التى قدمتها وعلى رأسها مشروع ام مراحيل وقالوا ل«الإنتباهة» لا بد من السعى الجاد لإنزال كل الخطط والمشروعات التى تقدمها الادارة حتى تريح حكومة الولاية المواطنين من تعب ومشاق البحث عن الماء. فيما ثمن والى ولاية شمال كردفان معتصم ميرغنى حسين زاكى الدين الدور الكبير الذى تلعبه الادارة فى توفير البيانات والمعلومات لتنفيذ المشروعات الخاصة بالمياه مشيدًا بالكوادرالعاملة فى هذا المجال مؤكدًا تضافر الجهود من اجل حل المشكلات التى تعانى منها الولاية فى المياه، واشار جمال الناير الى ان ادارته تشارك مشاركة فاعلة فى السمنارات والبحوث العلمية التى تنظمها جامعة كردفان هذا فضلاً عن ان الادارة تعد الجهة الفنية لمشروع التغيرات المناخية فى الولاية وعضو فى اللجنة الإستراتيجية للاستثمار فى طريق بارا جبرة ام درمان لإنشاء مزارع تعتمد فى الرى على المياه الجوفية الى جانب عضو فى لجنة كونها الوالى للمحافظة على الموارد الطبيعية بالولاية، وغيرها من المشروعات التنموية والمائية التى تسهم ادارة المياه الجوفية فى تقديم الرأي والمشورة عن طريق الدراسات التى تقدمها مما ساعد ذلك كثيرًا فى انجاح مشروعات حفر الآبار الجوفية بالولاية.. وقال الناير ان ادارته تقوم بتدريب وصقل الخريجين والموظفين الجدد حتى يتمكنوا من التزود بالخبرات التى تعينهم فى تقديم ما عندهم من معلومات لصالح الولاية والبلاد عامة، هذا بالاضافة الى المعلومات والبيانات التى توفرها ادارة المياه الجوفية فى مجال المياه والرى للباحثين والدارسين، عمومًا لا بد من العمل عبر طريقين هما المياه الجوفية والسعى لتنفيذ مشروع مياه النيل الابيض حتى تحل ازمة مياه شمال كردفان بصورة جذرية ونهائية.