اللقاء الحاشد والأول بولاية النيل الأزرق والذي خاطبه والي الولاية المكلف اللواء «م» الهادي بشرى بمدينة الروصيرص ظهر فيه الوالي وهو يرتدي بزة عسكرية ورتبته التي غادر بها المؤسسة العسكرية قبل عقدين من الزمان بقليل.. مما جعل مظهر الوالي وهو يتدثر بالميري محل تساؤول حول دواعي ارتداء الوالي للميري مع العلم التام أن ولايته منطقة حرب وتم فيها إعلان حالة الطوارئ بواسطة رئيس الجمهورية. لكن المعلوم وفق النظام العسكري الدقيق أنه لا يُسمح لمن تقاعد عن الخدمة العسكرية أن يرتدي الميري في كل الأحوال إلا إذا كان برتبة الفريق فما فوق الأمر الذي انسحب على الفريق الركن الهادي عبد الله والي نهر النيل الذي سجل زيارة لمقر قيادة المدفعية عطبرة عقب توليه منصبه وهو في كامل أناقته العسكرية برتبة الفريق. وبحسب عسكريين فإن حالة الهادي بشرى لا تخلو من ثلاثة دواعٍ إما تعاملت معه القيادة العليا بالبلاد بقرار استثنائي يتماشى مع طبيعة المنطقة التي تشهد في بعض مناطقها حرباً أو أخذ الرجل إذنًا أو أُعيد إلى الخدمة والأخير يبدو غير صحيح حيث لم يحمل قرار تعيينه قرارًا بإعادته للخدمة.. بينما القرار الاستثنائي عادة ما يرتبط ببسط هيبة القوات المسلحة والقانون. كما أن المؤسسة العسكرية على درجة عالية من الانضباط « الفايت الحد» ولذلك كسبت احترام المواطن السوداني في كافة الحقب التي حكمت البلاد ولم توصم بتبعيتها لنظام أو أيدولوجية بعينها منذ الاستقلال وحتى الآن وحتى عندما قامت كتائب الدفاع الشعبي مساندة للقوات المسلحة في مناطق العمليات بالجنوب لدحر الخوارج وكان لنا شرف الانضمام إليها لم تحدث تقاطعات بينها وبين القوات المسلحة بل لم يتجاوز أمراء الدفاع الشعبي حدودهم رغم السند السياسي الكبير الذي كانوا يتكئون عليه، ومما يُروى عن مدى اعتزاز قادة القوات المسلحة برمزية «الميري» سبق أن سمعت رواية من مصادر ولكن لم نستوثق من صحتها تقول إن الشهيد المشير الزبير محمد صالح كان في زيارة لولاية شمال كردفان واستقبله والي الولاية الذي تقاعد حينها من مهمته العسكرية اللواء بحري الحسيني عبد الكريم مرتديًا بزته العسكرية المألوفة البيضاء اللون أمره المشير الزبير بخلع البدلة العسكرية واستجاب الوالي لتوجيهات العسكري القح الزبير محمد صالح. هي مجرد خاطرة ونحن نرى ابن الدفعة «17» الهادي بشرى بالميري وهو الذي يقول عنه بعض من زاملوه أنه كان من أكثر الضباط انضباطًا وأن سجله خالٍ من المخالفات الإدارية كما أنه من النادر أن يقع في خطأ، ولعل هذا كان من الأسباب التي جعلت رئاسة الجمهورية تلقي على عاتقه تلك المهمة الصعبة في منطقة كالنيل الأزرق يأمل الكثيرون أن تستجاب كلمات الرئيس البشير بأن تؤدي القوات المسلحة صلاة الشكر عما قريب في مدينة الكرمك.