لم اصب بالدهشة ولا الاحباط بذلك الاكتشاف الخطير للمنظمة الدولية بأن حكومة جنوب السودان تحتضن حركات دار فور.. وتجمع المعارضة.. وتحتل مناطق عديدة بقواتها بل انها لم تنسحب وفق الاتفاقيات العديدة.. من تلك المناطق.. ذلك ان هذه المنظمة التي نحن اعضاء فيها نعلم كل ذلك بل ان معظم امكانياتها وموظفيها الذين يعملون هنا وهناك.. وهنالك يعلمون تلك الحقائق جيدًا.. وانهم جزء منها كمبعوثين وكمنظمات انسانية وممثلين لدول.. ولكنها لا تستطيع ان تتخذ موقفًا لا يرضي الولاياتالمتحدة حتى ولو كان الامر متعلقًا بشواهد مادية ومثبتة بالدليل القاطع.. ويبدو ان سيد الدنيا او لنقل سيدة الدنيا تحرك فيها جزء من الضمير وان كنت اتيقن ألا ضمير ولا اخلاق ولا دين لهؤلاء الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته وهم الذين يصنعون الأحداث ويغطونها باعلامهم الواسع فان لم يفلح الاعلام فالقوة الغاشمة موجودة لإقناع من لا يقتنع. وقد احتفلت الحكومة بهذا النبأ العظيم الذي اتانا من سبأ هذا الزمان وهو امر طبيعي ان تعترف مؤخرًا المنظمة الدولية بأن حكومة الجنوب تقوم بإيواء الحركات المسلحة التي تهاجم دولة السودان من اطرافها المتاخمة لها وتقدم لها المأوى والحماية والتدريب والتسليح لكي تتسلل هذه الجماعات «الارهابية» الى قرى ومدن دارفور بل وتتسلل الى جنوب كردفان وتعمل هذا السلاح «النجس» في قتل الرجال العزل والشيوخ والاطفال وتنهب ممتلكاتهم من الماشية والأموال ثم تحرق كل ما تجده امامها ثم تولي الأدبار.. وبعد ذلك تصفي هذه المنظمة إلى التقارير والمعلومات الملفقة ضد قواتنا المسلحة وتهدد بلادنا بعدم استخدام السلاح ضد هؤلاء الذين يعتدون على المدنيين وليس على قواتنا المسلحة التي تحمي سيادتنا الوطنية وحدودنا الدولية وارضنا وعرضنا. وبالنسبة لنا ليس هذا هو المهم ذلك ان اتخاذ موقف برفض الخروج على الدول واذكاء نيران الحروب يتعارض مع كل القوانين والاتفاقيات الدولية فماذا ستفعل هذه المنظمة بعد هذا الكشف المثير المصحوب بتقرير داعم وشكاوى عديدة موضوعة على منضدتها تقدم بها السودان طوال السنوات الماضية.. وامامها جملة من الاتفاقيات التي وُقِّعت بين الدولتين بهدف تحقيق الاستقرار بالمنطقة وتماطلت دولة الجنوب عن انفاذها والعمل بموجبها.. ماذا سيفعل الاتحاد الافريقي ازاء هذه الحقيقة الدامغة بانتقال ايواء وتسليح وتدريب المتمردين لزعزعة الاستقرار في دولة اخرى.. هذا هو السؤال الذي ينتظر الاجابة بعد ان قيض المولى عز وجل هذا الامر وسخر المنظمة الدولية لتفصح عن هذه الحقيقة المعلومة لديها.. ام ستلوذ بالصمت كما هو الحال في مواقف عديدة.. الأيام القريبة سوف تفصح عن ذلك.. وصحيح المثل الذي يقول في مثل هذه الحالات.. دابي كان في خشمه جراداي ولا بعض... وهذا اختبار حقيقي للامم المتحدة ممثلة في مجلس امنها الدولي.