يعتبر السودان من الدول مفتوحة الحدود ويدخل إليه عدد مقدر من الأجانب من دول الجوار بطرق رسمية وأخرى غير شرعية، الأمر الذي أدى إلى انتقال أمراض دخيلة للبلاد بسبب عدم وجود قوانين صارمة تحكم وجود الأجانب من حيث الإقامة والعلاج، مما شكل عبئاً على المؤسسات الصحية في تلقي العلاج المجاني لأقسام الحوادث والطوارئ وعلاج أمراض الكُلى والسرطان والأطفال الذي حددت مجانيته لأقل من خمس سنوات، إذ يتردد عدد مقدر من المرضى الأجانب على المستشفيات وتتم معاملتهم كالمواطنين السودانيين. في المقابل ظهرت في الفترة الماضية أمراض متوطنة بالسودان، ولكن بأنماط تلك الدول كالملاريا التي انتشرت الآن أنواعٌ لدول مجاورة خاصة في شرق السودان وأماكن متعددة ببعض الولايات، مما أدى لتغيير العلاج المتوفر واستعمال آخر. وكذلك ظهور حميات غريبة أطلق عليها البعض الحمى «الحبشية» وبالنظر إلى بعض الدول العربية والغربية فإنها تشترط ضوابط صارمة لدخول أراضيها والإقامة بإجراء بعض الفحوصات الطبية لبعض الأمراض كالحمى الصفراء والإيدز والتهاب الكبد الوبائي كإجراء احتياطي لمنع انتقالها، وقد ظلت السلطات الصحية بالبلاد تنادي بضرورة وضع وتفعيل القوانين الخاصة بالأجانب لمنع دخول أمراض وبائية للبلاد أو فيروسات غربية إلا أن مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة بالخرطوم د. صالح أحمد حمد قال إن للوزارة نظاماً للجودة ويوجد منسق في كل مستشفى يتبع للمدير العام مباشرة ويقوم بالإشراف عليها وفق ضوابط الجودة المتفق عليها في إجراء التعقيم والمتابعة ما بعد العملية والتدخل في حالات التلوث، ولكن مدير عام مستشفى الأنف والأذن والحنجرة د. عمر السيد أكد أن إدارة المستشفى اتخذت جملة من الترتيبات الإدارية والفنية للسيطرة على الوضع أولها إغلاق غرفة العمليات وإيقافها نهائياً، وهي الآن في مرحلة التعقيم، كما أن هنالك فريقاً مشتركاً من إدارة المعامل الاتحادية والولائية أخذت عينات من العنابر والمرضى للفحوصات المعملية بهدف تحديد مصدر البكتيريا، مشيراً إلى أن هناك حالات تم علاجها وغادرت المستشفى وتكفل المستشفى بعلاج «15» حالة منها، وقلل من وجود حالات للشلل وسط الأطفال الذين تم إجراء عمليات لوز لهم خلال شهر فبراير الماضي بالمستشفى. وحول أسباب التلوث أكد د. عمر أن يكون بسبب بكتيريا تُسمى «سودومونس» وهي موجودة في كل مكان يمكن للمريض أن يكون حاملاً لها، وقال إن المستشفى قدم العلاج للمرضى الذين استجابوا للعلاج بواسطة مضاد حيوي يُسمى «الفورتم»، مشيراً إلى أن المستشفى يقدم خدماته على المستوى الاتحادي ويجري عمليات الماستوري وعمليات المناظير المريء والحلق وغيرها، إضافة للمناظير الضوئية للجيوب الأنفية والأنف واستعدال حاجز الأنف وكسر عظمة الأنف وكسر حاجز الأنف وعمليات السرطان للجيوب الأنفية والبلعوم. والمستشفى يستقبل يومياً بين «850 إلى 1000» حالة. وقال مساعد المدير العام بالمستشفى د. محمود أبو قناية إن هنالك ضغطاً كبيراً على المستشفى من قبل المرضى، إذ يتم إجراء «35 -40» عملية يومياً، فضلاً عن استقبال « 8» حالات تسمم بالصبغة يومياً و«5» حالات بلع أجسام غريبة. وفيما يتعلق بسبب التلوث يقول مصدر طبي إن المستشفى يتعامل مع كل الناس بمن فيهم الأجانب. وكشف عن استقبال المستشفى لمرضى أفارقة من دول الجوار. وقال إنهم تعاملوا معهم بحسن نية وبإنسانية وبقَسم طبي لا يفرق بين الأجانب والمواطنين، وأنه لا يوجد تشريع يحظر علاج الأجانب في المستشفيات العامة.