الارهاصات المتوالية عما يدور داخل الجاليات السودانية بالمملكة العربية السعودية من خلافات بكل جوانبها المتشعبة، يطرح سؤالاً قوياً عن ما هية دور جهاز المغتربين في حل مثل هذه المعضلات التي تؤدي إلى انشقاق أبناء الوطن الواحد باختلاف كياناته وانتماءاته الحزبية؟وأين قوانينه التي تلزم هؤلاء الأفراد بالتزامها، أين القنصلية السودانية مما يدور هناك؟ لماذا إخوتي المغتربون تنظرون للجانب الشخصي السلبي دوماً من مطلق القضايا التي يعاني منها المغتربون؟ ألا يكفي ما يدور بالساحة المحلية من توترات وانشقاقات؟ متطلبات الاغتراب والغربة منذ الأزل ومنذ أن وعينا تلزم التعامل بمبدأ التعاضد والتكاتف من أجل حل القضايا الشائكة والمستمرة التي تواجه المغتربين وتتجدد كل حين إضافة للتي لها مواسمها التي تظهر فيها كالتعليم والعودة الطوعية، وما تواجهها من صعوبات جمة والتي لا تواجه المغتربين فحسب بل والقائمين على أمرهم في السودان والجهات المعنية بمشكلاتهم، إذن الأمر ليس بحثاً عن أوضاع مستقرة ومستقبل زاهر، فالمغترب السوداني عُرف عنه ومنذ القدم مروءته وشهامته مع الغير ناهيك عن بني جلدته وأهله، فلماذا التنافر والاحتراب فيما بينكم وأنتم في غربة عن الأهل والوطن والأحباب؟ قضايا الجاليات المتمثلة في كيفية تكوينها لها أبعاد ودلالات خطيرة عند النظر لها وقياسها بمعطيات الواقع الاقتصادي الداخلي والخارجي والسياسي أيضاً، ستتضح عدة تفاصيل قد تكون غائبة عن البعض وليس الكل، وهي أن الدخول في طريق الخلافات والانشقاقات تبدأ شرارته دوماً من الخلافات السياسية التي أصبحت بعبعاً مخيفاً يطال كل أركان الدولة والكيانات المختلفة حتى تلك التي ليست لها علاقة بالسياسة، فالانقسامات التي تحدث في كل الجاليات سعياً وراء منصب قيادي تجعل قضايا المغتربين في مهب الريح ولا يُعطى لها الأولوية القصوى، مسؤولية العباد يتعاظم شأنها كلما اهتم أولياء الأمور بها عدلاً وإنصافاً لها، أيضا ما ذنب أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة أن يتم إيلاجهم في غياهب ودهاليز السياسة الغامضة؟ فشبح السياسة عندما يحاصر الإنسان في غربته الإجبارية وهجرته التي غير معلومة النهايات كما حدث في بداياتها يهد كل ما سعى لبنائه على أرض الواقع من أحلام جميلة ومستقرة وأسرة هانئة هادئة البال، يهون أمامها كل شيء إن وجدت الاستقرار النفسي، فالسعي وراء الرزق واكتسابه جعلكم ترتحلون بعيداً بعيداً وهي أهداف سامية لا تجد من يخالفها لتأصلها في النفس البشرية روحا وانتماءً. الوضع الشائك يبحث عن حكيم زمانه الذي اختفى عن دائرة المغتربين والذي يوجد ليس أمراً ناهياً بقدر ما أنه موجه ناصح لاعتماده على أفئدة وضمائر المغتربين الذين يعون مصلحتهم جيداً في كل ما يدور، فلتبحثوا عنه بين ظهرانيكم وفيكم حتى تعتدل الصورة التي انقلبت رأساً على عقب.. ** ونحن بنرسم خطاوي عمرنا في لحظة مثيرة.. حاجة كبيرة إنو نحطم حلم الفرحة في كل عشيرة..